بدأت سوريا الخميس، إجراءات الانضمام لمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، لكن الولايات المتحدة حذرتها من تكون تلك الخطوة مجرد مماطلة لتفادي ضربة عسكرية دولية على خلفية استخدام أسلحة كيميائية في الغوطة الشرقية بريف دمشق قبل أسابيع سقط فيها مئات القتلى.
وقالت الأمم المتحدة إنها تسلمت وثيقة من سوريا تتعلق بالانضمام لمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، وهو ما وعدت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد به في إطار مبادرة لتجنب ضربات عقابية دولية.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق للصحفيين "تسلمنا في الساعات القليلة الماضية وثيقة من الحكومة السورية نقوم بترجمتها، وستكون وثيقة انضمام تخص معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية".
وقال الرئيس الأسد في مقابلة مع قناة تلفزيونية روسية إنه يتوقع بدء تسليم المعلومات عن مخزون الأسلحة الكيميائية إلى هيئات دولية بعد شهر من انضمام دمشق إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيمائية، لكنه أكد أن توقيع سوريا على المعاهدة الدولية يتطلب التزامات من الطرفين.
وتعليقًا على الخطوة السورية، قالت الخارجية الأميركية إن وثيقة الانضمام إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية التي قدمتها سوريا إلى الأمم المتحدة لا يمكن أن تكون بديلا عن نزع الأسلحة أو وسيلة للمماطلة.
وقالت ماري هارف نائب المتحدث باسم الوزارة إن خيار الولايات المتحدة استخدام القوة العسكرية ما زال مطروحًا على الطاولة، بينما تستمر المناقشات مع روسيا بشأن كيفية إزالة مخزون الأسلحة الكيميائية السورية.
وقبل ذلك قال الأسد إن بلاده لن تلتزم بالمبادرة الروسية -التي تنص على وضع الترسانة الكيميائية السورية تحت إشراف دولي قبل تدميرها- ما لم توقف واشنطن تهديدها، وتتوقف عن دعم من وصفهم بالإرهابيين بالسلاح.
وأوضح الأسد، وفق ترجمة لتصريحات أدلى بها لقناة روسيا 24، أن سوريا قررت وضع أسلحتها الكيميائية تحت الإشراف الدولي نزولا عند الرغبة الروسية وليس بسبب التهديدات الأميركية.
وأكد أنها "عملية ثنائية" مضيفًا "حين نرى أن الولايات المتحدة تريد فعلا استقرار المنطقة وتتوقف عن التهديد والسعي للهجوم وتسليم أسلحة للإرهابيين، حينها سنعتبر أنه بإمكاننا المضي في العملية حتى النهاية وأنها مقبولة بالنسبة لسوريا".
وتأتي هذه التطورات تزامنا مع مشاورات بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري في جنيف لبحث الاقتراح الذي أعلنه لافروف يوم الاثنين لنزع السلاح الكيميائي السوري، وخطة موسكو لتنفيذه.
الجزيرة نت