أكدت مصادر إعلامية، أن عبد القادر الصالح قائد لواء التوحيد التابع للجيش السوري الحر توفي متأثرًا بجروح أصيب بها أثناء اشتباكات وقعت الأسبوع الماضي في حلب، فيما واصلت قوات النظام السوري حملتها على منطقة القلمون بريف دمشق.
وكان القائد الصالح أصيب بجروح مميتة بعد تعرض مقر اجتماع قادة لواء التوحيد للقصف بصاروخ من قبل قوات النظام السوري. وأوضح مصدر إعلامي في أوساط المعارضة أن القائد الصالح توفي في أحد مشافي مدينة غازي عنتاب التركية.
في غضون ذلك تواصل قوات النظام السوري حملتها على منطقة القلمون بريف دمشق، مما دفع مئات العائلات إلى الفرار نحو بلدة عرسال اللبنانية المجاورة، كما استمر قصف القوات النظامية على مناطق مختلفة من البلاد، ورصد الناشطون اشتباكات بين قوات النظام ومسلحي المعارضة.
ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 12 شخصا الأحد، بينهم طفل وسيدة وقتيلان سقطوا تحت التعذيب، إضافة إلى ثلاثة عناصر من الجيش السوري الحر.
وأشارت مصادر إعلامية إلى أن قوات النظام قطعت الجسر الدولي قرب مدينة قارة في الاتجاهين وشنت مقاتلاتها الحربية عدة غارات جوية على المدينة بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف. وذكر المراسل أن القصف العنيف أوقع تسعة قتلى وعشرات الجرحى.
في المقابل قالت صحيفة "الوطن" السورية القريبة من السلطات في عددها أمس الأحد إن "الجيش زلزل جبال القلمون، وأطبق الطوق حول الإرهابيين في قارة".
ومنذ الجمعة، شهدت المعارك بين القوات النظامية مدعومة من حزب الله ومسلحي المعارضة تصعيدا في منطقة القلمون، لا سيما على طريق حمص-دمشق القريب من قارة. وتعد منطقة القلمون التي يسيطر مسلحو المعارضة على أجزاء واسعة منها منطقة إستراتيجية لكونها تتصل بالحدود اللبنانية، وتشكل قاعدة خلفية أساسية لمسلحي المعارضة لمحاصرة العاصمة.
وتنبع أهمية هذه المنطقة بالنسبة للنظام السوري من دورها في تأمين طريق حمص-دمشق وإبقائها مفتوحة. كما توجد في المنطقة مستودعات أسلحة ومراكز ألوية وكتائب عسكرية عديدة للجيش السوري.
مكاسب مؤقتة
وقلل اللواء المنشق من الجيش السوري محمد الحاج علي من المكاسب التي حققها جيش النظام في الأيام الماضية، وقال للجزيرة إن تلك المكاسب مؤقتة ولا يمكن للجيش السوري الاحتفاظ بها، لأن قدراته الحالية لا تسمح له بمهاجمة مناطق متعددة.
وتسببت حملة النظام على القلمون في نزوح آلاف السوريين منذ الجمعة إلى لبنان عبر بلدة عرسال الحدودية مع سوريا. وقال مراسل الجزيرة في المدينة التي تشترك بحدود مع سوريا تتجاوز 60 كلم، إن مئات العائلات تدفقت على المدينة في اليومين الماضيين، وسط توقعات باستمرار النزوح ووصول 500 عائلة لاحقا.
وأعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية السبت أن نحو 1200 عائلة سورية نزحت إلى عرسال، وأوضحت أنها أطلقت حالة طوارئ على مستوى أجهزتها وعلى مستوى مختلف المؤسسات الدولية والمحلية العاملة في ملف النازحين لتقديم كل الحاجات الأساسية للعائلات الوافدة.
ويصل النازحون عبر ممرات جبلية غير قانونية كانت تستخدم قبل الحرب لتهريب سلع على اختلافها.
من جانب آخر قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن غارة جوية استهدفت الأحد حي برزة في شمال العاصمة دمشق، وسط قصف من القوات النظامية على مناطق يسيطر عليها مسلحو المعارضة مما تسبب في وقوع جرحى.
كما سقطت قذائف هاون عدة مصدرها مواقع خاضعة لسيطرة مسلحي المعارضة صباح الأحد على أحياء القصاع وباب توما والتجارة في وسط دمشق، مما تسبب في مقتل شخص وإصابة آخرين بجروح.
مقتل جنود
وقال مجلس قيادة الثورة في دمشق إن اشتباكات بالأسلحة الثقيلة دارت بين الجيش الحر وقوات نظام الرئيس بشار الأسد من جهة منطقة الزبلطاني على أطراف حي جوبر.
كما قال ناشطون إن الجيش الحر فجّر أبنية داخل إدارة المركبات في حرستا بريف دمشق.
وأوضح الناشطون أن المباني الرئيسية انهارت بالكامل بعد تفخيخها وتفجيرها من الأسفل من قبل عناصر في لواء درع العاصمة أحد فصائل المعارضة المسلحة، مما أسفر حسب الناشطين عن مقتل أكثر من 30 عسكريا قيل إن أحدهم برتبة لواء يدعى أحمد نادر. ويقول الناشطون إن إدارة المركبات تعد من أهم المواقع العسكرية للجيش النظامي في دمشق وريفها.
وفي وقت سابق أفاد المرصد السوري بسيطرة القوات النظامية مدعومة بضباط من حزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني ومقاتلين من لواء أبي الفضل العباس، على كل الطريق الواصل بين مطار حلب الدولي ومعامل الدفاع قرب السفيرة (شرق حلب)، باستثناء منطقة صغيرة معروفة بمعامل البطاريات والكابلات تسيطر عليها ما تسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام.
وتصدى مسلحو المعارضة لمحاولة قوات النظام التقدم في حي الإذاعة بمدينة حلب، واستخدمت قوات النظام الدبابات والمدافع في محاولتها، بينما استخدمت المعارضة قذائف الهاون وصواريخ محلية الصنع.
الجزيرة نت