تباينت وجهات نظر القادة الإسرائيليين بشأن السلام مع الفلسطينيين، فبينما أكد الرئيس شمعون بيريز ضرورة الاتفاق وإقامة دولتين، شدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على استمرار السيطرة الإسرائيلية على غور الأردن، وهو ما يرفضه الفلسطينيون.
وقال بيريز -في احتفال رسمي أقيم في الكنيسيت بمرور 18 عاما على اغتيال رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين- إن الوضع الراهن بين إسرائيل والفلسطينيين لا يمكن أن يستمر، في إشارة لدفع الحكومة على المضي في عملية السلام التي استؤنفت في يوليو/تموز الماضي بعد توقف دام عدة سنوات.
وأضاف بيريز أن الذين يخدعون أنفسهم بأن الوضع الراهن يمكن أن يبقى على حاله "سيكونون ضحية أوهامهم"، مؤكدا أن "حل الدولتين يمكن أن يضمن مستقبل إسرائيل دولة ديمقراطية يهودية".
وأضاف أن السلام يصنع مع الأعداء "من أجلنا، حتى نتخلص من الثمن الباهظ الذي ندفعه الآن بسبب الأعمال العدائية التي قد تزداد كلفة في المستقبل"، وأشار إلى أن السلام "سيحمي الصفة اليهودية لدولة إسرائيل".
وكان رابين قد قتل في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 1995 بعد عامين من توقيعه اتفاق أوسلو مع الفلسطينيين، وهو الاتفاق الذي نال على إثره بيريز ورابين إلى جانب الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات جائزة نوبل للسلام.
نتنياهو
غير أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي تحدث عقب بيريز، قدم ردا سريعا على رؤية الرئيس، محذرا من مخاطر السعي إلى السلام مع من قال إنهم لا يريدون السلام.
وقال إن السلام يصنع مع الأعداء الذين يريدون السلام، "غير أن الأعداء الذين لا يسعون إليه ويريدون محو إسرائيل من الخريطة لا يمكن أن يكونوا شركاء في السلام"، في إشارة إلى إيران.
وأضاف أنه لا يمكن أن نمنح أولئك الأعداء -ونحن نسعى للسلام مع جيراننا- موطئ قدم في أراض قريبة من قلب إسرائيل، في إشارة واضحة إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة.
واعتبر نتنياهو أن غور الأردن يجب أن يشكل حدودا أمنية لإسرائيل، مشيرا إلى أن الأمن هو مفتاح السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
مفاوضات "صعبة"
من جانبها، أكدت مصادر فلسطينية وجود أزمة حقيقية في مفاوضات السلام مع الاحتلال الإسرائيلي بسبب إصرار الإسرائيليين على وضع شروط تتضمن إبقاء سيطرة الاحتلال على أجواء الدولة الفلسطينية الموعودة ومعابرها، وإصرار نتنياهو على اعتراف الفلسطينيين بيهودية دولة إسرائيل.
وكانت صحيفة معاريف قد ذكرت أمس الثلاثاء أن المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين على وشك الانفجار بسبب رفض الفلسطينيين مطلب إسرائيل ببقاء جيشها في غور الأردن ورفض إسرائيل نشر قوات دولية بدلا من ذلك.
غير أن الوزير الإسرائيلي عمير بيرتيس أكد أن المفاوضات لا تقتصر على الأمور الإجرائية، وإنما تشمل قضايا جوهرية أيضا.
وقال بيريتس في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية اليوم الأربعاء، إنه يستمد التشجيع من المعلومات المتوفرة لديه حول سير المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.
الجزيرة نت