بيروت – الرسالة نت
قال القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان إن جهود تحقيق المصالحة الفلسطينية لا تزال جارية، خاصة في ظل العد التنازلي للقمة العربية التي ستعقد في العاصمة الليبية في مارس/آذار المقبل.
وقال ممثل حماس في لبنان، في لقاء مفتوح مع عدد من صحفيي الجزيرة نت إن هناك جهدا عربيا من أجل تحقيق المصالحة بين حماس وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) سواء قبل قمة طرابلس أو بعدها.
ويتوقع حمدان أن يطرح على القمة العربية المقبلة سؤال كبير وهو: ماذا فعلت مصر في موضوع المصالحة الفلسطينية بعد أن فوضتها القمة السابقة برعاية الحوار الفلسطيني.
وقال حمدان إن حماس قدمت حتى الآن ما من شأنه أن يساعد على إنجاح هذه الجهود من أجل إنهاء الانقسام، دون أن يبدي تفاؤلا أو تشاؤما بشأن مآل تلك الجهود.
وفي هذا الصدد قال حمدان إن وفدا من الحركة قام بجولة سياسية في المنطقة لشرح موافقها وطرح رؤية محددة مضمونها أن المصالحة يجب أن تتحقق بالتوافق وأن حماس ملتزمة بما اتفق عليه سابقا ومستعدة للتعاطي الإيجابي مع أي تعديل.
وحسب القيادي في حماس فإن عددا كبيرا من المسؤولين العرب تجاوبوا مع ذلك الطرح وبدأ على أثره تحرك سعودي لإقناع مصر بإعادة النظر في موقفها.
جهود سابقة
وعن الجهود السابقة لتحقيق المصالحة التي كانت تقودها مصر قال حمدان إنه في وقت من الأوقات وبالتحديد في أواخر أغسطس/آب كانت المصالحة وشيكة وصدرت عن رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل تصريحات في ذلك الاتجاه.
وأضاف حمدان أنه بعد ذلك "نفاجأ بتدخل الإدارة الأميركية وتحديدا المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل ويبلغ الجانبين: مصر وفتح أن إبرام المصالحة الفلسطينية سيوقف تمويل ودعم السلطة الفلسطينية من قبل الإدارة الأميركية".
وجدد حمدان القول بأنه قد أدخلت بعض التعديلات على الورقة المصرية التي اتفق عليها، وأعطى بعض الأمثلة على ذلك قائلا إن تلك التعديلات غيرت جوهريا بعض مضامين الورقة.
وأوضح المسؤول الفلسطيني أن المشكلة الحقيقية تكمن في النظرة إلى المصالحة، مشيرا إلى أن حماس تعدها بوابة لإعادة تنظيم الوضع الفلسطيني لتكون القيادة الفلسطينية منبثقة من صناديق الاقتراع، لكن الفريق الآخر يريد مصالحة شكلية تعطي للرئيس محمود عباس الشرعية والتفويض لإبرام اتفاقية مع إسرائيل.
وجدد حمدان التأكيد على أن الضغوط الأميركية أفشلت كل وساطات المصالحة الفلسطينية بما فيها مبادرة تبلورت وكانت وراءها شخصيات فلسطينية مستقلة التقت مسؤولين في عدد من الفصائل الفلسطينية.
تسوية مستبعدة
واستبعد حمدان أن يتم تحقيق تسوية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في ظل العقبات التي تواجه الإدارة الأميركية الحالية لأن الرئيس باراك أوباما له أوليات أخرى على المستوى الداخلي تتلخص في الأزمة الاقتصادية وإصلاح نظام التأمين الصحي وعلى المستوى الخارجي تتمثل أساسا في أزمتي العراق وأفغانستان.
وتحدث حمدان عن عقبة أخرى في طريق أي تحرك أميركي لحل الصراع حيث إن أوباما فشل في أول اختبار مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو حيث رفض الأخير تجميد الاستيطان في الضفة الغربية ولو خلال 90 يوما.
ويرى حمدان أن ما يزيد من تعثر مسار التسوية يكمن أيضا في الطرف الإسرائيلي من خلال حالة المزايدة والتصعيد في ظل الحكومة اليمينية الحالية