حذر الدكتور مفيد المخللاتي وزير الصحة الفلسطيني، من مغبة تدهور الأوضاع الإنسانية بقطاع غزة بفعل استمرار سياسات الحصار والإغلاق لمعابر القطاع، وسط تدمير مستمر للأنفاق -الشريان المغذي للحياة- لسكان غزة.
وأكد المخللاتي في مؤتمر صحفي عقده بمدينة غزة، الأربعاء، أن الأوضاع الصحية بالقطاع تواجه خطرًا جادًا وحقيقيًا، سيؤثر سلبًا على حياة الفلسطينيين بما يلقيه من آثار على نواحي المجتمع كافة.
واستعرض الوزير تأثير سياسة الإغلاق على المجالات الصحية المختلفة، مبينا الأثر الكارثي على المجتمع حال استمرت سياسة الإغلاق.
وأشار إلى أن المخزون الدوائي بالوزارة تضررّ بشكل كبير نتاج سياسة الإغلاق، "ونقص حوالي 15 بالمائة من كمياته الموجودة".
وأعلن عن نفاد ما يقارب من 128 صنفًا من أصل 500 صنف دواء أساسي، محذرًا من خطورة نفاد المزيد من الأدوية حال استمرت سياسة الإغلاق.
وبيّن تضرر حركة الوفود الطبية المتضامنة مع قطاع غزة، مستطردًا" لم نتلق زيارة أي وفد طبي خلال الشهرين المنصرمين، بفعل الأحداث السياسية بمصر، وكنا نستفيد منها في إجراء عمليات نوعية للمرضى".
ولفت إلى أن إغلاق المعبر عقّد من عملية التواصل مع الجهات الدولية الطبية، مكملًا "معبر رفح شبه مغلق والوفود الطبية التي كانت تأتي كل أسبوع لم يصلنا أي وفد خلال الشهرين الماضيين وتحركنا تجاه الخارج بدا صعبًا ان لم يكن مستحيلًا".
وفي المقابل، شددّ وزير الصحة على رفضه اعتبار معبر بيت حانون معبرًا بديلًا عن بوابة رفح مع مصر للوصول إلى العالم الخارجي.
وعقب قائلًا " الفلسطينيون يرفضون التعامل مع عدوهم القاتل، ويخشى على أبناءه من السقوط في مصيدة المخابرات التي تستغل معاناتهم ومرضهم، ويصرون على حقهم بمعبر رفح كنافذة أصيلة مع العالم الخارجي".
وفي سياق متصل، بيّن تأثر المرضى المحولين بسياسة الإغلاق على المعابر الفلسطينية وفي مقدمتها معبر رفح.
وأَضاف المخللاتي "لدينا ما يزيد عن ألف حالة مرضية تتلقى علاجها بالخارج، وقد تضررت نتاج سياسة الإغلاق ضد القطاع".
ونوه إلى وجود تناقص حاد في واردات المحروقات اللازمة لعمل المولدات الكهربائية وسيارات الإسعاف والنقل الصحي، إضافة لخطر تعطل المولدات الكهربائية التي تتطلب وجود صيانة دائمة لها، مع شح لمواد الغيار اللازمة لها.
ولفت الوزير إلى توقف جزئي لعمليات البناء في سبعة مراكز ورعاية أولية، بالإضافة لمشافي رئيسية، مما يعقد من صعوبة الأوضاع الصحية.
وأكد وجود تنسيق بين وزارته ووزارة الصحة برام الله، بشأن تذليل العقبات حول بعض القضايا الإنسانية العالقة بالقطاع، مبديًا حرص وزارته ترسيخ هذه العلاقة.
وجددّ تأكيده على حق الشعب الفلسطيني بفتح المعابر كافة، بغرض توصيل الأجهزة والأدوات والأدوية الصحية للقطاع.
وطالب المخللاتي، المؤسسات الدولية والمنظمات الحقوقية بوجوب العمل على فتح معابر غزة، ليتسن للطواقم الطبية إدخال المساعدات اللازمة للجانب الإنساني والصحي، والسماح بإدخال المواد الإنشائية بغرض استكمال بناء المنشآت الصحية.
وناشد السلطات المصرية بفتح معبر رفح بشكل دائم أمام جميع الحالات، ليتسن للفلسطينيين العيش بكرامة والاحتفاظ على حقهم في الحرية أسوة بباقي شعوب العالم.
ويشهد معبر رفح إغلاقًا مستمرًا نتاج الأحداث السياسية التي تشهدها جمهورية مصر العربية، وسمحت السلطات المصرية مؤخرًا بفتحه بشكل جزئي لمدة أربع ساعات فقط".