لم يكن أحد يتوقع أن يغادر الأسطورة راؤول غونزاليس قلعة ريال مدريد، بعدما دفعته الإصابة التي تعرض لها ورفضه الجلوس على مقاعد البدلاء إلى البحث عن تحد آخر خارج قلعة البرنابيو.
وشدّ راؤول الرحال إلى شالكه الألماني لمدة موسمين، ثم انتقل إلى القارة الآسيوية للاحتراف بنادي السد القطري.
رحيل راؤول الذي جاء بعد إصابة تعرض لها النجم الإٍسباني في إبريل 2010 كان قرارا صادما لعشاق الميرينغي، وللمدرب البرتغالي جوزيه مورينيو وقتها، حيث طالب الأخير راؤول بالاستمرار، إلا أن المهاجم شعر أنه سيكون اختيارا ثالثا وربما رابعا في وجود الفرنسي كريم بنزيما والأرجنتيني جونزالو هيجوايين والبرتغالي كريستيانو رونالدو، فكان قراره بالرحيل، وفضّل أن يكون ذاتيا قبل أن يأتي اليوم الذي يقرر فيه الملكي الاستغناء عنه.
الآن، يبدو أن السيناريو نفسه يتكرر مع الحارس ايكر كاسياس، قائد الريال والمنتخب الإسباني، وذلك بعد سلسلة من الأحداث المثيرة للجدل التي صاحبت الحارس منذ إصابته الموسم الماضي بنيران صديقة كان مصدرها زميله في الميرينغي ألفارو أربيلوا.
الكسر الذي تعرض له كاسياس الموسم الماضي التأم تماما، لكن علاقة الحارس بالملكي تعرضت لشرخ يصعب التئامه، ففي الموسم الماضي رفض مورينيو إشراك كاسياس في المباريات بعد تعافيه من الإصابة، وتمسك بوجود الحارس المتألق دييغو لوبيز الذي أظهر قدرات خارقة خلال المباريات التي شارك فيها وتميّز بتصديه الرائع لفرص مؤكدة.
وبالرغم من رحيل مورينيو إلى تشيلسي الإنجليزي وقدوم الإيطالي كارلو أنشيلوتي إلى الريال من باريس سان جيرمان, إلا أن الوضع لم يتغير، وشارك لوبيز في جميع المباريات الرسمية للريال منذ بداية الموسم، وحتى عندما قرر أنشيلوتي منح كاسياس فرصة المشاركة في مباراة غلطة سراي التركي الثلاثاء في أولى جولات دوري أبطال أوروبا, جاءت الإصابة مرة أخرة بنيران صديقة إثر احتكاك بين كاسياس وسيرجيو راموس.
الصعوبات التي يواجهها كاسياس "32 عاما"، في الريال تفتح الباب أمام رحيله قريبا للبحث عن تحد خارجي جديد، وسط اهتمام كبير من أندية إنجليزية على رأسها أرسنال ومانشستر سيتي.
ويواجه كاسياس مستقبلا على المحك.. وبالرغم من اقتناع مدربه في المنتخب ديل بوسكي به وإصراره على إشراكه أساسيا في مباريات "الماتادور"، فإن المدرب لن يستطع مقاومة الآراء المعارضة لإشراك حارس لا يلعب أساسيا مع فريقه، وربما يكون ذلك أحد العوامل التي ستدفع كاسياس لتحديد مصيره في الريال قريبا.