قائمة الموقع

بركة: 70 ألف نازح فلسطيني من مخيمات سوريا بلا مأوى

2013-10-14T16:57:06+03:00
علي بركة ممثل حركة حماس في لبنان
غزة - محمود هنية

حذر علي بركة ممثل حركة حماس في لبنان من خطورة تدهور الأوضاع الإنسانية للاجئين الفلسطينيين داخل المخيمات اللبنانية والسورية.

وأكدّ بركة في حديث خاص بـ"الرسالة" أن مخيمات اللجوء في لبنان تمر بظروف إنسانية معقدة للغاية مع تزايد أعداد اللاجئين الفلسطينيين النازحين من مخيمات سوريا إلى لبنان بفعل الأحداث السياسية هناك.

وأشار بركة إلى أن ما يزيد عن 70 ألف نازح فلسطيني من سوريا باتوا دون مأوى أو إقامة بفعل إجراءات الحكومة اللبنانية وسياستها المعقدة اتجاههم ومنعهم من الدخول إلى البلاد.

ولفت إلى أن الحكومة اللبنانية ووكالة الأونروا ترفضان إقامة مأوى أو مراكز للنازحين فضلًا على تدهور الأوضاع الخدماتية لعموم اللاجئين في المخيمات.

وشدد على خطورة أوضاع النازحين الفلسطينيين من مخيمات اللجوء في سوريا، مبينّا أنهم يعيشون في ظل ظروف إنسانية ونكبة قاهرة "دفعتهم إلى الهجرة عبر البحار إلى دول أخرى مع مخاطرة كبيرة جدًا على حياتهم".

ونوه بركة إلى سياسة الأونروا التي عملت على قطع وتقليص عدد كبير من خدماتها للاجئين منذ اتفاق أوسلو لهذه اللحظة، "ما أدى إلى تدهور خطير في الأوضاع الإنسانية والاجتماعية في مخيمات لبنان".

"

ممثل حركة حماس في لبنان لـ"الرسالة نت"

"

وأوضح أن الأونروا فرضت رسوما على طلبة المدارس لهذا العام ومنعت القرطاسية "إضافة إلى منعها المساعدات الإغاثية الشهرية فضلًا على تراجع خدماتها في المجال الصحي وتقليص خدماتها للمساعدات العلاجية إلى 60%".

وقال: "الولايات المتحدة تسعى عبر الأونروا إلى تفريغ قضية اللاجئين وجعلها في مرمى الدول المضيفة وصولًا إلى توطين اللاجئين الفلسطينيين وتصفية قضيتهم".

غياب المنظمة

أما عن دور منظمة التحرير في إغاثة اللاجئين، فأكد بركة أن قيادات المنظمة ورئيسها محمود عباس يتعاملون مع قضية اللاجئين وفق المنظور الأمني، موضحًا أن عباس دعا إلى سحب سلاح الفصائل في المخيمات دون البحث عن أي حقوق سياسية أو إنسانية للاجئين الفلسطينيين هنا.

وأضاف بركة: "أبو مازن حاضر برؤيته الأمنية، وقيادة المنظمة تدرك جيدًا حقيقة الأوضاع المتأزمة في مخيمات لبنان".

"

الخلافات بين خطي "أبو مازن" ودحلان انتقلت إلى الساحة اللبنانية

"

ودعا عباس إلى ضرورة التدخل من أجل إنقاذ الأوضاع الإنسانية في المخيمات، والضغط على الحكومة اللبنانية للسماح للاجئين بمزاولة حقوقهم الاجتماعية والإنسانية إلى حين عودتهم إلى ديارهم، وإعادة إعمار مخيم نهر البارد".

وأشار مسؤول حماس في لبنان إلى أن حركته تواصلت مع القوى والأحزاب اللبنانية للعمل على تحسين الأوضاع الإنسانية.

وأوضح أن موقف بعض الأحزاب الإسلامية في لبنان مرتبط كثيرا بموقف حلفائها من القوى "المسيحية" التي ترفض إعطاء الفلسطينيين حقوقهم المدنية والاجتماعية.

ولفت إلى تواصل حماس مع مسؤولين سياسيين في القوى المسيحية وفي مقدمتهم الجنرال ميشيل عون الذي أصر بدوره على موقفه الرافض لمباشرة الفلسطينيين حقوقهم المدنية، ودعا إلى طرد الفلسطينيين من لبنان إلى الخليج العربي "بدعوى أن لبنان بلد صغير"!.

وشدد بركة على موقف حماس الرافض لتوطين الفلسطينيين في لبنان، داعيًا إلى تحسين الظروف الإنسانية والاجتماعية حتى تحرير الأراضي الفلسطينية.

يشار إلى أن الدولة اللبنانية تحظر على الفلسطينيين مزاولة ما يزيد عن 70 مهنة إضافة إلى فرض رسوم باهظة على الطلبة فيما تحظر عملية البناء في المخيمات اللبنانية.

وفي السياق، فإن مسؤول حماس في لبنان حذر رئيس السلطة محمود عباس من مغبة السعي إلى تصفية قضية اللاجئين في عملية المفاوضات الجارية، مؤكدًا أن الأخير لا يستطيع أن يتنازل عن أي شيء من هذه القضية.

واعتبر مواصلة السلطة المفاوضات بمنزلة رضوخ واستجابة للمطالب الأمريكية، "لأن الولايات المتحدة تريد إدخال السلطة إلى مسار جديد يعطي لـ(إسرائيل) فرصا جديدة في علاقاتها الدولية".

الأوضاع الأمنية

وفي سياق متصل، فإن بركة نوه إلى خطورة الخلافات الفتحاوية الداخلية على مستقبل الأوضاع في مخيمات لبنان.

وقال: "الخلافات بين خطي محمود عباس ومحمد دحلان انتقلت إلى الساحة اللبنانية أودت إلى محاولة اغتيال قيادي فتحاوي في مخيم عين الحلوة".

"

مكاتبنا في الضاحية الجنوبية معقل حزب الله لا تزال مفتوحة

"

وحذر من مغبة استمرار الخلافات الفتحاوية الداخلية، داعيًا إلى ضرورة العمل على إيجاد مخرج بينهما خشية أن تفلت الأوضاع الأمنية في المخيمات.

وأشار إلى دور دحلان بتقديم أموال باهظة إلى جهات فتحاوية، "ما عزز عملية الخلاف في فتح"، لافتًا إلى تواصل حماس مع الفصائل الفلسطينية والقوى الأمنية للسيطرة على أوضاع المخيمات.

العلاقة مع الأحزاب

وفي موضوع ذي صلة، فإنه نفى تعرض عناصر من حماس إلى عمليات خطف من حزب الله أو حظر القوى اللبنانية على عناصر الحركة دخول البلاد.

وبين بركة أن هذه الاتهامات "افتراء وكذب" لإشعال الوقيعة بين الحركة والأحزاب اللبنانية خاصة والفلسطينيين مع أشقائهم اللبنانيين عموما.

وأوضح أن العلاقة شهدت فتورًا بفعل الملف السوري، "لكنها الآن تشهد حالة من الفعالية بين الجانبين".

وأشار إلى تواصل العلاقة بين الحركة وحزب الله، متابعًا: "مكتبنا في الضاحية الجنوبية معقل حزب الله ما زال مفتوحًا ولم يتعرض للإغلاق أبدًا، ولدينا اجتماعات متواصلة مع بعضنا بعضا حول القضية الفلسطينية".

وفي ختام حديثه، فإن بركة شدد على متانة علاقة حركته بالدولة اللبنانية وفي مقدمتها الجيش اللبناني.

اخبار ذات صلة