قائد الطوفان قائد الطوفان

في ظل الأزمة المالية العالمية

من يزيح الدولار عن عرش الاحتياطي العالمي؟

العالم تخلى عن الدولار كعملة احتياطية
العالم تخلى عن الدولار كعملة احتياطية

غزة - أحمد أبو قمر

في ظل تواصل تذبذب سعر صرف الدولار الأمريكي أمام العملات الأخرى، تتزايد الأصوات المطالبة بتقليل احتياطيات البنوك المركزية من عملة الدولار وإحلال عملة جديدة بديلة لها.

وكان رئيس الوزراء الروسي ميدفيديف قد شكّك أكثر من مرة في مستقبل الدولار كعملة احتياط دولية، ونادى بإنشاء عملة احتياط عالمية جديدة.

وفي الاتجاه نفسه دعا محافظ البنك المركزي الصيني إلى إعادة إصلاح النظام النقدي الدولي، من خلال إدخال عملة احتياط دولية جديدة بدلًا من الدولار.

ويُفهم من تصريحات الصين الأخيرة انها ترغب في انتزاع لقب العملة الاحتياطية لعملتها "اليوان"، معتمدة في ذلك على حجم المعاملات الصينية، وغزو بضائعها العالم بأسره بما فيها أمريكا.

يشار الى ان العجز المالي الكبير في الولايات المتحدة لم يتوقف عند حدود فقدان الثقة في عملتها الاحتياطية، بل أدى إلى تصاعد مستويات الدين العام الأمريكي والمتوقع أن يتدهور بصورة أكبر خلال السنوات المقبلة.

وكان "البنك الاحتياطي الفيدرالي" طبع مؤخرا كميات كبيرة من الدولار لتمويل العجز وترحيل الأزمة للسنوات المقبلة، الأمر الذي سيؤدي الى ارتفاع معدلات تضخم العملة الأمريكية، وبالتالي استبدال مستخدميها بعملة احتياطية اخرى أو بشراء الذهب.

اليوان بديلًا

ورغم التدهور الكبير الذي يعاني منه الدولار، فان هناك أسباب عدة ستجعل الامريكان بعيدين عن الخطر ولو مؤقتا أهمها ضعف العملات الرئيسية التي تُنافس الدولار، حيث يعاني اليورو من أزمة تهدد مستقبل بقائه كعملة موحدة للاتحاد الأوروبي، في حين تواصل حصة الجنيه الإسترليني في احتياط النقد العالمي التراجع تبعا لتراجع تأثير الاقتصاد البريطاني عالميًا.

وتشير الدلائل إلى أن العملة الوحيدة التي تملك القوة والاستقرار في سوق الصرف العالمية هي الفرنك السويسري، إلا أن حصتها ضئيلة ولا ترقى لمنافسة الدولار والفوز بلقب "عملة الاحتياطي الدولي".

وإذا تطرقنا لليوان الصيني المتوقع أن يكون احتياطيا بديلًا للدولار، فإنه من المحتمل أن تحرّره الصين بشكل كامل خلال السنوات العشر المقبلة ليصبح متداولا بحرية في سوق الصرف العالمية.

وهنا لابد من الإشارة إلى أن الصين شرعت في اتخاذ خطوات جادة لتمويل استخدام "اليوان" عالميًا، منها تحويل شنغهاي -أكبر مدنها- إلى مركز مالي عالمي مع حلول عام 2020.

مختصون اعتبروا اليوان الصيني مصدر تهديد حقيقي للدولار الأمريكي، عازين السبب ارتفاع احتياطيات الصين من العملة الأمريكية وحجم الجمهور الصيني الهائل الذي يتعامل بالدولار كاحتياطي في الوقت الحالي.

الدولار والعالم

والمتتبع لأسعار صرف الدولار يلاحظ أن سعر صرف العملة الأميركية يواصل الانخفاض مقابل العملات الست الرئيسية منذ عام ونيّف وهي اليورو والين والإسترليني والفرنك السويسري والدولار الكندي والدولار الأسترالي، وجميعها تشكّل النصيب الأكبر من سوق الصرف العالمية والاحتياطيات النقدية إلى جانب الدولار الأمريكي.

وتشير دراسات إلى أن قيمة الدولار تراجعت خلال الـ12 عامًا الماضية بنسبة 40% بالنسبة للفرنك السويسري، و30% بالنسبة للين الياباني، و25% بالنسبة لليورو.

وعلى صعيد الداخل الأمريكي يعتقد الخبراء أن الولايات المتحدة تحاول إضعاف قيمة الدولار لزيادة الصادرات الأميركية.

كما يرى الخبراء أنه في حال تخلى العالم عن الدولار الأمريكي كعملة احتياطية فإنه ليس أمام البنك المركزي (الاسرائيلي) سوى خفض احتياطيه من الدولار.

ويعتبر الدولار احد العملات الاحتياطية بجانب اليورو الأوروبي وعملات أخرى في سلة العملات التي يضعها البنك (الاسرائيلي) كاحتياطي له.

ووفق إحصائيات؛ فإن الدولار الأمريكي يشكّل حاليًا تقريبًا 86% من حجم التعاملات اليومية في السوق العالمي للصرف الأجنبي، والذي يصل وفقًا لآخر الإحصاءات (قبل الأزمة المالية) إلى أكثر من ثلاثة تريليونات دولار يوميا، والباقي يتم أساسا باليورو وإلى درجة أقل بعملات أخرى.

في الختام يظل التساؤل مشروعا: "هل ستتهاوى العملة الخضراء أمام التطلعات الشرقية والأوروبية خلال السنوات القليلة المقبلة بإحلال عملة مكان الدولار، أم سنشهد سيناريوهات مختلفة تمامًا عن التوقعات؟.

 

البث المباشر