قائد الطوفان قائد الطوفان

أين وصلت ليبيا بعد عامين على ثورتها؟

الذكرى الثانية لسقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي
الذكرى الثانية لسقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي

طرابلس – الرسالة نت

مرت الأحد الماضي الذكرى الثانية لسقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي ثم مقتله على أيدي الثوار الليبيين تحت دعم من حلف شمال الأطلسي.

ورغم مرور هذين العامين لا تزال المدن الليبية تعيش ويلات النزاع وسط تحذيرات من حرب أهلية مع احتدام القتال في بنغازي التي كانت مهد ثورة الربيع العربي في ليبيا.

وتشهد العاصمة طرابلس توترا أمنيا غير مسبوق في ظل استهداف البعثات الدبلوماسية الأجنبية، ولكن التطور الأخطر كان في وقت سابق من هذا الشهر حين اختطف رئيس الوزراء علي زيدان إضافة إلى الاشتباكات المتواصلة بين المجموعات المسلحة.

وترى صحيفة الأوبزرفر البريطانية أن الأحداث التي تشهدها ليبيا تنذر بتفكك البلاد خاصة بعد تحول برقة إلى منطقة فيدرالية وفتح برلمان خاص بها في بنغازي.

وكانت اللحظات الأخيرة في حياة القذافي مليئة بالهيستريا التي حكمها المكان والزمان، لذلك يعتقد إعلاميون ليبيون كثيرون أن سرعة قتل "العقيد" بعد اعتقاله مباشرة تخلّد سرّ قضايا الأمن القومي التي تورطت فيها ليبيا ولا تزال تدفع فواتيرها.

وأبرز تلك القضايا الحروب التي زج القذافي بها ليبيا في أمصار كثيرة، وكذلك لوكيربي، والممرضات البلغاريات، وموسى الصدر، فضلا على الصفقات التي عقدها الغرب مع القذافي قديما وحديثا، لهذا يظل الاعتقاد راسخا بأن استخبارات غربية متورطة مباشرة في تصفية العقيد لتموت أسراره معه.

ويقول مراقبون إن من بقي من مؤيدي القذافي يعرقلون بناء الدولة الحديثة، ولكن حتى بعد عامين على رحيله تواصل البلاد نهج الاحتكام إلى السلاح، في حين يلعب الاستقطاب السياسي دورا أصغر بكثير من الدور الذي يلعبه حبّ العقيد أو كرهه.

أما الليبيون فيقولون إنه لم يتحقق أيّ من الأهداف والشعارات التي رفعتها ثورة فبراير/شباط عام 2011 "أي دحر الظلم والقهر وحكم الفرد وتأسيس دولة المؤسسات والعدالة وحقوق الإنسان، بل سقطت الدولة في أيدي ميليشيات مسلحة".

وبغض النظر عن الموقف من القذافي فإن أغلبية القوى السياسية الليبية تشارك اليوم في جرّ البلاد إلى الهاوية، وتغامر بأن يسجّل التاريخ عن القذافي أنه كان الرئيس الأخير لليبيا الموحدة.. إلا أن احتكمت إلى لغة الحوار بدلا من السلاح.

 

البث المباشر