تحل اليوم الاثنين الذكرى الواحد والثلاثين على مذبحة صبرا وشاتيلا التي راح ضحيتها 5 آلاف لاجئ فلسطيني عام 1982 بجنوب لبنان، والتي نفذتها مليشيا القوات اللبنانية وقوات سعد حداد في حينها، إلى جانب جيش الاحتلال " الاسرائيلي".
المجزرة وقعت في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين (جنوب بيروت) وحي صبرا اللبناني الفقير، بعد يومين من اغتيال الرئيس اللبناني المنتخب بشير الجميل، وبدت كأنها انتقام لمقتل الجميل الذي كان زعيمًا للمليشيات اليمينية المتعاونة مع "إسرائيل".
ووقعت المذبحة بحق أطفال ونساء ورجال وشيوخ عزَّل من السلاح، كان أغلبهم من الفلسطينيين مع عدد من اللبنانيين في أيام الخميس والجمعة والسبت (16و17و 18سبتمبر/ أيلول) وتم خلالها قتل واغتصاب وتقطيع جثث، حيث امتدت إلى مستشفيي عكا وغزة القريبين لتشمل طواقمهما من الممرضات والأطباء، إضافة إلى عائلات لبنانية تقيم في صبرا وحرج ثابت القريب.
عمليات القتل التي كشف عنها النقاب صبيحة السبت تمت، حسب المعطيات المجمع عليها، بإشراف ثلاث شخصيات رئيسية هي وزير الجيش الإسرائيلي أرييل شارون، ورئيس الأركان رافائيل إيتان، ومسئول الأمن في القوات اللبنانية إيلي حبيقة.
ولم يعرف الرقم الدقيق لضحايا المجزرة، لكن فرق الصليب الأحمر جمعت نحو 950 جثة، فيما أشارت بعد الشهادات إلى أن العدد قد يصل إلى ثلاثة آلاف، لأن القتلى دفنوا بعض الضحايا في حفر خاصة.
كان المخيم مطوق بالكامل من قبل "الجيش الإسرائيلي"، الذي كان تحت قيادة ارئيل شارون ورافائيل أيتان، أما قيادة القوات المحتله فكانت تحت إمرة المدعو إيلي حبيقة المسؤول الكتائبي المتنفذ.
ودخلت مليشيا القوات اللبنانية وقوات سعد حداد إلى المخيم وبدأت بدم بارد تنفيذ المجزرة التي هزت العالم، ودونما رحمة، وبعيدا عن الإعلام، و قد استخدمت الأسلحة البيضاء وغيرها في عمليات التصفية لسكان المخيم العزل، فيما تلخصت مهمة الجيش "الإسرائيلي" محاصرة المخيم وإنارته ليلا بالقنابل المضيئة.
وحاصر جيش الاحتلال و"جيش لبنان الجنوبي" مخيمي صبرا وشاتيلا وتم انزال 350 مسلحا، كلهم من المسيحيّون المتطرفون المنتمون لحزب القوات اللبنانية، بذريعة البحث عن 1500 مقاتل فلسطيني، بينما كان المقاتلين الفلسطينيين خارج المخيم في جبهات القتال، ولم يكن في المخيم سوى عزّل من الأطفال والنساء والشيوخ.
ودخلت بعدها القوات "الإسرائيلية" وجرفت المخيم وهدمت المنازل.
وقال الصحفي البريطاني المعروف روبرت فيسك أن أحد ضباط الميليشيا المارونية قال له إن أفراد الميليشيا قتلوا 2000 فلسطيني ، بينما شهد الصحفي الإسرائيلي الفرنسي أمنون كابليوك، في كتاب نشر عن المذبحة، أن الصليب الأحمر جمع 3000 جثة بينما جمع أفراد الميليشيا 2000 جثة إضافية مما يشير إلى 5000 قتيل في المذبحة على الأقل.