في ظل التوتر الحالي

الوضع الإقليمي لا يسمح بتصعيد واسع ضد غزة

قصف على مدينة غزة (أرشيف)
قصف على مدينة غزة (أرشيف)

غزة - لميس الهمص

رغم توتر الأوضاع الأمنية على الساحة الفلسطينية فإن محللين أمنيين وعسكريين وسياسيين استبعدوا عدوانا جديدا على غزة خاصة أن أي حرب ستترك تأثيراتها على الإقليم المنهك أصلا.

وتبين المؤشرات أن حكومة الاحتلال لا تنوي تصعيد الأوضاع, لذلك أقدمت على قصف أرض خالية ردا على الصواريخ التي تعرضت لها مطلع الأسبوع الجاري, فيما ستكتفي بضربات وتوغلات خاطفة في الوقت الراهن, وفق المحللين.

ويؤكد مراقبون (إسرائيليون) أن الحرب ضد حماس لن تكون مغامرة سهلة, إذ ستلجأ الأخيرة إلى تكتيكات وأسلحة جديدة فتجعل الاحتلال مضطرا إلى تأخير المواجهة واللجوء إلى الدعم الإعلامي والدبلوماسي كالشكوى للأمم المتحدة.

ليست قريبة

ورغم تهديدات وزير الشؤون الاستخباراتية الإسرائيلي وعضو حزب الليكود "يوفال شتاينتس" بحسم الموقف في حال استمرار إطلاق الصواريخ من غزة فإن المتخصص في الأمن القومي د. إبراهيم حبيب استبعد أن تصل الأمور في قطاع غزة حدّ حرب جديدة, مشيرا إلى أن ما يحدث هو تصعيد محسوب لن يخرج عن السيطرة.

وبين أن بإمكان الاحتلال التسويق الوهمي للانتصارات أمام سفراء ودبلوماسيين باصطحابهم في زيارات إلى النفق الذي كشف عنه مؤخرا, منوها إلى أن الاحتلال يعي أن المواجهة لن تكون سهلة في ظل وضع جديد من القوة أعدته حماس للمواجهة.

أما الخبير العسكري اللواء واصف عريقات فأكد أن اكتشاف الجيش الصهيوني النفق سيُجبره على تصعيد عملياته الحدودية في المراقبة والعمليات العسكرية المحدودة، "وتكثيف طلعاته الجوية في سماء غزة دون اللجوء إلى حرب كبيرة".

وتقاطع التحليل السياسي للدكتور هاني حبيب مع التحليل الأمني والعسكري العام الذي يفيد باستبعاد حدوث انفجار في الأوضاع الأمنية, فقال: "لا أظن أن هناك حربا قادمة في الوقت الراهن على قطاع غزة".

وحول الغارة (الإسرائيلية) الأخيرة، ذكر أنها لم تكن سوى رد مباشر على صواريخ غزة لإقناع الوضع الداخلي (الإسرائيلي) بأن حكومته جاهزة للرد على أي تصعيد من المقاومة في غزة.

ويرى حبيب أنه لا مصلحة لـ(إسرائيل) في تفجير الأوضاع، "بل سوف تحافظ على الهدنة مع حماس لأن من مصلحتها أن تبقى الأوضاع كما هي دون استنفاد قوتها في حرب جديدة على قطاع غزة".

الوضع لا يسمح

وكان السفير (الإسرائيلي) لدى الأمم المتحدة "رون بروسور" قد قدم شكوى رسمية إلى الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" ومجلس الأمن الدولي في أعقاب إطلاق صواريخ من غزة على (إسرائيل).

ووفقا للإذاعة العبرية فإن بروسور قال في الشكوى: "حماس تواصل نشاطاتها الإرهابية ضد (إسرائيل) التي تتفاوض مع الفلسطينيين وتعمل أيضا من أجل تعزيز السلام بدلا من العنف".

وطالب بروسور مجلس الأمن باستنكار إطلاق الصواريخ من غزة اتجاه (إسرائيل) التي قال إنها -الصواريخ- تبث الرعب المستمر في صفوف (الإسرائيليين).

تلك الشكوى اعتبرتها بعض الأوساط السياسية محاولة لحشد الآراء ضد قطاع غزة في استعداد لتوجيه ضربة له لكن المحلل الأمني إبراهيم حبيب رأى أنها محاولة لخلق رأي عام عالمي ضد حماس يشكل حالة تراكمية للمرحلة القادمة.

ويؤكد أن الظروف الإقليمية لا تسمح بشن عدوان على القطاع، "لأن له تداعياته على الوضع", مبينا أن أمريكا لن تسمح في الوضع الراهن بخروج الأمور عن سيطرتها حتى تسوية الأوضاع في مصر والانتهاء من مشروعها في المنطقة.

وأشار إلى أن محللين من دولة الاحتلال ذكروا أنه من الأفضل في الوقت الراهن التحالف مع دول الخليج عوضا عن أمريكا لموجهة الخطر الإيراني.

ويبين المحلل الأمني أن أي تصعيد سيكون محسوبا من الاحتلال، "لأن تبعاته ستلقي بظلاله عليهم".

أما المحلل السياسي حبيب فقال إن الحربين السابقتين شهدتا دورا بارزا لمصر في عهد كل من مبارك ومرسي, "لكن في حال أي تصعيد (إسرائيلي) جديد على غزة فلن يكون هناك دور لمصر في وقف العدوان أو العمل على تجديد التهدئة، وهذا يجعل الاحتلال يفكر أكثر قبل اتخاذ قرار عدوان جديد".

وتشير التحليلات إلى أن (إسرائيل) بدأت حملة التحريض على حركة حماس في غزة على أن تستغرق مدة أقلها 3 أشهر.

البث المباشر