لندن-الرسالة نت
أظهرت عملية اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح التناقض في عمل جهاز الموساد الإسرائيلي، عقب نشر تفاصيل واسعة عن نشاط الموساد والمجموعة التي أقدمت على تنفيذ عملية الاغتيال، على العكس ما كان سائداً عن عمليات الموساد خاصة في عملية اغتيال القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية، ولا زالت عملية الاغتيال حتى الآن والظروف التي رافقتها بعيدة عن الإعلام، وهذا ما يثير العديد من التساؤلات على أداء جهاز الموساد الإسرائيلي في عملية اغتيال المبحوح.
وبحسب ما نقلت صحيفة "معاريف" العبرية اليوم الخميس عن سلسلة بدأ بنشرها الصحفي جوردن توماس في صحيفة "الاندبندنت" البريطانية، والتي كشف من خلالها آلية وطرق عمل جهاز الموساد الإسرائيلي من خلال تحقيق واسع قام به وتم إعداده في كتاب، والصحفي جوردن يعتبر الخبير في الشؤون الأمنية لهذه الصحيفة.
وأضاف المصدر:" إن جوردن استطاع الكشف عن بعض التفاصيل بما يخص عملية اغتيال عماد مغنية، حيث كان مغنية يعتبر المطلوب الثاني في العالم بعد أسامة بن لادن، وقد حاول جهاز الموساد الإسرائيلي وكذلك جهاز المخابرات الأمريكي تتبع عماد مغنية وملاحقته منذ أواسط الثمانينات، بعد سلسلة من العمليات التي وقف خلفها ضد مصالح أمريكية في بيروت، وقد حدث تعاون كبير بين جهازي المخابرات الأمريكية والإسرائيلية في هذا الأمر، وتم جمع العديد من المعلومات بمساعدة أجهزة امن أخرى".
وقال الموقع:" إن البداية للتعرف على شخصية عماد مغنية كانت عام 2007، حيث كان لدى جهاز الموساد الإسرائيلي صورة قديمة لعماد مغنية دون معرفة شخصيته الحديثة، وقد استطاع جهاز الموساد الحصول على صورة جديدة بعد انتهاء الحرب الأخيرة على لبنان، من خلال مساعدة عميلين للموساد كانا يعملان على الأرض اللبنانية، حيث استطاع احدهم التقاط صورة حديثة له بعد قيامه بزيارة إلى قريته التي ولد فيها بالجنوب اللبناني، وبعد عودته من دولة أوروبية قام من خلالها بإجراء تغيير على شخصيته.
وأشار إلى أنه وبناء على هذه المعلومات قام الموساد الإسرائيلي بالتحقق من الأمر ليجد أن عماد مغنية يقوم بزيارة ألمانيا وبالذات إلى برلين للقيام بعمليات تجميل، حيث استطاع الموساد متابعة مغنية وانتظاره بهدوء بعد تجنيد سائق كان يقوم بنقل مغنية في برلين.
الثالث من شباط عام 2008 كان يوما حاسما لدى إسرائيل، بحيث عقد اجتماع امني عرض خلاله آلية اغتيال عماد مغنية، بحضور رئيس جهاز الموساد مائير دغان، ورئيس جهاز الاستخبارات العسكرية، ورئيس الأمن القومي، ومستشار رئيس الحكومة للشؤون الأمنية، بالإضافة إلى رئيس وحدة الاغتيالات في جهاز الموساد " كيدرون ".
وأضافت:"اتخذ القرار بكيفية اغتيال مغنية من خلال سيارة مفخخة وكذلك تم تحديد يوم 12 من نفس الشهر، بناء على معلومات تواجد مغنية في دمشق لحضور الاحتفال في السفارة الإيرانية بمرور 29 عاما على الثورة الإيرانية، وقد كان لهذا القرار الذي كان مستندا أصلا لقرار قام باتخاذه رئيس الحكومة الإسرائيلية ارائيل شارون، ومن بعده صادق اولمرت عليه".
وفي الرابع من شباط تم اختيار ثلاث عناصر من وحدة "كيدرون" وتم إعداد ثلاث جوازات سفر مزيفة لهم، الأول فرنسي ويعمل فني سيارات، والثاني اسباني ويعمل في السياحة والثالث ألماني كهربائي، حيث سيكون هؤلاء العناصر المسئولين عن عملية الاغتيال، حيث سيتوجهون إلى دمشق على انفراد وليس في نفس اليوم حتى لا تستطيع دائرة الهجرة والأمن السوري اكتشاف أمرهم، وبنفس الوقت تم الطلب من عملاء للموساد بالتوجه من بيروت إلى دمشق، وذلك لتقديم الدعم اللوجستي لطاقم الاغتيال من مواد ومراقبه للسفارة الإيرانية في دمشق.
التاسع من شباط يغادر العناصر الثلاث مطار تل أبيب إلى فينا وباريس وفرانكفوت، ومن ثم سيتوجهون إلى مطار دمشق وهم يحملون أجهزة تلفون يوجد عليها تفاصيل صور لعماد مغنية الحديثة.
يوم الأحد 10 شباط وصلوا إلى دمشق قادمين من مطارات باريس ومدريد وميلانو، وفي الساعة السادسة والنصف مساء كان آخر الواصلين يخرج من مطار دمشق الدولي، حيث تم نقلهم من العملاء اللذين وصلوا دمشق قبلهم إلى مكان معد مسبق، حيث كان في انتظارهم العبوة الناسفة التي سيتم تفجيرها عن بعد وضعها في السيارة حسب ما كان مخطط مسبقا.
يوم الاغتيال 12 شباط، الساعة السابعة مساء وصلوا إلى مركز التربية الإيراني الذي سيقام فيه الاحتفال، حيث وضعوا السيارة التي بداخلها العبوة الناسفة في الساحة وانتظروا قدوم عماد مغنية، بعد الساعة الثامنة وصل العديد من المدعوين ووصل أيضاً السفير الإيراني في دمشق، الساعة التاسعة مساء وصلت سيارة جيب "متسوبيشي" توقفت ونزل منها عماد مغنية وبدأ يسير في طريقة نحو مدخل المركز، حيث تم تفجير السيارة التي وضعت في الساحة لحظة اقترابه منها، وذلك بالتفجير عن بعد ولاذ عناصر الموساد بافرار من الموقع قبل أن يدرك الموجودين ما الذي حصل في المكان.
أيام معدودة بعد الاغتيال تلقت والدة مغنية رسالة يوجد فيها صور لعماد مغنية حديثة بعد أن أجرى عمليات تجميل في ألمانيا.