منذ عزل العسكر للرئيس المصري المنتخب محمد مرسي في الثالث من يوليو الماضي والحكومة (الإسرائيلية) تشعر بالفرحة الشديدة والرضى التام عن اداء وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي وما يرتكبه من مجازر بحق جماعة الإخوان المسلمين من جهة، والجماعات الجهادية في سيناء من جهة اخرى.
وكانت القوات المصرية قد كثفت من عملياتها العسكرية في سيناء خلال الأسابيع الأخيرة إثر تصاعد الهجمات على قواتها والتي كان أعنفها في 19 أغسطس/آب عندما تم قتل 25 من عناصرها.
القضاء على المقاومة
محللون سياسيون يرون أن شعور (إسرائيل) بالسعادة نابع من رغبتها بالقضاء على المقاومة من خلال تجفيف منابعها وخطط امدادها في سيناء.
المحلل السياسي أسعد أبو شرخ ذكر أن دولة الاحتلال تحاول الايقاع بين مصر وغزة، قائلا: "جواسيس (إسرائيل) هم الذين اخترعوا اكذوبة الارهاب في سيناء بهدف القضاء على أي تحركات للمقاومة في المنطقة وذلك حفاظا على مصالح (إسرائيل) الأمنية".
بينما قال المحلل السياسي حاتم أبو زايدة: (إسرائيل) تشعر بالراحة جراء تواصل عمليات الجيش المصري في سيناء، منوها الى ان دولة الكيان تعتقد بان تلك العمليات ستؤثر على امكانيات وقدرات المقاومة الفلسطينية".
وأعلن الجيش المصري في السابع من الشهر الماضي مقتل ستين ممن وصفهم "بالإرهابيين"، كما أعلن قبل أيام عن قتل 15 آخرين بقصف جوي استهدف بعض القرى الواقعة بين رفح والشيخ زويد، فضلا عن هدم عشرات الأنفاق الفاصلة بين رفح المصرية ونظيرتها الفلسطينية.
وكان شهود عيان في سيناء قد أكدوا أن أعدادا كبيرة من القوات والآليات مدعومة بغطاء جوي من طائرات الأباتشي شاركت في الحملة الأمنية ضد قرى التومة والمقاطعة والظهير والمناطق المحيطة بها جنوب الشيخ زويد ورفح.
تحسن ملحوظ
ولا أحد ينكر أن العلاقات بين القاهرة و(تل أبيب) تحسنت بشكل ملحوظ عقب عزل الرئيس مرسي عن سدة الحكم، بدليل تصريحات رئيس الشعبة الأمنية السياسية في وزارة الجيش (الإسرائيلية) "عاموس جلعاد" الأخيرة والذي أثنى على تواصل العملية العسكرية للجيش المصري في سيناء.
وقال جلعاد في تصريحات صحافية: "للمرة الأولى نرى تصرفا حازما من الجانب المصري ضد الجماعات المسلحة في سيناء"، مضيفا "العملية التي يقوم بها المصريون مثيرة للإعجاب، إن المصريين يدركون الآن أن حركة حماس تشكل خطرا كبيرا على الأمن القومي المصري ونحن سعداء بهذا الردع".
وهنا نوه أبو شرخ الى أن (إسرائيل) توهم الجيش المصري بوجود مشكلات أمنية في سيناء يجب التخلص منها بأي طريقة وثمن، قائلا: "منذ عزل مرسي والعلاقات المصرية (الإسرائيلية) تشهد تحسنا ولاسيما في مجال التنسيق الامني، لكن في المقابل نجد أن العلاقات المصرية الفلسطينية وتحديدا مع الحكومة وحركة حماس تشهد نوعا من التوتر، الا انه اكد ان القيادة المصرية لن تضر بالفلسطينيين".
واتفق ابو زايدة مع ابو شرخ في ان التنسيق المصري (الإسرائيلي) يمر بأفضل احواله، منوها الى أن انتشار الجيش المصري في سيناء هدفه القضاء على زوبعة الارهاب التي اختلقتها (إسرائيل) في الآونة الأخيرة.
ومن الواضح أن العلاقات بين الطرفين ( المصري- (الإسرائيلي) لا تقتصر على التنسيق الأمني وإنما التقاء مصالح استراتيجية وخاصة بعد التطورات الدراماتيكية التي حدثت في مصر منذ يناير عام 2011.
إضعاف المقاومة
وكانت مصادر صهيونية قد ذكرت أن طائرات بدون طيار تابعة لسلاح الطيران (الإسرائيلي) شاركت القوات المصرية في حربها ضد الجماعات المسلحة برفح والشيخ زويد في سيناء، وأن هناك أنباء عن تدخل محتمل ضد غزة.
وفي هذا السياق اكد أبو شرخ ان (إسرائيل) تريد أن تورط مصر أكثر في مشكلاتها الداخلية كما تحاول التحريض على غزة كي تحدث الوقيعة بين القاهرة وغزة وبذلك تكون قد حققت أهدافها الأمنية والسياسية بالقضاء على ما تسميه بالإرهاب".
في حين يرى أبو زايدة أن الانقلاب العسكري في مصر حدث بغطاء (إسرائيلي) أمريكي لكسر شوكة الاخوان والقضاء على محور المقاومة بالمنطقة وتحديدا في سيناء وغزة، متوقعا أن تشهد غزة مخطط (إسرائيلي) مصري للضغط على حماس ومحاربة المقاومة واضعافها.
والشهر الماضي، تحدثت تقارير إعلامية عن قيام طائرة (إسرائيلية) بدون طيار بغارة على مجموعة مسلحة في سيناء وقتلت خمسة منهم، منوهة الى أن وقوع الغارة بتنسيق مع الجانب المصري.
لكن الجيش المصري نفى وقوع هجمات (إسرائيلية) داخل الأراضي المصرية، في حين امتنع الجيش (الإسرائيلي) عن التعليق.
ولم تخف القيادة (الإسرائيلية) قلقها من الاحداث التي تشهدها مصر، وسيناء على وجه الخصوص ما دفعها إلى نشر قوات معززة من جيشها على طول حدودها مع مصر، ليكون ذلك تجاوزا لاتفاقية "كامب ديفيد"، كما سمحت للجيش المصري بإدخال أربع طائرات عسكرية من نوع "أباتشي"، بالإضافة إلى كتيبة جديدة للمشاة في شبه جزيرة سيناء.