غزة/ أمينة زيارة
انتشرت مساجد النايلون أو ما يُعرف بـ"البيوت البلاستيكية" في الأحياء السكنية في قطاع غزة التي أتت الحرب الشعواء على مساجدها، فأصبحت تمثل عنواناً واضحاً لتحدي وصمود الشارع الغزي، لكنها تُُلهب رؤوس المصلين في فصل الصيف.
"حرارتها لا تطاق وتشتت أفكار المصلين" بهذه الجملة بدأ التاجر أبو محمود إسماعيل حديثه " للرسالة نت "قائلا ً: خطوة وزارة الأوقاف والشؤون الدينية لبناء مساجد النايلون بمثابة تحد للحصار المفروض على القطاع ومنع دخول مواد الخام، لإعادة اعمار المساجد المدمرة.
ويضيف إسماعيل وهو يمسح حبات العرق المنسدلة على جبينه المتجعد " سلبيات المساجد البلاستيكية كثيرة فحرارتها في فصل الصيف لا تطاق وتُشتت ذهن المصلي خاصة أنها غير مجهزة بوسائل التهوية اللازمة للمصلين.
ويشاركه الرأي جاره البائع أبو حسني درويش مشيرا إلى أن مساجد النايلون ، تفتقر للتهوية أو النظافة العامة، وجوها غير ملائم للصلاة أو سماع الخطب والدروس الإيمانية، فهي شكلت تحد صريح لدولة الاحتلال التي فرضت الحصار الخانق على القطاع،
ونوه أبو حسني أن عددا كبيرا من المصلين خاصة كبار السن من هذه المساجد الحارة، حيث أن بعض المساجد فقدت مصليها بسبب الحر الشديد لاسيما من يحملون أمراضاً لا تتحمل الحر الشديد.
وبدأت بعض الأحياء السكنية بإزالة الركام وإعادة بناء المساجد من خلال شراء البيوت البلاستكية وتجهيزها فكان بناء مسجد عماد عقل في منطقة جباليا ومسجد الشفاء "البورنو" في غزة خير دليل وعلى شاكلته الكثير.
الطالب "سعد عمر" الذي كان يهم بدخول مسجد "البورنو" ليؤدي صلاة الظهر منفرداً بعدما تأخر في يومه الدراسي يقول: أجد متعة كبيرة في الصلاة في هذا المسجد خاصة وأنني تعودت الصلاة فيه لأنني أسكن قريبا منه.
ويضيف بابتسامة عريضة" شاركت في إقامته مع بعض الشباب بدعوة من وزارة الأوقاف لإعادة اعمار المساجد، واصفا بنائها بجهد عظيم من أهالي قطاع غزة ليوصلوا رسالة للمحتل الصهيوني خاصة والعالم بشكل عام بأن أهل غزة لن يكسر إرادتهم الحصار .
ويقول الحاج الستيني "أبو نزار" الذي اتكأ على عكازه ليصل به إلى مسجد عماد عقل: لم ينقطع المصلون عن المسجد بعد بنائه بالنايلون، فاستمر الشباب وكبار السن في تأدية الشعائر دون الالتفاف إلى الحر الشديد في الصيف أو البرد القارس في الشتاء.
، ويضيف: "مهما كانت التحديات فنحن كشعب غزي أكبر من هذه التحديات وصمودنا بهر العالم، فكل يوم نخترع أشكالاً جديدة للتحدي، تارة بمساجد النايلون وأخرى ببيوت طينية ولدينا الكثير سنقدمه للعالم شعاراً لصمودنا".
وعن إعادة اعمار المسجد بالنايلون يقول د. عبد الله أبو جربوع وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية:" الحرب الإسرائيلية دمرت (46) مسجدا دماراً شاملاً، و(55) دمار جزئي، ونحن بحاجة لإزالة شاملة وإعادة الاعمار وتصل تكلفة الاعمار إلى 22 مليون دولار.
ويرى أبو جربوع أن الحملة التي أعلنتها وزارة الأوقاف لإعادة اعمار المساجد المدمرة نجحت بجدارة ووجدت تعاطفا كبيرا من قبل المؤسسات والشعوب والشخصيات، متابعاً: لدينا خطوات عملية لإعادة الاعمار في حال دخلت مواد البناء .
ويضيف أبو جربوع: مازلنا نتلقى اتصالات بشان إعادة الاعمار ، ولكن الحصار دفعنا لعمل شيء مؤقت ، فأقمنا مشروع البيوت البلاستيكية التي كانت تستخدم لزراعة الخضروات في المحررات، خاصة أن هناك كميات كبيرة منها غير مستغلة.
ويقول " للرسالة نت": المساجد البلاستيكية المؤقتة هي بديل اضطراري لعدم وجود مواد بناء وهي غير عملية بالمعنى المطلق لأنها ليست بنفس عطاء المساجد المبنية من الاسمنت والباطون المسلح فالأمر يختلف من حيث النظافة والراحة والإحكام والأمور الكهربائية.
وعن ادعاءات فريق رام الله حول عودة غزى للعصور الغابرة بسبب تحديها للحصار وإيجاد وسائل بديلة ومؤقتة عن الاعمار يقول: أولئك قوم نُزعت الرحمة من قلوبهم، فهم شاركوا في الحصار وسكوتهم بالمفهوم الفقهي الشرعي هو رضا عما يحدث لنا".
وعن خطة بناء المساجد بالطوب الطيني اللبن أكد على تواصل الفريق الفني الهندسي في وزارة الأوقاف مع الأخوة القائمين على هذا المشروع في وزارة الأشغال العامة والإسكان وتبادلا الأفكار المشتركة من أجل تطبيقها عندنا لبناء المساجد