قائمة الموقع

المصالحة معلقة وتحركات لإنجاحها

2010-02-22T11:58:00+02:00
المصالحة الفلسطينية معلقة

 

حماس تؤكد عدم استجابة فتح لبوادرها والأخيرة تؤكد انعدام الثقة

الرسالة نت- فادي الحسني

ثمة حراك يجري حول ملف المصالحة الفلسطينية المعلق منذ أشهر، لكن سياسيين يؤكدون أن الجهود المبذولة لم تلق صدى على أرض الواقع حتى اللحظة.

ويبدو أن الزيارات الأخيرة للقطاع من قبل مسؤولين لم تفلح في تفتيت العقبات التي تقف عثرة في وجه المصالحة، خاصة وأن حركة حماس تؤكد أن حركة فتح لم تستجب لأي من بوادر حسن النية التي قدمتها.

وعاد ثلاثة محافظين في السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة أول أمس، في خطوة وصفت بأنها تأتي في إطار إنهاء الانقسام السياسي بين حركتي فتح وحماس، في حين لازالت وتيرة تصعيد الأجهزة الأمنية في الضفة بحق أنصار حماس مستمرة.

يزيد الأمور تعقيدا

وأكد الفرا أن عودته إلى غزة إضافة إلى المحافظين محمد القدوة وزهدي القدرة، بجانب العميد فاطمة البرناوي، تأتي في إطار تهيئة الأجواء للمصالحة الفلسطينية، في حين أن المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري يرى أن اعتقال مناصريهم في الضفة الغربية ومحاكمتهم يزيد الأمور تعقيدا.

وقال الفرا وهو عضو المجلس الثوري لحركة (فتح) لـ"الرسالة "إن تواجدنا في غزة من شأنه تقليص حالة الانقسام القائمة والمساهمة في إنجاح عملية المصالحة، خاصة أن الجميع يدرك كثيرا أن الانقسام يعيق الأمور الحياتية للمواطن الفلسطيني".

وأوضح أن المحافظين سيحاولون القيام بأي عمل يمكن أن يعزز الوحدة الوطنية، داعيا الجميع سواء في فتح أو حماس إلى بذل قصارى الجهود لتهيئة أجواء مناسبة لإتمام المصالحة بشكل سريع.

وأعلن الفرا أن الأيام القادمة ستشهد كذلك عودة مجموعة من كوادر حركة فتح ومسؤولين في السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة بناء على قرار المجلسين الثوري والمركزي للحركة التي يتزعمها محمود عباس.

وعبر عن استعداده للالتقاء بقيادة حركة حماس في قطاع غزة، رغم نفيه أن يكونوا مفوضين من قيادة السلطة بالتقاء قيادة حماس.

وقال: "نحن لسنا مخولين بالتقاء قيادة حماس لكننا مستعدين للقائهم  ونرحب بمثل هذه اللقاءات التي تشيع التفاؤل لدى أبناء شعبنا".

النوايا غير المتوفرة

في المقابل رحب أبو زهري بمقابلة كافة الأطراف الساعية لإنهاء الانقسام، لكنه قال : "المشكلة ليست في اللقاءات وإنما في النوايا غير المتوفرة لدى حركة فتح".

وأضاف أبو زهري: "بكل أسف ملف المصالحة لا يزال يراوح مكانه وحماس برهنت قولا وفعلا حرصها على المصالحة وهذا ظهر من خلال استقبالنا لنبيل شعث أو بالإفراج عن عشرين معتقلا جنائيا من حركة فتح وغير ذلك، لكن هذا الأمر لم يقابل إلا بمزيد من الاعتقالات في الضفة بحق أبناء حماس ومحاكمتهم".

وأصدرت محاكم السلطة الفلسطينية التي تقودها "فتح" مؤخرا، أحكاما قضائية بحق عناصر من حركة حماس في الضفة الغربية، في وقت أفرجت فيه الحكومة الفلسطينية في غزة عن عشرين معتقلا جنائيا محسوبون على حركة فتح، إكراما للوفد البرلماني الذي زار القطاع قبل أيام للإطلاع على أوضاع القطاع والمساهمة في دفع عجلة المصالحة الوطنية.

إلا  أن الفرا يرى أن جزءا كبيرا من المشكلة يكمن في أزمة عدم الثقة المتبادلة بين حركتي حماس وفتح، وقال:"الاتفاق لا يعني التوقيع على ورق وإنما ممارسات على الأرض، وهذا يتأتى من خلال التقاء قيادتي حماس وفتح وصولا لاتفاق".

واجتمع قياديون يمثلون 13 فصيلاً فلسطينياً في غزة الأسبوع الماضي لبحث الحوار الفلسطيني الذي استضافته مصر، وهو الأول من نوعه في مدينة غزة.

قبل القمة

وعبر سياسيون عن تفاؤلهم بقرب إتمام المصالحة الفلسطينية قبل انعقاد القمة العربية في طرابلس الشهر القادم، لكن حركتي حماس وفتح تباينت مواقفهم حول إمكانية إحراز هذا الأمر.

ويقول أبو زهري:"نحن نأمل أن يكون هناك حراك جدي للتوصل لاتفاق مصالحة قريبا لكن الأجواء غير مهيأة".

بينما عبر الفرا عن اعتقاده بان الأجواء الحالية إيجابية وقد تكون الأفضل لتوقيع المصالحة، إلا أنه قال في الوقت نفسه: "إتمام المصالحة قبل القمة أو عقبها ليس سؤالا مهما ..نحن نتطلع إلى إحراز المصالحة اليوم قبل غد ولكن الاتفاق يحتاج تطبيقا على الأرض وليس حبرا على ورق".

اخبار ذات صلة