أكد القيادي في كتائب الشهيد عز الدين القسام المحرر في صفقة "وفاء الأحرار" حسام بدران أن المقاومة الفلسطينية في الضفة تعاني من الضربات المتتالية على يد الاحتلال "الإسرائيلي" والسلطة, لكنها قادرة على النهوض وضرب العدو في مقتل.
وقال بدران في حديث لـ"الرسالة نت" من دولة قطر, إن الضربات الأمنية المزدوجة دفعت لتراجع الفعل الميداني للمقاومة بشكل نسبي لكنه لم يمت. وأوضح أن العمليات العسكرية الفردية ضد الاحتلال في الضفة جزء مهم من نهج المقاومة طيلة تاريخها, كما أن المؤشرات الميدانية تدل على تطور الأمور تجاه مزيد من المواجهة الفصائلية والفردية والشعبية للجم عدوان الاحتلال على الفلسطينيين.
وتحرر القيادي بدران في صفقة "وفاء الأحرار" وأبعد إلى خارج فلسطين بعدما كان محكوما بالسجن لمدة 18 عاما بتهمة إعادة تأسيس وقيادة كتائب القسام في الضفة عام 2002, وهو من مواليد 1966 في مخيم عسكر للاجئين بنابلس.
وشدد بدران أن استنهاض المقاومة في الضفة يحتاج لعمل متكامل تشارك فيه أطراف عدة؛ منها الإعلام لما له من دور مهم في تحريك الجمهور, كما أنه للعلماء والدعاة دور بارز في الحث على مقارعة الاحتلال وإحباط مشاريع التسوية الكارثية.
وأوضح أن "الواقع الجغرافي للضفة مختلف تماما عن غزة, لأن الضفة هي الخاصرة الضعيفة أمام المحتل لكن نقاط الالتماس والاحتكاك كثيرة ومتنوعة والأهداف التي يمكن للمقاومة أن تضربها كثيرة جدا".
وكشف بدران أن "العمليات النوعية والمفاجئة في الضفة والداخل المحتل لا تحتاج لإمكانيات ضخمة, والتجربة أثبتت أن الشعب الفلسطيني قادر على إبتكار أساليب ووسائل تربك العدو وتصيبه في مقتل".
واستطرد بالقول: "كتائب القسام تعرضت لضربات وملاحقات أكثر من أي جناح فلسطيني مسلح لأنها كانت الأكثر فاعلية في إيذاء المحتل, وقد أثر هذا الإستهداف على بنيتها التنظيمية بلا شك غير أن رجال القسام ما زالوا في الميدان ومستعدون للعمل رغم كل المعيقات".
وتابع بدران: "من خلال تجربتي الشخصية قبل أن تبدأ إنتفاضة الأقصى كان واقع القسام صعبًا للغاية بما يشبه الوضع الحالي في الضفة بل ربما أصعب, وبعد فترة قصيرة جدا استعاد القسام قدرته وأذهل العدو وهو قادر على ذلك في الوقت المناسب".
وكانت أجهزة أمن السلطة أحبطت قبل أيام جهود خلية قسامية خططت لإرسال طائرة بدون طيار مفخخة من الخليل لفلسطين المحتلة لضرب معاقل الاحتلال.
وأشار إلى أن المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس تنتظر الظرف الملائم لاقتناص فرصة ملائمة للانقضاض على الاحتلال والانتقام للشعب الفلسطيني. ولم يخف بدران أن أسر الجنود هدف تسعى إليه كتائب القسام من أجل تحرير الأسرى, متعهدا بالتمسك بالسلاح وتطويره لتبييض السجون وانتزاع الحقوق الفلسطينية.
وحول إمكانية أسر جنود الاحتلال في الضفة قال: "ظروف الضفة أكثر تعقيدا في هذا المجال بالذات رغم أنه تاريخيا جرت محاولات عديدة نجح بعضها جزئيا, والعقبة ليست في الأسر نفسه بل في الخطوات اللاحقة لكن هذا الخيار سيبقى مفتوحا للمستقبل".
ولفت بدران إلى أن اغتيال المجاهد القسامي محمد عاصي على يد القوات "الاسرائيلية" الخاصة يوم الثلاثاء الماضي في رام الله, جاء في مرحلة حساسة تحركت فيها المقاومة بالضفة. وقال إن الاحتلال ركز جهوده طيلة عام ليصل للشهيد عاصي خوفا من زيادة فاعلية هذا المقاوم لأن المطاردين في الضفة هم من أكثر الأشخاص فاعلية وإيلاما "لإسرائيل".
وأوضح بدران أن عاصي كان ملاحقا من الاحتلال والسلطة طيلة المدة السابقة ولا شك أن للتنسيق الأمني دور في مطاردته والعثور على مكان اختفائه, قائلا: "أجواء الشهادة بعد المطاردة تخلق أجيالا جديدة من المقاومين وكل شهيد هو مفتاح خير جديد لفلسطين".
وأدان حملات الإعتقال والملاحقة التي تشنها السلطة في الضفة ضد المقاومة وأنصارها, لافتا إلى أن حماس تنظر بخطورة بالغة لاستمرار هذا النهج الخاطئ الذي يتعارض مع تطلعات الفلسطينيين ويخالف إرادتهم. وبين بدران أن من يمارس نهج الإعتقال السياسي هو الخاسر في النهاية, كما أن كل رهانات السلطة ستفشل أمام صمود المقاومة التي يحتضنها الشعب الفلسطيني.
وذكر بدران السلطة بالقول: "هذه السياسة لن توقف تطلع الفلسطينيين نحو مواجهة المحتل ولن يقدر أحد على منع الشعب من الثورة والإنتفاضة في وجه الاحتلال". وشدد أن المقاومة اليوم هي فكر ومشروع وتجربة وممارسة وإنجازات وقناعات وذلك كله أكبر من أن يقضى عليه بالقتل أو الإعتقال.