ما زالت خيانة سلطة فتح لأبناء الشعب الفلسطيني تتلاحق يومًا بعد يوم، وتنكشف أمام الرأي العام، لتظهِر للعالم حقيقة مَن يحكمون الضفة المحتلة، بداية باعتقال وملاحقة المقاومة، مرورا بتعطيل بعثة الحجاج المتفق عليها بين رام الله وغزة، وليس انتهاء بشطب أسماء عدد من حجاج غزة وإدخال أسماء غيرها من الحاشية الهباشية.
العبث الذي يحدث حاليا في أسماء الحجاج من قبل وزير أوقاف رام الله محمود الهباش وفريقه دفع بعض المختصين والمتابعين للشأن الفلسطيني لاستحضار الدور المشبوه الذي لعبته الوزارة بأوامر أمنية وسياسية في موسم 2008 م حيث قرر الجميع معاقبة غزة وحرمانها من الحج.
ويعلّق الكاتب الصحفي حسن أبو حشيش في مقال له: " التصريحات التي أطلقها الهباش الذي يتمتع وهو يرى عذابات غزة من قبل عندما أعلن أن حماس تُعرقل تسليم جوازات سفر البعثات الإدارية لأنها تريد أن تضع أسماء قيادات فيها خلال البعثات, وبعد يوم وجدنا كل كلامه كذب وافتراء ودجل تؤكد أن لديه نية قديمة للتلاعب بالموسم".
الهباش أبرم صفقة مع الجانب المصري برفض جوازات اللجان الاعلامية والإدارية والوعظية التابعة لوزارة الأوقاف بغزة واستبدالها بآخرين من حاشيته وعلى رأسهم عيسى الهباش شقيق وزير أوقاف رام الله.
وعلى الرغم من أن هذه الصفقة كانت سرية بين الطرفين، إلا أن رائحتها بدأت تفوح عندما حان موعد سفر حجاج غزة.
تعطيل الموسم
ويقول وزير الأوقاف والشئون الدينية بغزة إسماعيل رضوان أن وزارة الأوقاف برام الله أضافت عدد من الجوازات خارج الإطار التوافقي بين غزة ورام الله وذلك على حساب حجاج القطاع.
وأوضح رضوان أن هذه الجوازات لا يمكن التعاطي معها ولا الأخذ بها، خاصة وأن قائمة الممنوعين من السفر اليوم زادت إلى 17 ممنوعاً من الحجاج بعد أن كانوا 8 بالأمس.
وأضاف أن الجوازات التي أضافتها أوقاف رام الله هي 6 جوازات من بينها عيسى الهباش شقيق وزير أوقاف رام الله و5 من الحاشية الخاصة به، وبناء عليه عطل الهباش بعثة الحجاج المتفق عليها بين رام الله وغزة.
وأشار إلى أن 20 جوازا من اللجان الاعلامية والادارية والوعظية التابعة للوزارة بغزة لم يتم تفييزها حتى اللحظة بتحريض مباشر من اوقاف رام الله ومندوبي السفارة الفلسطينية بالقاهرة.
ولفت وزير الأوقاف أن الوسطاء ما زالو يجرون اتصالات بخصوص موضوع الممنوعين والجوازات المضافة، ولكن لا يوجد بوادر إيجابية بهذا الخصوص، مبينا أن الهباش ما زال يحتجز 38 جواز سفر للحجاج من أصل 100 جواز موجودين لديه.
يذكر أن الجانب المصري أرجع الخميس 10 من الحجاج الفلسطينيين بحجة المنع أمنيا ليضافوا للثمانية الممنوعين بالأمس، مع السماح لحاج واحد بالسفر وليصبح عدد الممنوعين من السفر للحج بالأمس واليوم 17 حاجاً.
حالة الخصومة
ويرى الكاتب الصحفي حسام الدجني أن الدخول لهذا الموضوع من منظور سياسي يعود إلى حالة الخصومة بين حركتي فتح وحماس، مبينا أن الهباش هو منفذ لسياسة السلطة الفلسطينية برام الله.
وأضاف الدجني :" وبذلك فإن حالة الصراع واحتدامها بين الطرفين وتحديدا في ظل نشوة الانتصار التي اعقبت عزل الرئيس محمد مرسي بمصر، كل ذلك ساهم في زيادة التوتر بين الطرفين".
واستنكر اقحام هذا التوتر في موسم الحج الذي من المفترض ان يبقى بعيدا وان لا يخضع للتجاذبات السياسية، لافتا إلى أن كلمة الفصل للجنة المشتركة التي من المفترض ان تخرج بمؤتمر صحفي للرأي العام حتى يعلم الجميع حقيقة ما حصل.
حقيقة الهباش
وكانت حركة حماس قد طردت الهباش من بين صفوفها بعد أن أثبتت عليه سرقات واختلاسات قام بها خلال تواجده في صفوف الحركة، وهو الأمر الذي اعترف به عند التحقيق معه.
وبعد ذلك شكّل حزب خاصة به أسماه "حزب الاتحاد" وذلك مع دخول السلطة الأراضي الفلسطينية، وأعلن ولائه المطلق لهم، واستغلته حركة فتح ليهاجم حماس كونه كان ضمن صفوفها.
وبعد الحسم العسكري الاضطراري الذي نفذته حماس بغزة، هرب الهباش إلى رام الله ليتقلد مناصب في الحكومة هناك.
ومنذ ذلك الحين يعمل الهباش على تشويه صورة حركة حماس، ومحاربتها في الضفة الغربية، والتضييق عليها بغزة.