قتل ثلاثة أشخاص وأصيب آخرون واعتقل 19 من أنصار جماعة الإخوان المسلمين في المظاهرات والمسيرات الحاشدة التي خرجت بعد صلاة الجمعة بعدة مدن مصرية تحت شعار "نساء مصر خط أحمر".
وحسب مصادر طبية قتل ثلاثة أشخاص بينهم طفل في محافظتي الجيزة والسويس، فضلا عن إصابة آخرين في أكثر من موقع.
وأفاد شهود عيان بأن مجهولين تصدوا للمسيرات وتعمدوا افتعال اشتباكات مع المشاركين فيها لإعطاء قوات الأمن ذريعة للتدخل. وتقول رواية وزارة الداخلية إن التدخل كان بهدف الفصل بين أنصار الإخوان المسلمين ومن تسميهم الأهالي.
وفي منطقة العمرانية بالجيزة سقط طفل في الثانية عشرة من عمره في مظاهرة مناوئة للانقلاب، وفق تصريح لمدير هيئة الإسعاف بمصر.
وكان عناصر الأمن ومن يوصفون بالبلطجية قد اعترضوا مسار المظاهرة، حيث لجأ الأمن لاستخدام الغاز المدمع، في حين سُمع دوي طلقات نارية في أرجاء المكان. وقد أصيب شخص آخر في المظاهرة، حسب مدير هيئة الإسعاف.
كما أظهرت صور بثها ناشطون مصريون على الإنترنت مقتل شاب قالوا إنه أصيب برصاص الشرطة مباشرة في الرأس في مظاهرة مناوئة للانقلاب بمدينة السويس.
وتظهر الصور الشاب مضرجا بدمائه حيث فشلت جهود إنقاذه. وقد تصدت الشرطة للمظاهرة ولاحقت المشاركين فيها في الشوارع الجانبية.
وقد نظم معارضو الانقلاب العسكري في مصر مظاهرات ومسيرات بمناطق عدة بالقاهرة والمحافظات استجابة لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، في حين اعتدت قوات الأمن ومجهولون على المتظاهرين في منطقة سيدي بشر بالإسكندرية.
ففي القاهرة الكبرى وصل المتظاهرون بأعداد كبيرة إلى محيط قصري الاتحادية والقبة الرئاسيين، ومحيط ميدان رابعة العدوية، وفق ما ذكره شهود عيان للجزيرة. وحمل المتظاهرون صور الرئيس المعزول محمد مرسي، وأخرى لضحايا الأحداث المتعاقبة التي شهدتها البلاد منذ الانقلاب العسكري في 3 يوليو/تموز الماضي.
كما رفع المتظاهرون شعار صمود رابعة، ورددوا هتافات تطالب بالقصاص من قتلة زملائهم ووقف الملاحقات الأمنية للمعارضين وإطلاق المعتقلين، بالإضافة لهتافات منددة بوزيري الدفاع عبد الفتاح السيسي والداخلية محمد إبراهيم، وأخرى مطالبة بعودة الشرعية المتمثلة في مرسي ومجلس الشورى والدستور المعلق، حسب قولهم.
وفي السياق، خرجت مسيرات في مختلف أحياء الجيزة ومدن ومراكز محافظات الإسكندرية والدقهلية والشرقية والمنوفية والسويس وبورسعيد والإسماعيلية وأسيوط والمنيا. وتشاركت جميع المسيرات والوقفات الاحتجاجية في الهتاف ضد حكم العسكر، وإبداء التحية والتقدير لدور المرأة في الحراك الشعبي المستمر منذ أكثر من أربعة أشهر.
ولم تمنع الإجراءات الأمنية -التي اتخذتها وزارة الداخلية في بعض المناطق وإغلاق بعض الميادين والطرق الكبرى- المتظاهرين من الخروج بأعداد ضخمة للتعبير عن مطالبتهم بإسقاط "حكم العسكر"، حسب ما ذكر شهود.
وجاءت مظاهرات الجمعة تحت شعار "نساء مصر خط أحمر" تعبيرا عن ممارسات السلطة القائمة في البلاد ضد الفتيات والسيدات المعارضات للانقلاب، مشيرين إلى حملات الملاحقة الأمنية واعتقالهن بتهم "واهية" كحيازة الملصقات أو تنظيم المظاهرات، حسب تعبير تحالف دعم الشرعية.
وقتل عدد من الفتيات والنساء في أحداث العنف المتوالية ضد المتظاهرين منذ الانقلاب العسكري التي كان أشدها فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة يوم 14 أغسطس/آب الماضي، مما أسفر عن سقوط آلاف القتلى والمصابين. كما اعتقلت أخريات، وأمرت النيابة بحبس بعضهن رغم وجود صغيرات سن من بينهن.
ودعا التحالف في بيان له إلى مواصلة التظاهر طيلة الأسبوع القادم تحت شعار "الحرية للشرفاء" دعما للمعتقلين والأحرار من جميع التيارات.
ووصف البيان الانتهاكات التي ارتكبتها سلطات الانقلاب منذ أربعة أشهر بأنها فاقت ما كانت تقوم به سلطات الاحتلال وتجاوزت حتى الأعراف الجاهلية، ولا سيما فيما يتعلق بالاعتداء على حرمة النساء والأطفال.