دأب الموظف أحمد العكر على تفقد جدته المسنة كل يوم عقب انتهاء دوامه لتلبية احتياجاتها والاطمئنان على أحوالها، لكنه لم يكن يخطر بباله قط أنه سيمنع عصابة "ريا وسكينة" من ارتكاب جريمتهم بحق الجدة صفاء.
وكعادته وصل العكر إلى منزل الجدة في مخيم يبنا إلا أنه تفاجأ بأن باب المنزل مفتوح وأن بداخله حركة مريبة دفعته إلى الاعتقاد أن الجدة قد "فارقت الحياة".
وعندما دفع باب المنزل للدخول واجه مقاومة من قبل سيده كانت قد بللت قطعة قماش ووضعتها على فم وأنف جدته وأفقدتها الوعي وتركتها في فناء المنزل بلا حركة.
ويروي الرجل الذي يعمل في بلدية رفح الحكاية لـ"الرسالة نت": "ما جرى هو أن عصابة ريا وسكينة كادت أن تفتك بجدتي لكن عناية الله حالت دون وقوع الجريمة".
وفي رفح ارتكبت جريمة مشابهة قبل سنوات عندما قتل رجل فتى من عائلة الشاعر بعدما حصل منه على مبالغ مالي كبير وأقدم على دفنه داخل حجرة بمنزله.
واكتشفت الجريمة بعد أسابيع وتم انتشال جثة الفتى ووضع القاتل في السجن ومن ثم جرى إعدامه خلال حرب "الفرقان" شتاء 2008-2009.
وتزامن ذلك الحادث مع بث مسلسل "ريا وسكينة"، على الفضائيات المصرية والعربية، وقد عرف الأهالي معنى عصابة "ريا وسكينة" وساد حذر شديد لدى السكان.
ويضيف العكر موضحًا تفاصيل الجريمة الجديدة "أن سيدتين منتقبتين كانتا قد زارتا والدتي الأسبوع الماضي لمعاينة المكان وظننت أنهما من أقاربنا".
ويشير إلى أنه لفت انتباهه أن رجلا كان ينتظر السيدتين خارج المنزل وعندما سأل أحدهن عن سبب زيارتهم فأجابت احداهن أنها من الرعاية الطبية وقدمن العلاج لجدته".
ويبين أنه ذهب لسؤال جدته عن السيدتين بعدما شعر بريبة نظراتهم وطريقتهم في الدخول والخروج من المنزل فردت عليه بأنهما قدمتا لها قرص دواء لصداع الرأس.
وعن تفاصيل الجريمة يروي العكر: "بعدما دفعت باب المنزل ووجدت جدتي ملقاة على الأرض، هربت السيدة إلى الداخل وبدأ الجيران يتوافدون إلى المنزل".
ويضيف أن السيدة الأخرى كانت تحاول فتح غرفة جدتي من أجل سرقة مصاغها وكلاهما تم احتجازهم حتى وصلت الشرطة إلى المنزل واعتقلتهما.
ووفق مسؤول في مباحث شرطة رفح فإن السيدتين هما: (ه. د) من سكان غرب رفح، وسجنت لمدة عام على خلفية سرقة مصاغ ذهبي، والثانية "د-خ" من سكان مدينة دير البلح، ولها سوابق، إضافة إلى مسؤول العصابة "ر. ه" الذي كان يتوالي مراقبة المنزل.
ويوضح المسؤول ذاته لـ"الرسالة نت" أن السيدتين اعترفتا بأنهما كانتا يعتزمان تغييب الضحية عن الوعي ووضعها داخل مطبخ المنزل وسرقت مصاغها فقط.
وينبه إلى أن أحد السيدات لكمن الضحية بينما جلست الأخرى على صدرها من أجل وقف صراخها.
وترقد الجدة صفاء في غرفة العناية المكثفة تتلقى العلاج ويتوافد لزيارتها أبنائها وأحفادها وجيرانها في مخيم يبنا.
والجدة صفا تمتلك مصاغا ذهبيا ثمينا إضافة إلى ليرات ذهب معصوبة في شعرها.