سجلت الليرة السورية ارتفاعا جديدا أمام الدولار قدر بنحو 10% خلال يوم واحد، وناهز سعر العملة السورية 138.8 ليرة للدولار الواحد حسب نشرة أسعار الصرف الواردة الاثنين في الموقع الإلكتروني لمصرف سوريا المركزي.
وبهذا يتراجع سعر صرف الليرة في السوق السوداء إلى أقل من سعر الصرف الرسمي, وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الثورة.
وجاء هذا التراجع بعد اجتماعات للبنك المركزي مع شركات الصرافة للتدخل في السوق، وذكر مراسل الجزيرة في حلب أن التقدم الذي حققته قوات النظام في عدة مناطق، ولا سيما استعادتها قبل أيام لمدينة السفيرة التي تقع في منطقة إستراتيجية كان له دور في صعود سعر الليرة.
وكانت العملة السورية شهدت تدهوراً حادا في الأشهر الماضية حيث وصل سعر صرفها في يوليو/تموز الماضي إلى أكثر من 300 ليرة للدولار الواحد، إلا أن العملة السورية قلصت خسائرها في بداية أكتوبر/تشرين الأول الماضي عقب تراجع الولايات المتحدة عن توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري، وذلك عقب الاتفاق الأميركي الروسي حول مراقبة وتدمير الأسلحة الكيميائية السورية وما تلاه من قرار مجلس الأمن بهذا الشأن.
ويرى رئيس مجموعة عمل اقتصاد سوريا أسامة القاضي في تصريح للجزيرة أن صعود الليرة أمر لا يعتد به، لأن البلاد تفتقر لآليات العرض والطلب التي تمكن من تحديد أسعار العملة، مشيرا إلى أن النظام يتبع "أسلوبا فاشيا للقبض على أصحاب محال الصرافة من أجل التحكم في سعر الليرة".
من جانب آخر، قال رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي إن أسواق دمشق تعرف وفرة في السلع التموينية عقب تدفق إمدادات من الخضر والفواكه، مضيفا أثناء جولة لبعض الأسواق أن أسعار هذه السلع انخفضت بما بين 10% و35%.
واعتبر القاضي أن هذا التصريح يندرج ضمن "حملة إعلامية يقوم بها النظام السوري لتقوية موقفه التفاوضي في اجتماع جنيف2"، مشيرا إلى أن الوفرة التي يتحدث عنه الحلقي تنطبق فقط على المناطق التي يسيطر عليها النظام، والتي لا تتجاوز في أحسن الحالات نسبة 50% من أراضي سوريا.
ويأتي تصريح الحلقي بينما طالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة بإيجاد صيغة دولية ملزِمة لإيصال المعونات الإغاثية للمناطق المحاصرة، وتؤكد الصور القادمة من هذه المناطق أنها على أعتاب مجاعة حقيقية حسب تقارير المنظمات الدولية المتخصصة.
في السياق أعلن عدد من الناشطين السوريين في مدينة إسطنبول التركية إطلاق حملة تحمل شعار "الجوع الطوعي لإيقاف الجوع القسري"، وذلك من أجل لفت انتباه المجتمع الدولي للأوضاع الإنسانية في القرى والمدن السورية المحاصرة.
الجزيرة نت