أكد روحي مشتهى مسؤول ملف الأسرى في حماس وعضو مكتبها السياسي والأسير المحرر ضمن صفقة "وفاء الأحرار"، أن حركته ستعمل جاهدة على تحرير باقي الأسرى في سجون الاحتلال بـ"القوة، كونها الخيار الوحيد".
وقال مشتهى في حديث خاص بـ"الرسالة نت": "كما خرجنا بقوة المقاومة، سيُحرر الأسرى من سجون الاحتلال، ويروا النور قريبًا". مشددًا على أن خيارات المقاومة مفتوحة؛ لإطلاق سراحهم.
وذكر أن خطف الجنود الإسرائيليين واحدة من تلك الخيارات، معتبرا إياها "واجبة" في ظل ازدياد أعداد المعتقلين. وأوضح أن الأسرى يعولون على جهود المقاومة وقوتها، في مقدمتها كتائب القسام، الذراع العسكرية لحماس.
وكانت "القسام" قد نجحت في الاحتفاظ بالجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط ما يقرب من خمس سنوات، بعد أسره في عملية "الوهم المتبدد"، وأبرمت صفقة مع الاحتلال برعاية مصرية، خرج بموجبها 1050 أسيرًا فلسطينيًا.
بوصلة المقاومة بالضفة
وعَّد مشتهي ما جرى في الضفة المحتلة من عمليات قنص ومحاولة خطف لجنود الاحتلال "دليل على أن الشعب الفلسطيني صاحب قضية يسعي إلى تحقيق أهدافه على الرغم من التسيق الأمني".
ورأى أن عمليات الضفة الأخيرة مقدمة حقيقية لإعادة البوصلة إلى نهج المقاومة، بعيدًا عن طريق المفاوضات "الفاشل"، على حد تعبيره.
وجدد مسؤول ملف الأسرى بحماس، تأكيده بأن خطف جنود الاحتلال خيار استراتيجي لدى حركته، مشددًا على أن قضية الأسرى على سلم أولوياتها. وقال: "الخيار العسكري الذي تتبناه حماس كفيل بتمريغ أنف قادة الاحتلال في التراب، وأثبت نجاعته على مدار تاريخ طويل من المقاومة"، مشيرًا إلى أسر شاليط وإنجاز "وفاء الأحرار".
وأضاف: "خطف الجنود عنوان أساسي وطموح لجميع فصائل المقاومة، وملف الأسرى مازال في موقع المتقدم من أهداف حماس"، منوهًا إلى أن المعركة مع الاحتلال قائمة، "ومن حق الشعب الفلسطيني والمقاومة أن تتخذ كل الأسباب لتحرير الأسرى".
وفي الوقت نفسه، رفض مشتهي استغلال قضية الأسرى كـ"ورقة رابحة" للسلطة في رام الله من أجل تبرير عودتها إلى المفاوضات.
وتابع: "لا ينبغي أن تستغل ورقة الأسرى التي لها قيمة كبرى، في تمرير المفاوضات"، منوها إلى أن مسارات تحرير الأسرى "كثيرة، بعيدًا عن خيار المفاوضات".
"خذوا وقتكم"
وخاطب مسؤول ملف الأسرى في حماس، السلطة بالضفة، قائلًا: "خذوا وقتكم فلن تحصلو على شيء". واستهجن تصريحات رئيسها محمود عباس حول التنسيق الأمني، عندما قال: "العالم كله شهد بأننا حققنا نسبة 100% في التنسيق الأمني مع إسرائيل".
وعلّق مشتهى قائلًا: "أبو مازن يتباهي بالتنسيق الأمني الذي هو وصمة عار على جبين السلطة، وخدمة مجانية للاحتلال".
وأعرب عن استيائه من تجاهل قيادة السلطة والسفارات الفلسطينية في الخارج لقضية الأسرى، معقبًا بالمثل المشهور: "لقد أسمعت لو ناديت حيًا.. لكن لا حياة لمن تنادي".
ومضى يقول: "لا نعول كثيرًا على موقف السلطة وتحركها في هذا الشأن". داعيًا في الوقت نفسه، إلى تكثيف الجهود لنصرة الأسرى داخل سجون الاحتلال، لا سيما المضربين منهم عن الطعام، وذوي الحاجات الخاصة والمرضى.
وأوضح أن تعاظم التضامن الشعبي مع الأسرى، حقق انجازًا تاريخيًا للمعتقلين، ومكنهم من انتزاع حقوقهم من المحتل "الذي يمارس بحقهم شتى أنواع العذاب".
وناشد الأسير المحرر، شعوب الأمة العربية والإسلامية بضرورة التحرك العاجل لإنهاء معاناة الأسرى داخل السجون. واستهجن "الصمت المطبق" الذي تنتهجه الأنظمة العربية اتجاه قضية المعتقلين الفلسطينيين.
وكان قد حكم بالسجن مدى الحياة على الأسير المحرر روحي مشتهى، قبل أن يطلق سراحه ضمن صفقة وفاء الاحرار، في أكتوبر/تشرين الأول عام 2010.
(صورة لزميل الصحفي محمد العرابيد أثناء الحوار مع روحي مشتهى )