قال مصدر بوزارة الصحة الليبية إن شخصين قتلا وجرح 29 آخرون في مواجهات بين مسلحين في العاصمة طرابلس مساء أمس الخميس، في أعقاب مقتل قائد إحدى الكتائب المسلحة من مصراتة بطرابلس.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المصدر -الذي طلب عدم كشف هويته- قوله إن "شخصين قتلا وجرح 29 آخرون" في المعارك التي اندلعت مساء الخميس، وأوضح أن "معظم الجرحى غادروا المستشفى".
وسمع سكان طرابلس طوال الليل إطلاق نار كثيفا من أسلحة ثقيلة في عدد من أحياء وسط المدينة، وأصاب رصاص طائش عددا من المنازل.
وبدأت المواجهات، بحسب مصدر أمني، بعد وفاة نوري فريوان، وهو قائد لإحدى كتائب مصراتة المتمركزة في طرابلس متأثرا بجروح أصيب بها يوم الاثنين الماضي عند حاجز لكتيبة من الثوار السابقين في سوق الجمعة، أحد أحياء شرق العاصمة.
ورغم مطالبة عائلة القتيل بعدم تصعيد الموقف درءا للفتنة، فإن رفاقه من الكتائب المحسوبة على مدينة مصراتة دخلوا في مواجهات مسلحة مع كتائب سوق الجمعة، وذلك باستخدام مركبات مجهزة بمدافع مضادة للطائرات.
استعراض للقوة
وقال مصدر أمني آخر إن معظم العيارات النارية كانت استعراضا للقوة من قبل الطرفين، وأوضح أن "كل فريق أطلق العيارات النارية في الهواء كي يظهر قوته".
ولزم سكان العاصمة الليبية منازلهم في حين تعرضت بعض الأبنية وفندق راديسون الواقع بالقرب من مكان المواجهات لإطلاق نار، بحسب شهود عيان.
وقالت ممثلة منظمة دولية تقيم في الفندق لوكالة الصحافة الفرنسية إن أجهزة الأمن في الفندق طلبت من النزلاء اللجوء إلى القبو حيث أمضوا جزءا من الليل للاحتماء من الرصاص.
وبدا الوضع طبيعيا اليوم الجمعة في طرابلس، وعجَّ سوق الحيوانات الذي يقام في الساحة التي شهدت معارك أمس بالزبائن.
وتجد الحكومة الليبية صعوبة في احتواء الثوار الذين ساهموا في إسقاط نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، ولم تنجح مساعي إدماجهم في القوات النظامية في الحد من الاشتباكات التي تنشب من حين لآخر بين كتائب تتنازع مناطق النفوذ.