لجأ طلاب غزة للتغلب على أزمة المواصلات المستمرة منذ أسابيع عبر إقتناء دراجات هوائية لا تحتاج للوقود المصري الذي نفد من السوق المحلي بالقطاع بفعل هدم السلطات المصرية للأنفاق.
طول الإنتظار على قارعة الطريق بمخيم جباليا شمال القطاع بانتظار مركبة تقل الطلاب الفلسطينيين لجامعاتهم ومدارسهم, دفع الطلبة الثلاثة إبراهيم, وإسماعيل واسحاق, للبحث عن بدائل؛ خاصةً أنه لا يفصلهم سوى 3 كيلو مترات عن جامعتهم بمدينة غزة.
واجهت الأصدقاء الثلاثة مشاكل عدة مع أساتذة الجامعة لأن تأخرهم عن موعد المحاضرات تكرر أكثر من مرة, كما تعرضوا للطرد خارج القاعات الدراسية.
ويعاني القطاع المحاصر منذ ما يزيد عن ستة أعوام من أزمة وقود معقدة جراء استمرار هدم الأنفاق على جانبي الحدود الفلسطينية المصرية.
الطالب "إبراهيم" (20 عاما) صاحب فكرة شراء الدراجات الهوائية قال لـ"الرسالة نت" إن حركة المركبات في شوارع غزة شبه معدومة منذ أسابيع, ولا يمكن الاستمرار في التأخر عن المحاضرات الجامعية وووقف عجلة التعليم.
ويوجد في القطاع نحو 60 ألف مركبة تحتاج لقرابة 300 ألف لتر من البنزين والسولار لتعمل بالحد الأدنى يوميا.
الطالب "إبراهيم" أكد أنه سيعمل على نشر فكرة إقتناء الدراجات الهوائية لدى الطلبة للحد من أزمة المواصلات وخاصة لدى فئة الطلبة.
وقال في حديث لـ"الرسالة نت" إنه سينشر الفكرة أيضا عبر مواقع التواصل الإجتماعي لتصل جميع الطلاب الفلسطينيين.
وأضاف إبراهيم: "نحن الشباب ركيزة المجتمع وعلينا ألا نستسلم للأزمات ونواجهها بكل ما نملك من قوة"، مؤكدا أن مسيرة التعليم لن يوقفها الحصار وما ينتج عنه من أزمات.
أما الطالب "إسماعيل" الذي شارف على إنهاء دراسته الجامعية, قال: "شعرت بالخجل بداية ركوب الدراجة من البيت للجامعة لكن بعد أيام إنتهى كل شيء وبدأت أشعر أني تغلبت على الحصار وأزماته".
الطالب "إسحاق" ما يزال حديث العهد بالجامعة ولديه حرص كبير على عدم تفويت أي من المحاضرات الجامعية فقد أعجب بفكرة إقتناء الدراجة الهوائية كوسيلة للوصول إلى الجامعة ورأى أنها الحل الأمثل للأزمة.
وقال في حديث لـ"الرسالة نت" إنه يستخدم الدراجة حاليا في قضاء جميع زياراته بمخيم جباليا, متمنيا أن يرفع الحصار وتتوفر المواد الأساسية لسكان القطاع المحاصر برا وبحرا منذ ما يزيد عن 6 أعوام.