منذ بداية القرن التاسع عشر, تزايد الاهتمام بالألعاب الرياضية من جميع دول العالم، وتجلى ذلك بتنظيم الدورات الأولمبية وبطولات العالم في مختلف الأنشطة.
ومع ارتفاع الوعي الاجتماعي والاقتصادي والثقافي لدى مختلف الأمم عامة وفلسطين خاصة, فقد كان من الطبيعي امتداد هذا التطور المتنوع ليشمل شريحة المعوّقين.
وفي ظل نقص الإبداع الفلسطيني لـ"الأسوياء" في المشاركات العربية والدولية, ظهر رياضيو "ذوي الاحتياجات الخاصة" وأثبتوا علو كعبهم بعدما تغلبوا على إعاقتهم الجسدية وعادوا بالكثير من الإنجازات التي حفرت اسم فلسطين في البطولات العالمية.
معاناة كبيرة
ويقول عبد الرحمن أبو وطفة لاعب نادي الجزيرة ومنتخب فلسطين لألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة إنه عانى منذ صغره لوجود "عيب" خلقي في قدمه اليمنى, استعاظ عنها بطرف صناعي, قبل أن يجد ضالته في قطر عام 2011 قبيل مشاركته في الدورة العربية.
ويؤكد أبو وطفة "22 عاما" أنه فكّر كثيرا قبل أن يقبل فكرة ممارسته الرياضة عامة وألعاب القوى خاصة, مبينا أنه يلعب مع الأسوياء ويجاريهم بل ويتغلب عليهم أحيانا في لعبتي كرة القدم والطائرة.
وذكر أنه أعلن التحدي والتحق بنادي الجزيرة الفلسطيني عام 2008, مضيفا: "عمل النادي على تنمية موهبتي حتى وصلت للمنتخب", كاشفا عن حصوله على 12 ميدالية (ذهبية واحدة و5 فضيات و6 برونزيات) في الدورات والملتقيات العربية الخارجية الماضية.
وطالب البطل الغزّي اللجنة البارالمبية في القطاع بتفعيل مشاركات ذوي الاحتياجات الخاصة في الدورات العربية والاهتمام بهم أكثر, آملا أن يتواجد في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 بالبرازيل.
عودة إلى الحياة!
بدوره, عبّر عمر أبو رحمة لاعب نادي الجزيرة عن سعادته الكبيرة بممارسة الرياضة بالرغم من بتر قدمه اليسرى, واصفا ذلك بالعودة إلى الحياة من جديد.
وبيّن أبو رحمة أن قدمه بترت في الـ16 من عمره, قبل أن يبتعد عن الرياضة تماما, منوها إلى أن زميله أبو وطفة كان بوابة رجوعه للرياضة قبل عام "تقريبا" بعدما قابله في إحدى المستشفيات ونصحه الأخير بالالتحاق بنادي الجزيرة لتنمية مواهبه.
ويترقب العشريني بشغف كبير أول مشاركة له في البطولات المحلية خلال الفترة المقبلة, داعيا اللجنة البارالمبية لرعايتهم وتلبية مطالبهم البسيطة, متمنيا الالتحاق بصفوف منتخب فلسطين لألعاب القوى وتحقيق إنجاز يسعد أقرانه من ذوي الاحتياجات الخاصة.
آمال وطموحات
من جانبه, ناشد عليان الزيتونية مدرب ذوي الاحتياجات الخاصة في نادي الجزيرة المسؤولين بالاهتمام بهم, وإعطائهم الفرصة للمشاركة في دورات التدريب الخارجية.
وكان نادي الجزيرة قد نظّم بداية عام 2013 رحلة عمرة مكافأة لحوالي 25 معاقا من أبناء النادي الذين حصلوا على إنجازات دولية.
وقال الزيتونية إن الكثير من لاعبي ذوي الاحتياجات الخاصة حرموا من المشاركات الخارجية نظرا للحصار المفروض على القطاع, منوها إلى أن ناديه يشارك في البطولات العربية بجهود ذاتية من قبل رئيس الجزيرة الدكتور علي النزلي.
وأمام تلك الصعوبات التي يواجهها لاعبو القطاع, لا يزال نادي الجزيرة يفرض نجوميته على الساحة, من خلال احتضانه لذوي الاحتياجات الخاصة وتنمية مواهبهم, كي يكونوا عونا وسندا لمنتخب فلسطين في البطولات العربية والدولية.