قائمة الموقع

(أديان) طفلة فلسطينية أنقذت أختيها واحترقت !

2013-09-22T11:08:55+03:00
صورة من الجنازة الاطفال
نابلس- مراسلتنا

استيقظت أديان صباح يوم الجمعة الماضي وراحت وكلها نشاط تستعد لتجهيز حمام ساخن لها وشقيقاتها الصغيرتان (حبيبة وليان)؛ تمهيدًا لحضور خطبة تلقيها بالعادة إحدى قريباتها في العائلة.

الوالدة انشغلت بتحضير الطعام وذهبت لتشعل فرن الغاز لطهيه ثم تركته، وريثما ينضج، توجهت لتشرف على حمام بناتها.

وقتها، عجز فرن الطعام عن إحكام قبضته على النيران، لتخرج عن سيطرته وتلتهم ما حوله، وبحكم مجاورة الحمام للفرن، كانت النيران في غضون دقائق حاضرة وسط الصغيرات الثلاث.

سارعت الأخت الكبرى (أديان) إلى احتجاز (حبيبة وليان) في زاوية الحمام هربًا من ألسنة النيران التي أغلقت منافذ الهروب، فبات ثلاثتهن في مواجهة الموت.

والأقدار شاءت أن يحدث ذلك كله فور مغادرة الوالدة للحمام.

يروي ربُّ العائلة لـ"الرسالة نت" وقد هدّه الألم، تفاصيل الحادثة المفجعة، ويقول: "النيران كانت قوية جدًا، حيث تسرّب الغاز وانفجر الأنبوب الذي يوصل الغاز للفرن".

"صغيراتي حصرن أنفسهن في زاوية الحمام على أمل الابتعاد عن ألسنة اللهب القادمة من الباب، لكن قوة النار أتت على جسد أديان، التي خبّأت أختيها خلف ظهرها، ووقفت تدافع بجسدها..". هنا انتهى كلام الرجل لا الرواية، وراح يجهش بالبكاء.

في تلك الأثناء حاولت الأم وأعمام أديان إنقاذ البنات، لكن النار كان قد التهمت جسد أديان الصغير، وسقطت أرضًا لتصاب بحروق بنسبة 100%، ونقلت إلى المستشفى بحالة خطرة للغاية، إلى أن أعلن عن وفاتها ظهر اليوم التالي !

والدة أديان جلست على باب غرفة العناية المشددة في مستشفى رفيديا في نابلس، بانتظار السماح لها بالدخول لطفلتيها حبيبة وليان، المصابتان بحروق من الدرجة الثالثة في كل أنحاء جسديهما، بينما لم تستطع النطق بكلمة واحدة، بعد صدمتها بفقدان بكرها "أديان" وخطورة وضع طفلتيها.

أما جدتهن فراحت تقول لـ"الرسالة نت": "استشهد اثنان من أبنائي، بكيت واحتسبتهما شهيدين عند الله، لكنّي اليوم أمام هذه المصيبة، لم أستطع كبح جماح نفسي من شدة الصراخ والبكاء من هول ما حدث (..) من يصدق أن أديان رحلت، وأن حبيبة وليان الجميلتين حرقت أجسادهما؟!".

وتصف الجدة حال الطفلتين قائلة: "هن الآن ترقدان بسريرين متجاورين، وعيونهما مغلقة بالضمادات، تتبادلان الحديث وتسألان عن أديان، فهما لا تعرفان بموتها، ونقول لهما أنها في مستشفى آخر للعلاج هناك، وعندما دخلت عندهما سألتني ليان وهي مغمضة عينيها "أين حبيبة؟ لا أراها أريد أن أمسك يدها".

وتضيف: "بين لحظة وأخرى تروي حبيبة وليان تفاصيل ما جرى، وما رأوه خلال اشتعال النيران واحتراق أديان أمامهما، أما نحن نقف نسمع حديثهما ونبكي على حالهما".

تصمت الجدة لدقائق، لتكون دموعها ودموع الحاضرين سيدة الموقف، تارة تسترجع ذكريات اليوم الأخير في حياة أديان، وتارة تبكي على حال أختيها.

تتابع بكلمات متقطعة بعد أن كفكفت دموعها: "يوم الخميس أي قبل يوم من الحادثة، كانت أديان تلعب مع صديقاتها من بنات العائلة والجيران، وطلبت من إحداهن أن تلتقط لها الصور، وتقول "هذا أجمل يوم في حياتي"، هي لم تكن تعلم أنها سيكون الأخير أيضا".

وكونها الأخت الكبرى، كانت أديان تخطط هي وأخوتها الثلاثة بأن يوفروا جزءا من مصروفهم اليومي، ليتمكنوا من شراء هدية لوالدتهم في عيد ميلادها الشهر المقبل، حيث كانت تقنع شقيقها ذو الثمانية أعوام بأن يوفر شيئا من مصروفه ليفاجئوا والدتهم في عيدها.

رحلت أديان وطوت معها أمانيها وأحلامها الصغيرة، فهي لن تذهب بعد اليوم  للمركز الثقافي في المخيم للغناء مع فرقة الكورال من جديد، ولن تجلس على مقعدها في مدرسة المخيم، رحلت آخذة معها فرحة أبويها بها، مُغيِّبة لمسة الحنان التي لم تبخل بها يوما على إخوتها، الذين لن يروها بعد اليوم إلا بالصور الأخيرة لها قبل يوم من وفاتها.

اخبار ذات صلة