قائمة الموقع

روبوت الشافعي في إطلالة مصرية عن دار "سندباد"

2010-02-25T07:14:00+02:00

القاهرة – الرسالة نت

يبدو أن قصيدة النثر العربية في طريقها إلى ارتياد مسارات جديدة، حيث ينفتح النص الشعري على الفضاء الإلكتروني بإحداثياته الافتراضية، بالتوازي مع انفتاحه على الواقع الحياتي بأحداثه الملموسة، فها هو الروبوت (الإنسان الآلي) يحلّق مبدعًا للمرة الأولى في تاريخه، على يد الشاعر المصري شريف الشافعي، الذي صدر له مؤخرًا عن مؤسسة "سندباد للنشر والإعلام" بالقاهرة الجزء الأول من متتالية شعرية فريدة من نوعها بعنوان "الأعمال الكاملة لإنسان آلي".

 

 يحمل الديوان عنوان "البحث عن نيرمانا بأصابع ذكية"، ويقع في 235 صفحة من القطع الكبير، وكان قد سبق إصداره في دمشق منذ بضعة شهور عن دار "تالة"، وتوزيعه في عدد من العواصم العربية، ونال احتفاء نقديًّا واسع النطاق، وهذه هي المرة الأولى التي يصدر فيها بمصر في طبعة موسعة عن دار سندباد، ويتضمن الديوان إشارة إلى أن الجزء الثاني من المتتالية الشعرية سيصدر بعنوان "غازات ضاحكة".

 

 وفي تصريح له، قال الكاتب الروائي خليل الجيزاوي، مدير النشر بدار سندباد، إن تجربة "الأعمال الكاملة لإنسان آلي"، تمثل أول بوح إفضائي للآلة، حيث يبدو المؤلف الحقيقي (الشافعي) وكأنه قد تنازل للمؤلف الافتراضي (الروبوت) عن حقوق الملكية الفكرية لديوانه!، لتكون هذه المتتالية الكبيرة بمثابة شهادة حية وافية للإنسان الآلي على العصر الحديث، بكل سلبياته وإحباطاته وانهزاماته الروحية، وأيضًا بكل منجزاته التقنية والعلمية والاتصالاتية والمعلوماتية.

 

 ويرى خليل الجيزاوي أن "الأعمال الكاملة لإنسان آلي" يمكن اعتبارها تبشيرًا بمذهبية جديدة في الكتابة الشعرية، ومن هنا فقد احتفت بهذه التجربة أقلام النقاد والمتابعين خلال الأشهر الماضية، ووصفتها بأنها قفزة لقصيدة النثر العربية، بمفهومها الحيوي، من حيث الجمع بين الرؤية الإنسانية الشاملة، والعمق، والبساطة، والقدرة على استشفاف روح العصر وتقنياته. وهذا هو الفرق الأساسي ـ على حد قول الجيزاوي ـ بين تجربة الشافعي الزاخمة، وكثير من التجارب المقلدة، التي تمسحت بمصطلحات التكنولوجيا وأيقونات الإنترنت، تمسحًا شكلانيًّا أجوف، بدون القدرة على إيجاد تصور شامل للعالم.

 

 

ومما يُحسب للشافعي، يضيف الجيزاوي، أنه قدم إنجازه الشعري الأصيل، وإضافته المهمة لقصيدة النثر، وهو مغترب خارج حدود مصر، وخارج أية شلة أو جماعة شعرية هنا أو هناك. وقد أفاد هذا التحرر ـ بل الاستقلالية ـ  الشاعر، فاتسعت دائرة متابعيه وقرائه، والتفتت إليه الأقلام من سائر الأنحاء. وقد تناغم إخراج الكتاب، بصبغته الميكانيكية الرياضية، مع مضمونه الواقعي والافتراضي في آنٍ، ولغته التلغرافية المحددة، الأقرب إلى الصيغة الرقمية (لغة الصفر والواحد)، المشبّعة بوقود الروح ودفء الحياة، فجاءت التجربة المتوهجة ـ بروحها وجسدها ـ انفلاتًا حقيقيًّا من أسر الكليشيهات الشعرية السائدة في المشهد الشعري المصري والعربي.

 

 يعمل الشافعي (38 عامًا) صحافيًّا بمؤسسة الأهرام بالقاهرة، وقد حصل على إجازة في عام 2007 لينتقل إلى السعودية، التي يعمل ويقيم بها حاليًا، وله ثلاثة دواوين شعرية سابقة، هي: "بينهما يَصْدَأُ الوقتُ"، و"وَحْدَهُ يستمعُ إلى كونشرتو الكيمياء"، و"الألوانُ ترتعدُ بشراهَةٍ"، وكتاب بحثيٌّ عن الدار المصرية اللبنانية بعنوان "نجيب محفوظ: المكان الشعبيّ في رواياته بين الواقع والإبداع".

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00