قائد الطوفان قائد الطوفان

أجهزة فتح تستولي على أموال المحررين بالضفة

الضفة الغربية- لمراسلنا

ما دمت تعيش في الضفة الغربية، فأنت بلا شك عرفت من هي أجهزة دايتون، وأيقنت أن هذه الأجهزة أضحت كالرجل الآلي الذي يتحكم به رجل المخابرات الأمريكي "كيث دايتون"، أو كما يفضل أهالي الضفة تشبيههم بكلاب الأثر التي تنقض على الفريسة التي يريدها الاحتلال.

ففي كل مدينة وقرية ومخيم بالضفة، ستسمع قصصا يشيب لها الولدان، أبطالها هم أفراد الأجهزة الفتحاوية، الذين تلقوا تدريباتهم على أيدي الجنرالات الأمريكية.

حيث لم تقتصر اعتداءات تلك الأجهزة على الاعتقالات والتعذيب داخل السجون، بل تعدت لسرقة الأموال والممتلكات من المواطنين، وإجبار العديد منهم على التوقيع على تنازلات عن ممتلكاتهم الشخصية من عقارات أو سيارات أو أرصدة بنكية.

وضمن سياسة النصب والاحتيال التي باتت معهودة على حركة فتح، خاصة بعد الفضائح التي تتوالى على قياداتها، عمدت تلك الأجهزة على مصادرة الأموال التي صرفت للأسرى المحررين من حركة حماس.

مصادرة الممتلكات

حيث أكد العشرات من الأسرى المحررين الذين قضوا سنوات في سجون الاحتلال، أن أجهزة فتح قامت باعتقالهم وإخضاعهم لتحقيق وتعذيب شديدين، وإجبارهم على الاعتراف بالمبالغ التي صرفت لهم من حركة حماس خلال فترة الاعتقال، ومن أين جاؤوا بها وأين صرفوها.

أحد الأسرى المحررين من حركة حماس أُجبر خلال التحقيق على الاعتراف أنه استلم مبلغا من المال من الحركة بعد الإفراج عنه، وقام بشراء سيارة بهذه الأموال، فحاول المحققون إجباره على التوقيع على ورقة تنازل عن سيارته لصالح الأجهزة الأمنية، إلا أنه رفض ذلك، فما كان منهم إلا أن قاموا بشحن سيارته وحجزها داخل أحد مقراتهم ومنعه من أخذها.

محرَرٌ آخر قال:"أجبروني على الاعتراف بالمبلغ الذي صرف لي من حركة حماس بعد الإفراج عني من سجون الاحتلال قبل سنوات، وتوصلوا أني لم أصرف كامل المبلغ وأجبروني على التوقيع على ورقة تنازل عن أموالي في البنك".

وأضاف:"الورقة التي يجبرون المعتقلين على التوقيع عليها تتضمن شهادة بالتنازل عن الغرض الذي يريدونه، إما مال أو عقارات أو سيارات أو أراضي، ومكتوب فيها أنه في حال تمت المصالحة يمكنك المطالبة بها.. وهذا لا يضمن لنا حقنا باسترجاع ممتلكاتنا أبدا".

وفي بيت آخر في الضفة الغربية، أجبر أحد الأسرى المحررين بالقوة وتحت التعذيب والضغط على التوقيع والتنازل عن كل ما يملك من أموال وأراضي، حيث أضحى رب الأسرة لا يملك سوا بيته الذي يسكن به هو وعائلته بعد أن كان يملك أراض وأموال وأرصدة بنكية، وذلك بعد الإفراج عنه من سجون الاحتلال بعد أيام.

وقال الأسير المحرر الذي يعمل بالتجارة:"لقد سرقوا مني تعب عمري وكل ما أملك، لقد أمضيت حياتي في العمل والسهر لأضمن مستقبل أبنائي وأوفر لهم حياة كريمة، لكن أجهزة فتح النصابة نهبت مالي ومال أبنائي".

وأضاف:"لقد اعتقلوا زوجتي للضغط عليها وعلي، وبقيت عندهم أسابيع طويلة، وفي نهاية المطاف أجبروها على التنازل عن الأرض التي تمتلكها".

استعراض للعضلات..!

وتمارس سلطة فتح بالضفة أساليب التخويف والترهيب بحق المواطنين، حتى تلجم كل من تسول له نفسه بالاعتراض على أفعالها أو استنكارها.

حيث يؤكد أهالي الضفة أن هذه الأجهزة وخلال اعتقال أحد كوادر حركة حماس أو أحد الأسرى المحررين، تقوم باستدعاء قوة تعزيزية إلى مكان الاعتقال، وينتشر أفرادها حول المكان ويحاصروه، وكأنهم في ساحة حرب، مما يثير اشمئزاز المواطنين، الذين يعدوه تقليدا لجنود الاحتلال بكل حذافيره.

وتقوم أجهزة فتح باستعراض قوتها في الشوارع أثناء تنفيذ عملية اعتقال أحد المجاهدين من بيته أو من مكان عمله، فتسير عشرات الجيبات العسكرية التابعة لها بسرعة مخيفة تربك حركة المرور، ومطلقة صفارات الإنذار، وكأنها ذاهبة لجبهة قتال ضد الاحتلال..!

والمضحك المبكي أن هذه الجيبات ومن يركبها لا تجد لها أي أثر في شوارع المدن إذا ما كان هناك أي اقتحام ليلي لدوريات الاحتلال، مما يؤكد المقولة "أسد علي وفي الحروب نعامة".

البث المباشر