صور الاستخفاف الصهيوني بنا التي أسهم في تكريسها الاستلاب للمفاوضات العبثية جعل قيادة السلطة مادة للتندر في الصحافة (الإسرائيلية)... صحيفة هارتس تنقل عن مسؤول أمريكي بارز قوله: "لقد تصرف محمود عباس كولد طيب لأن سلوك نتنياهو لم يستفزه، فلم يهاجم (إسرائيل) في خطابه في الامم المتحدة ولم يطلب انضمام "فلسطين" للمؤسسات الدولية، ووافق على التراجع عما التزم به أمام شعبه فاستأنف المفوضات في ظل الاستيطان، وعلاوة على ذلك يسمح بتعاون أمني فعال مع (الإسرائيليين).
وقديماً قالوا الطيب يبقى طيب. وفي الوقت ذاته يقول الصحفي الصهيوني براك رفيد: نتنياهو يطالب الإيرانيين بوقف تخصيب اليورانيوم اثناء المفاوضات مع امريكا ويرفض هو تجميد الاستيطان اثناء المفاوضات مع عباس. هذه ملاحظة في محلها، ويمكن أن تكون حجة لـ"كبير المفاوضين".
* كما رشح من لقاءات التفاوض الأخيرة.... هذا ما تريد (إسرائيل) أن يتنازل عنه الفلسطينيون في الضفة الغربية، كما رشح من جلسات التفاوض الأخيرة: الأغوار (28% )، القدس الكبرى ( 15%)، التجمعات الاستيطانية (12%)، الأراضي التي اقتطعها جدار الفصل (6%)...إذن ماذا سيتبقى للفلسطينيين؟ مع العلم أن هذا الحد الأدنى الذي يقبل به الصهاينة، حيث أن معظم الأحزاب المشاركة في ائتلاف نتنياهو الحاكم تطالب بالاحتفاظ حتى بالمستوطنات النائية.
* مواقف (إسرائيل) تتراوح بين ترف التطرف وجنونه، تصريحات وزير الحرب يعلون مؤخراً يجب أن تشعل الأضواء الحمراء لدى المراهنين على المفاوضات، فيعلون ثاني أهم وزير في الحكومة والمفوض الأول بتنفيذ سياساتها في الأراضي المحتلة يقول بصوت جلي وواضح إن (إسرائيل) لن تنسحب ولو من شبر واحد من الأرض الفلسطينية أو كما قال بلسانه: "هل يعقل أن نترك الضفة الغربية مقابلة كلمة سلام؟!".. هذا هو ترف التطرف. أما جنون التطرف، فيعبر عنه دنون، نائب يعلون، الذي قال إن حزب الليكود سيطرد نتنياهو من قيادته في حال فكر في التوصل لتسوية مؤقتة للصراع.. حسنا، كيف لو فكر بتسوية دائمة؟!
* هل تعلمون أن مستوطنات الضفة الغربية أصبحت تستأثر بمعظم السياحة الداخلية في (إسرائيل)، بفضل تحسن البيئة الأمنية للمستوطنين نتاج تعاون السلطة الأمني. فقد أصبح المستوطنون من القاطنين في المدن الصهيونية الباحثين عن الجلوس في احضان الطبيعة الخلابة لا يجدون إلا جبال الضفة الغربية. يقول أحدهم: "ما أسافر لأوروبا من أجله وأدفع لقاءه آلاف الدولارات أجده على مسافة قصيرة مني". وبفضل التعاون الأمني زاد عدد المستوطنين العام الماضي فقط بحوالي 10%. للوقوف عل أثر تعاون السلطة الأمني في تعزيز السياحة الداخلية في المستوطنات.
* شهادة ذات قيمة... المفكر الصهيوني يحزكل درور: أي حكم منتخب بشكل ديمقراطي في العالم سيكون ضدنا حتماً، ولو فاز غير الإسلاميين بشكل ديمقراطي فإنهم لن يتبنوا إلا سياسات مناوئة لنا، لأنهم في النهاية سيعبرون عن مواقف الجماهير العربية التي تكفر بوجودنا.. لذا، فإن (إسرائيل) لا تحرض العالم على حكم الإسلاميين، بل هي تضيق ذرعاً بالتجربة الديمقراطية في العالم العربي، لإدراكها تداعياتها السلبية.
* هذه قصة ذات دلالة كبيرة، يرويها وزير الحرب الصهيوني الأسبق بن إليعزر، حيث يقول إنه حث المخلوع مبارك على استضافة الحاخام عفوديا يوسيف، زعيم حركة شاس، لنفوذه السياسي الكبير الذي يحظى به بسبب مشاركة حركته في الائتلافات الحاكمة، ويضيف إن مبارك لم يستجب له فقط، بل إنه أعد للحاخام، الذي يصف العرب بالصراصير، استقبال الملوك، وإكراماً له سمح للإسرائيليين بزيارة ضريح الحاخام "بو حصيرة ".. في تلك الأوقات كان مبارك يحظر على الشيخ القرضاوي دخول مصر. مبارك احتفى بالحاخام لأنه يحظى باحترام قطاع محدود من الصهاينة له، في حين يحظى القرضاوي باحترام قطاع أكبر بكثير من المصريين، لكن المصريين لم يعنوا شيئاً لمبارك، والآن يهدد الانقلابيون باعتقال القرضاوي بسبب مواقفه السياسية.. ألا لعنة على الله على الاستبداد ومن أيده.
* التلفزة (الإسرائيلية) الأولى عرضت ليلة الأحد الماضي فيلماً وثائقياً بمناسبة مرور 40 عاماً على حرب 73، وقد كانت كل المعلومات التي وردت في الفيلم بالغة الأهمية، وبعضها يكشف عنه لأول مرة. وضمن الجديد ما جاء على لسان أوري نئمان، رئيس قسم الأبحاث في جهاز الموساد أثناء الحرب، حيث قال إن أشرف مروان، السكرتير السياسي للرئيس السادات وزوج بنت جمال عبد الناصر لم يكن العميل ذا المستوى العالي الذي كان يمد (إسرائيل) بالمعلومات، بل هناك عملاء "لا يقلون نجومية عنه". ودحض نئمان الادعاءات بأن مروان كان عميلاً مزدوجاً، مؤكداً أن كل لجان التحقيق التي شكلت دلت على أنه "عميل مخلص "أسهم بشكل كبير في تعزيز الأمن "القومي" (الإسرائيلي).