تواصلت الاشتباكات العنيفة بين عناصر الجيش السوري الحر والقوات النظامية في محافظة حلب شمال البلاد وفي محافظة دير الزور التي شهدت تقدما طفيفا لقوات المعارضة، في حين وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط 17 قتيلا اليوم الجمعة بمناطق متفرقة في سوريا.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش الحر والقوات النظامية في حي الإذاعة بحلب, كما اندلعت معارك في محيط سجن حلب المركزي بين مقاتلي جبهة النصرة وقوات النظام.
وأظهرت صور، تبث لأول مرة، قيام مقاتلي جبهة النصرة بتفجير جدار في محيط السجن يوم العيد، ثم دخول مدرعة داخل مبنى تابع للسجن وتفجيرها بداخله, وقال ناشطون إن أربعة عناصر من جبهة النصرة فجروا أنفسهم داخل أحد مباني السجن, وإن 60 من عناصر النظام قتلوا وجرحوا خلال الاشتباكات.
وشنت القوات النظامية غارات جوية متواصلة على محيط السجن لمحاولة منع تقدم قوات المعارضة التي أعلنت أن مقاتليها اقتحموا مقر كتيبة الدفاع الجوي في خناصر قرب حلب.
وأفاد ناشطون بأن قوات النظام قصفت مدينة السفيرة في ريف حلب الجنوبي مما أدى إلى نشوب حريق, وكان 20 شخصًا قد قتلوا في هذه المدينة أمس الخميس إثر تعرضها للقصف بالبراميل المتفجرة.
وفي مدينة الرقة قتل أربعة أشخاص وجرح 17 من بينهم سبعة في حالة خطرة إثر قصف قوات النظام بالهاون حي الفردوس مما أدى كذلك إلى بث حالة من الذعر بين الأهالي, وسط انقطاع كامل للكهرباء عن المدينة.
وفي محافظة دير الزور شرقي البلاد قالت تقارير إعلامية إن قوات المعارضة سجلت تقدما طفيفا إثر المعارك العنيفة التي دارت خلال الليلة الماضية بين القوات النظامية ومقاتلي جبهة النصرة في عدة أحياء من المدينة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن معلومات أولية تتحدث عن سيطرة قوات المعارضة على كلية الآداب القريبة من حي الرشدية, كما أعلنت المعارضة المسلحة أنها سيطرت على مقار للنظام في الحي نفسه, وأعلنت جبهة النصرة سيطرتها على حارة شباط وبرج بيمو وبرج المصطفى وأنها أسرت 15 جندياً نظامياً.
وأضاف المرصد أن القوات النظامية نفذت قبل ظهر الجمعة غارتين جويتين على مواقع للمعارضة داخل المدينة, في وقت تتواصل فيه اشتباكات متقطعة بين الجانبين في عدد من أحيائها.
وشهدت مدينة الزور أمس الخميس مقتل اللواء في الاستخبارات العسكرية جامع جامع خلال معارك مع مسلحي المعارضة، وفق ما أعلنه التلفزيون الرسمي السوري وأكده المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقد أعلنت جبهة النصرة مسؤوليتها عن اغتيال اللواء جامع خلال ما وصفتها بعملية مشتركة مع كتائب أخرى تحت اسم "الجسد الواحد", وقال الناطق الرسمي لجبهة النصرة في المنطقة الشرقية زيد العشارة إن مقاتلي الجبهة قتلوا وجرحوا 140 عنصرا من قوات النظام خلال الأيام الماضية, وسقط منهم 40 مقاتلا.
ويعد جامع أحد كبار ضباط الاستخبارات السورية الذين خدموا في لبنان، وقد ورد اسمه في التحقيقات الأولية في حادث اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وأدرج اسمه كذلك على اللائحة الأميركية السوداء للاشتباه في دعمه الإرهاب وسعيه لزعزعة استقرار لبنان.
في الأثناء أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنها وثقت اليوم الجمعة سقوط 17 قتيلًا في عدة محافظات سورية من بينهم ثلاث نساء وقتيل قضى تحت التعذيب في محافظة حمص بوسط البلاد.
وأضافت الشبكة أن القتلى سقطوا في محافظات دمشق وريفها ودير الزور والرقة وحمص وحلب وإدلب, وقضى معظمهم بسبب القصف المدفعي والغارات الجوية التي تشنها قوات النظام على عدد المناطق.
يذكر أن المرصد السوري لحقوق الإنسان أحصى سقوط 91 قتيلا أمس الخميس خلال المعارك والقصف المدفعي والغارات الجوية في مختلف المحافظات السورية.
الجزيرة نت