غزة- الرسالة نت
استنكرت قوى وهيئات وفصائل فلسطينية وعربية اليوم الأحد اقتحام الجيش الإسرائيلي لباحات المسجد الأقصى، داعية إلى التصدي للاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على المقدسات الإسلامية، مؤكدة على ضرورة التحرك على كافة الأصعدة لحمايتها.
وأدان النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أحمد بحر الهجمة الصهيونية الجديدة التي تستهدف المسجد الأقصى، معتبرا اقتحام الأقصى أولى بنود الخطة العنصرية التي تستهدف المقدسات الإسلامية.
وطالب بهبة عربية شعبية ورسمية نجدة للأقصى والقدس والمقدسات التي باتت عرضة للانتهاك جراء السكوت العربي الرسمي، مؤكداً على أهمية تحرك المجتمع الدولي لإلجام حكومة الاحتلال ووضع حد لتصرفاتها العنصرية.
واستنكرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الاعتداءات المتواصلة على الأقصى، محذرة من سعي الاحتلال ومن ورائه الجماعات اليهودية إلى ربط الأقصى بالأعياد اليهودية التي يزيد عددها في السنة على 55 عيد ومناسبة دينية.
من جهته ناشد وزير الأوقاف والشؤون الدينية طالب أبو شعر جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بالتحرك العاجل والفوري لحماية المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية في فلسطين من الممارسات الإسرائيلية.
وطالب أبو شعر خلال مؤتمر صحفي عقده في مدينة غزة الأحد ، مجلس الأمن الدولي بعقد جلسة طارئة لمناقشة ما يدور في مدينة القدس والأقصى من انتهاكات إسرائيلية، والعمل على فرض عقوبات على الاحتلال.
بدورها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس على أن ما يحدث من تهويد واستهداف إسرائيلي للمقدسات الإسلامية هو استهتار بكل القوانين الدولية وخصوصية الشعوب الثقافية، داعية إلى هبة جماهيرية عربية وإسلامية قوية.
وطالبت حماس على لسان الناطق باسمها فوزي برهوم خلال مؤتمر صحفي عقد بمدينة غزة مساء الأحد، سلطة رام الله "بالتراجع عن عمليات التفاوض السرية والتعاون الأمني مع الاحتلال، ورفع اليد عن المقاومة حتى تؤدي دورها المطلوب في مواجهة هذا الكيان المجرم الذي لا يحترم أحداً تعاون معه أم لم يتعاون.
من جانبها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي على ضرورة تصعيد المواجهات مع الاحتلال دفاعاً عن المسجد الأقصى المبارك، مشددة على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال.
وقالت الحركة: "نتوجه بالتحية إلى جماهير شعبنا في كل المدن والقرى والمخيمات، وندعوها إلى تصعيد الانتفاضة ولتعم المواجهات كافة أرجاء فلسطين".
من ناحيتها، اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في تصريحات صحفية، أن اجتياح شرطة الاحتلال ساحات الأقصى، يبعث برسالة وحيدة لشعبنا وقيادته وللمفاوض الفلسطيني والعربي، بأن لغة القوة والإجرام والعنف هي اللغة الوحيدة التي لا يعرف سواها الاحتلال في التعامل مع الشعوب العربية، الأمر الذي يتطلب من هذه القمة الكف عن اللهاث وراء الوعود الأمريكية والغربية الخادعة، والعودة إلى الشعوب وخياراتها، في الصمود والمقاومة.
وطالب رئيس مؤسسة القدس الدولية أحمد أبو حلبية بالتحرك العاجل والفوري للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض لهجمة إسرائيلية شرسة تتمثل في الاقتحامات اليومية له، وشبكة الحفريات والأنفاق بهدف تهويده وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه.
واعتبر أبو حلبية في بيان وصل "الرسالة نت" نسخة عنه اقتحام المستوطنين اليهود اليوم للمسجد الأقصى المبارك من أجل إقامة الصلوات "التلمودية" في رحابه يدل على حجم العجز العربي والإسلامي المتمثل بالصمت على كل محاولات التهويد والاعتداءات على القدس ومقدساتها.
وطالب كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الإدارة الأميركية بالتدخل الفوري لوقف الممارسات الإسرائيلية.
وقال في تصريحات صحفية: "الرسالة واضحة، هم (الإسرائيليون) يحاولون تخريب كل الجهود المبذولة لإحياء عملية السلام، ونحن نطالب الإدارة الأميركية بتدخل فوري لوقف مثل هذه السياسات الإسرائيلية (التوسع الاستيطاني) واقتحام المسجد الأقصى".
بدوره استنكر محافظ مدينة القدس عدنان الحسيني إجراءات الاحتلال الإسرائيلي بالقدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المواطنين فيهما.
وقال الحسيني في تصريحات صحفية :"إن المقدسين سيبقون خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى، وسيبقون مرابطين فيه بوجه الاحتلال الإسرائيلي".
من جانبها، طالبت رابطة علماء فلسطين جميع المسلمين إلى النهوض لنصرة الأقصى ووضع حد للاعتداءات الإسرائيلية ومخططات التهويد.
وقالت الرابطة: "آن الأوان لوضع حد للممارسات الصهاينة الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، فإن لم يكن الأوان قد آن، فمتى يا ترى، أحين يهدم الأقصى حجراً حجراً على مرأى ومسمع من المسلمين".
وشددت على ضرورة نهوض علماء الأمة بواجبهم تجاه تبصير الحكام والأمراء فضلاً عن عامة المسلمين بضرورة التحرك الفوري والجاد لنجدة مسرى رسول الله.
من جهتها، حذرت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار من تداعيات المحاولات المتكررة لاقتحام المسجد الأقصى المبارك وزيادة حدة الاستهداف لمدينة القدس المحتلة.
وقال رئيس اللجنة النائب جمال الخضري :" إن المسجد الأقصى ومدينة القدس يعيشان أوقاتاً تاريخية حاسمة وأوضاعاً غاية في الصعوبة".
أما مفتي القدس وخطيب المسجد الأقصى الشيخ محمد حسن فقد دعا منظمة المؤتمر الإسلامي إلى عقد اجتماع عاجل لبحث الأوضاع في المدينة المقدسة.
وقال في بيان صحفي إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي "ترعى الجماعات المتطرفة التي تعيث فسادا في الأراضي الفلسطينية، وهي تتحمل المسؤولية عن عواقب اقتحامها لباحات المسجد الأقصى المبارك الذي يتزامن مع دعوات جماعات يهودية متطرفة لاقتحام المسجد لإقامة شعائر وطقوس تلمودية في باحاته".
ومن جهته دعا قاضي قضاة فلسطين تيسير التميمي الفلسطينيين في جميع مواقعهم وبالأخص في مدينة القدس وأراضي 1948 إلى التصدي للجماعات اليهودية المتطرفة التي تحاول اقتحام الأقصى.
وعلى الصعيد العربي أدانت جامعة الدول العربية بشدة الاقتحام الذي قامت به القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى.
وقال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إن ما حدث يؤكد أن الإسرائيليين يريدون كل يوم أن يقولوا لنا "عليكم أنتم كعرب أن تقبلوا ما نفعله وأرجلكم فوق رقابكم".
وأكد موسى أن هذه المسألة ليست خطيرة بل هي تمثل استهانة بالسياسات العربية، واعتبر أن "ما تقوم به إسرائيل كل يوم في الأراضي العربية المحتلة وفلسطين أمر خارج عن القانون ولا نقبل به، فهي تفعل كل شيء لاستثارة كل الناس بمن فيهم المقاومة".
وأشار إلى أن كل هذه الأمور ستطرح على وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم القادم يومي الثاني والثالث من مارس/آذار، وأضاف أن لجنة المتابعة العربية على المستوى الوزاري ستبحث الطرح الأميركي المعروض لاستئناف عملية السلام وكيفية التعامل معه.
وكان قد أصيب 20 فلسطينيا بعيارات مطاطية الأحد خلال مواجهات مع سلطات الاحتلال على خلفية محاولة جماعات يهودية اقتحام المسجد الأقصى. واقتحمت قوات من الشرطة الإسرائيلية وحرس الحدود صباح اليوم باحات الأقصى واشتبكت مع مصلين فلسطينيين يعتصمون بداخله.