يطارد غول التنسيق الأمني كل من ينتمي للمقاومة الفلسطينية في جنين ويغرس براثنه في ظهره خدمة لأجندة السلطة و"إسرائيل".
تدّعي السلطة أن حملتها في جنين جاءت للقضاء على تجار المخدرات ولصوص المركبات؛ لكن ملاحقة رموز بارزة في المقاومة يثبت زيف تلك الذرائع.
الشاب حمزة أبو الهيجا نجل القائد القسامي الأسير جمال أبو الهيجا دحض ادعاءات أجهزة أمن السلطة, مؤكدا أنها تلاحق أبناء الشهداء والأسرى وهو واحد منهم, رافضا القبول بالسجن مجددا.
وقال أبو الهيجا في حديث لـ"الرسالة نت" إن أجهزة الأمن داهمت منزل عائلته يوم الأربعاء الماضي لاعتقاله دون سابق إنذار أو استدعاء رسمي.
يذكر أن الشيخ جمال أبو الهيجا محكوم بالسجن المؤبد 9 مرات وعشرين سنة بتهمة قيادة كتائب القسام في الضفة, كما اعتقل كل أفراد أسرته وزوجته ومكثت في الاعتقال الاداري 9 أشهر.
وأضاف أبو الهيجا أنه جرى تفتيش بيت عائلته بعدما تمكن من الفرار لدى اقتحام أجهزة السلطة, غير أنهم طالبوا والدته أن تبلغه بتسليم نفسه دون إبداء أي من الأسباب.
وأوضح أن الحملة على جنين جاءت بعد إستشهاد إسلام طوباسي (19 عامًا) الذي اعتقله الاحتلال وأعدمه بدم بارد في المخيم يوم السابع عشر من سبتمبر الماضي عندما وجد "الاسرائيليون" مقاومة فلسطينية شرسة خلال اقتحام المخيم.
وأشار إلى أن الشهيد الطوباسي كان أحد أصدقائه لكنه لم يشارك في تشييع جثمانه لعدم ملاحقته من الاحتلال أو السلطة لأنه سبق أن إعتقال لديهما.
وأكد أبو الهيجا أنه لن يسلم نفسه لأجهزة السلطة مهما كلفه ذلك من ثمن, قائلا: "لو دعيت لشرب فنجان من القهوة لا أضمن أن أعود إلى البيت لأنهم لا يوفون بالعهد".
ونفى وجود أي وساطات لوقف ملاحقته, لافتا إلى أن "إسرائيل" فشلت في تدفيع عائلات الشهداء والأسرى ثمن قتل جنودها فأوكلت هذه المهمة للسلطة ضمن التنسيق الأمني البغيض.
وتابع أبو الهيجا: "اعتقلت 5 مرات لدى السلطة, و3 مرات لدى الاحتلال ولن تحلم اسرائيل أو السلطة أن أعتقل مجددا أو توضع القيود في يدي لأن الموت أهون ألف مرة".
وكشف أن والده الأسير علم باقتحام منزله والاعتداءات المستمرة على أبنائه وقد أبدى امتعاضا مما يجرى, داعيا السلطة لوقف سياسياتها تجاه أهالي الشهداء والأسرى.
بنان أبو الهيجا شقيقة حمزة قالت لـ"الرسالة نت" إن أجهزة السلطة فتشت منزلهم بدقة بحثا عن أجهزة الحاسوب والهواتف إلا أنها لم تجد شيئا لأن الاحتلال صادرها قبل أشهر عندما اقتحم المنزل.
وأضافت: "لا توجد تهمة موجهة لحمزة لكن السلطة تسعى لوأد المقاومة والقضاء عليها والقضاء على أي جيل يعشق فلسطين والمقدسات ولديه استعداد للدفاع عنها بروحه ودمه".
وأشارت بنان إلى أن كل من يفكر في مساندة المقاومة المسلحة ضد الاحتلال يكون هدفا للسلطة, ويجري التركيز على أبناء الشهداء والأسرى خاصة لأنهم يتوقعون أن ينتقموا من الاحتلال في أي وقت.
عز الدين نجل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ بسام السعدي قال لـ"الرسالة نت" إن مسلسل الإقتحام لمخيم جنين قديم متجدد يهدف استئصال المقاومة ليستطيع الاحتلال اقتحام المخيم والإنسحاب منه بأمان.
وقال عز المطلوب لأجهزة السلطة إنه اعتقل في سجن أريحا 47 يوما, كما اعتقل في سجن برام الله 27 يوما وتعرض للشبح والتعذيب والإهانة.
وأضاف: " كنا نمنع من الصلاة ونشبح لأسابيع بالإضافة إلى أنه كان يُدعس على رقاب المعتقلين ", موضحا أنه كلما انطلقت المفاوضات طرحت أسماء المناضلين على الطاولة لاعتقالهم لإحباط التحرك الشعبي ضدها إلا أن كل هذه الرهانات فشلت.
وأشار عز الدين إلى أن السلطة اقتحمت منزل عائلته قبل أسبوع معززة بالقوة العسكرية "101" وهي خليط من أجهزة الأمن وجرى تفتيش منازل عدة لعائلة السعدي.
وأوضح أن العائلة أخلت مسبقا بيت الشيخ بسام وأشقائه غسان ومحمود وأشرف السعدي لإحباط محاولة اعتقال أبنائهم والزج بهم في السجون لإرضاء الاحتلال.
وتابع : "على الرغم من علم السلطة بإخلاء المنازل إلا أنها داهمتها وجرى مصادرة الأجهزة الخلوية والحواسيب الشخصية وتدمير الأثاث".
ودعا السعدي أحرار العالم وقادة الفصائل والمؤسسات لوقف ما وصفه بالارهاب الذي تمارسه السلطة ضد الأطفال والنساء في جنين ، وختم حديثه باقول : "العيش تحت الأرض أهون من العيش فوقها في زنازين السلطة الفلسطينية".
بدوره, قال حسين أبو كويك القيادي في حماس بالضفة, إن أجهزة السلطة جرى معالجتها "اسرائيليا" وأمريكيا لتسهر على راحة المستوطنين وتحمي أمن المستوطنات بدلا من دورها الوطني في تأمين الحياة الكريمة للفلسطينيين.
وأضاف أبو كويك في حديث لـ"الرسالة نت" إن التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال بدأ منذ توقيع إتفاق أوسلو إلا أن الشعب الفلسطيني خاض معارك طاحنة مع الاحتلال وهو قادر اليوم على مقارعة المحتل من جديد.
وأدان جريمة مهاجمة منزل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الأسير بسام السعدي وسط جنين, واصفا الإعتداء على أسرته من عناصر السلطة بأنه تصرف خارج عن أخلاق الفلسطينيين وقيمهم.
وأرجع أبو كويك سبب الاستهداف المستمر لأنصار وقادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي في الضفة لأنهما رأس حربة المقاومة في فلسطين.
واستنكر الزج بالعشرات في سجون السلطة ولجوء الكثير منهم للإضراب عن الطعام على غرار ما يجري في سجون الاحتلال لانتزاع حقوقهم, مطالبا بوقفة وطنية لإنهاء الإعتقال السياسي ووقف التنسيق الأمني وإعادة الوحدة الفلسطينية لانتزاع الحقوق المغتصبة.