لم يجد السائق الأربعيني "أبو خالد" طريقة لتحريك مركبته وإعالة أسرته أفضل من تحويل عمل محرك سيارته من البنزين إلى الغاز، بعدما أصبح عاطلا عن العمل بسبب أزمة شح الوقود المصري و"الإسرائيلي" في غزة.
ويقول أبو خالد وهو واحد من مئات السائقين الذين توجهوا لاستخدام غاز الطهي بديلا عن البنزين في تشغيل مركباتهم: "إن ما دفعه لذلك هو انقطاع الوقود المصري والإسرائيلي من محطات البترول، وحاجته الماسة للعمل في ظل متطلبات الحياة الكثيرة".
حال السائق "أبو خالد" لا تختلف كثيرًا عن نظيره "أبو أحمد عليان" الذي ضيّع عدة أيام في الوقوف بطوابير الانتظار أمام محطات الوقود، فقرر تحويل مركبته للعمل على غاز الطهي، الذي وصفه لـ"الرسالة نت" بالحل الأمثل للأزمة الحالية.
وعلى الرغم من حل "غاز الطهي" خفف الأزمة مؤقتا، إلا أنها –وفق وزارة المواصلات- أصبحت تشكّل قنابل موقوتة تسير في شوارع غزة، الأمر الذي يضع السائق بين خيارين أحلاهما مر.
حل مؤقت
بدوره، يقول أحمد أبو ندى صاحب ورشة صيانة السيارات أن أغلب السائقين يترددون على ورشته لتغيير محركاتهم من البنزين إلى الغاز، مبينا أنه حل مؤقت إلى حين إدخال البنزين إلى المحطات.
وأكد أبو ندى في حديثه لـ"الرسالة نت" أن السيارة تسير حوالي 25 كيلو متر على كل كيلو من غاز الطهي، معتبرا أن هذه المعادلة جيدة للسائقين في ظل الأزمة الحالية.
ويجدر الإشارة إلى أن تكلفة تحويل عمل محرك السيارة من البنزين إلى الغاز تصل إلى 130 شيكل – 35 دولار-، الأمر الذي شجّع الكثير من السائقين للتوجه إلى هذا الخيار.
ويحتاج قطاع غزة حوالي 400 ألف لتر من الوقود يوميا، ويعتمد بالدرجة الأولى على المحروقات الواردة من الجانب المصري عن طريق إدخالها عبر الأنفاق.
ويواصل الجيش المصري إغلاق الأنفاق أسفل الحدود مع قطاع غزة وتدميرها كليا، في إطار حملة أمنية بدأت منذ نحو شهرين في سيناء.
وتعد هذه الأنفاق شريان حياة لسكان قطاع غزة في ظل الحصار الذي تفرضه (إسرائيل) على القطاع منذ سنوات.
قنابل موقوته
من جهتها، حذرت وزارة النقل والمواصلات جميع السائقين في غزة من استمرار تحويل مركباتهم للعمل بنظام الغاز بدلا من الوقود، نظرا لخطورته على صحة المواطن، وإمكانية تفجير الأنبوبة في أية لحظة.
وقال المتحدث باسم الوزارة خليل الزيان لـ "الرسالة نت" إن استخدام السيارات للغاز يزيد من شحه في القطاع، ولا نريد أن تصل تلك الأزمة إلى جميع بيوت سكان القطاع.
وأشار الزيان إلى أن القانون الفلسطيني يمنع استخدام الغاز بدلا من البنزين في السيارات، لأنه غير آمن ويشكل خطرا على أرواح المواطنين.
ودعا السائقين إلى ترك استخدام الغاز كوقود للسيارات، موضحا أن شرطة المرور ستحرّر مخالفات بحق كل من يخالف ذلك.