يعرض تجار مواشي في جنوب قطاع غزة على زبائنهم شراء أضحية العيد لهذا العام بالتقسيط على دفعات سعيا لتحقيق مزيدا من الترويج.
ولجأ التجار لهذه الآلية خلال الأعوام الثلاثة الماضية لمواجهة الركود الاقتصادي القياسي.
واشترى سليم خفاجة وشركائه الخمسة عجل هولندي يزن 650 كيلو جرام، ودفعوا خمسة آلاف شيقل (1300 دولار أمريكي) واتفقوا على تقسيط باقي ثمن العجل على ثلاثة أشهر.
وخفاجة موظف حكومي يحصل على نصف راتب وبعض شركائه موظفون أيضا، وكان الرجل يسير مع شركائه وأبنائهم في سوق مواشي رفح.
وقال أحد تجار المواشي لـ"الرسالة نت" إنه "يلتزم ببيع الأضحية بنفس الأسعار سواء للدفع الفوري أو عبر نظام التقسيط (..) من يشترون بهذه الطريقة هم زبائني منذ سنوات".
ولا يبيع التاجر وحده بتلك الآلية، إذ قال التاجر عمر عفانة إن البيع بالتقسيط لقي رواجًا خلال السنوات الثلاث الماضية.
ويمثل عيد الأضحى بالنسبة للمسلمين أحد شعائر الحج بعدما يصعدون إلى جبل عرفة ويذبحون الأضاحي طاعة لربهم، وهذا ليس لزاما حسب الديانة الإسلامية على المسلمين من غير الحجاج، ولكنهم يقومون بذلك اقتداءً بفداء نبي الله إسماعيل بن إبراهيم بالكبش.
وسجلت معدلات ذبح الأضحية بالنسبة لسكان قطاع غزة الفقير تراجعًا ملحوظًا منذ فرض الحصار "الإسرائيلي" في صيف العام 2007.
وتتوفر في أسواق غزة حاليا كميات كبيرة من المواشي، إذ وصلت أنواعًا عديدة من العجول خاصة الهولندية والاسترالية عبر معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي، بينما وصلت كميات محدودة من الأغنام والخراف عبر الأنفاق الأرضية مع مصر رغم حملة التدمير الهائلة التي تتعرض لها منذ أشهر.
وقال تحسين السقا مدير عام التسويق والمعابر في وزارعة الزارعة، إن الأضاحي "متوفرة بكميات كبيرة هذا العام في الأسواق وأسعارها مقبولة".
وأوضح السقا لـ"الرسالة نت" أن العجول والأبقار الهولندية والاسترالية وصلت من معبر كرم أبو سالم بكميات تفوق حجم الاستهلاك خلال عيد الأضحى.
ونبه إلى أن الأغنام والخراف متوفرة في الأسواق وبعضها وصل عبر الأنفاق مع مصر وأخرى من معبر كرم أبو سالم إضافة إلى الإنتاج المحلي.
ويذبح الفلسطينيون في غزة من 10 إلى 12 ألف رأس عجل خلال عيد الأضحى إضافة إلى أربعين ألف رأس من الماعز والخراف وفق ما أفاد السقا.
وتتراوح أسعار كيلو لحم العجل قبل ذبحه ما بين (17- 21 شيقل) أي ما يعادل خمسة دولارات أمريكي في حين يبلغ ثمن كيلو لحم الخروف قبل ذبحة (4 – 4.5 دينار أردني) أي ما يعادل ستة دولارات أمريكي حسب السقا الذي أوضح أن ثمن كيلو لحم خروف "العساف" قبل ذبحة يصل إلى ستة دنانير أردني في بعض الأحيان.
وأفتى الشيخ محمد لافي مدير أوقاف رفح سابقًا، بجواز شراء الأضحية بـ"التقسيط" وقال لـ"الرسالة نت": إن الأضحية تجوز نقدا ودينا ولذلك تجوز بالتقسيط طالما أنها تتم برضا بين البائع والمضحي ولا تتضمن فوائد".
وأضاف لافي "الدين الإسلامي يتسم باليسر وليس بالعسر لذلك جموع العلماء يشجعون على تقسيط الأضحية".
وأسعار المواشي ليست بالهينة بالنسبة لسكان قطاع غزة المنهكين من سنوات الحصار الذي أعيد تشديده في ظل تدمير الأنفاق الأرضية مع مصر.
وتشكل الأضحية بالنسبة لغالبية العائلات في قطاع غزة المحاصر عبئا ماليا لا يستهان به، وكثير منها تستعيض عن لحوم المواشي بالدواجن لتوفير وجبة العيد لأفراد الأسرة.
وعاين سعيد جربوع في العقد الرابع من العمر أنواعًا عدة من المواشي المعروضة في مزارع شرق رفح وقد حالفه الحظ بشراء أضحية هذا العام على ثلاثة دفعات.
وقال جربوع لـ"الرسالة نت" إنه استفتى أكثر من شيخ بموضوع شراء الأضحية على دفاعات وكذلك فعل شركائه الستة.
واكتفى وائل الشاعر وهو في العقد الثالث من العمر باصطحاب طفليه إلى سوق رفح لإطلاعهم على العجول والخراف.
وقال الشاعر الذي يعمل سائقاً "إنه كان يأمل أن يضحي هذا العام لكن ظروفه المالية صعبة في ظل تشديد الحصار من جديد".
ويعج سوق رفح بعشرات المشترين خلال ساعات المساء هذه الأيام بينما لا يتوقف أطفال المدارس عن التحديق لمشاهدة العجول داخل السوق المتاخم للحدود مع مصر.
ويحل عيد الأضحى المبارك على المسلمين في الخامس عشر من الشهر الحالي، وفيه تنحر الأنعام.