فرقت قوات الجيش والأمن المصري بعيد منتصف الليلة الماضية المحتجين في ميدان التحرير وسط القاهرة، مستخدمة الغازات المدمعة، وطوقت الميدان بالدبابات والسيارات المدرعة بعد إخلائه. وأفادت مصادر طبية بمقتل شخص بطلقات خرطوش في الرأس في اشتباكات بمحيط ميدان التحرير أمس.
وشهد ميدان التحرير أمس مواجهات بين نشطاء يحيون ذكرى مرور عامين على مقتل عشرات من الثوار في أحداث شارع محمد محمود وآخرين مؤيدين لوزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي.
وتعقيبا على تدخل قوات الأمن في ميدان التحرير قالت وزارة الداخلية المصرية في بيان لها إن المحتجين حاولوا اقتحام مبنى الجامعة العربية، وقاموا بتحطيم زجاج عدد من نوافذ واجهة المبنى، مما دفع قوات الأمن التعامل معهم.
وكانت اشتباكات اندلعت بين المتظاهرين وقوات الأمن التي تقدمت إلى كوبري قصر النيل من ناحية الميدان. وأسفرت الاشتباكات عن تراجع المتظاهرين المتواجدين قرب مبنى جامعة الدول العربية مع انتشار الغاز المدمع.
كما توافدت سيارات الإسعاف إلى نطاق الاشتباكات بين الجانبين لنقل المصابين.
وشهد ميدان التحرير مواجهات بين نشطاء يحيون ذكرى مرور عامين على مقتل عشرات من الثوار في أحداث شارع محمد محمود، وآخرين مؤيدين لوزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي، وفي حين خرجت مظاهرات مناهضة للانقلاب العسكري في عدة محافظات، دعت السفارة الأميركية رعاياها لتجنب أماكن التظاهر.
وقد اندلعت المواجهات حينما حاول أنصار السيسي دخول ميدان التحرير وسط القاهرة، وهو ما رفضه الثوار الذين قاموا بطردهم.
ومنع متظاهرين مجموعة من أنصار حملة "كمل جميلك" التي تنادي بتنصيب السيسي رئيسا، وكذلك مجموعة من أنصار الإعلامي توفيق عكاشة من الدخول إلى شارع محمد محمود.
كما وقعت مناوشات بين المتظاهرين قرب المتحف المصري وفي ميدان عبد المنعم رياض قرب ميدان التحرير، قبل أن تقوم قوات الشرطة بإطلاق الغاز المدمع باتجاه الثوار.
وقد رفع الثوار أعلام مصر على النصب التذكاري الذي هدمه نشطاء مساء أول أمس بعد ساعات من وضع رئيس الوزراء المؤقت حازم الببلاوي حجر أساسه.
وانطلقت المظاهرات التي شارك فيها الآلاف ظهر أمس بميدان التحرير وشارع محمد محمود بالقاهرة إحياء لذكرى الذين سقطوا باشتباكات قبل عامين شهدها الشارع المتاخم لوزارة الداخلية، بين قوات الأمن ومتظاهرين كانوا يطالبون آنذاك بإسقاط حكم العسكر وتطهير جهاز الشرطة.
وقد تقدمت الداخلية الأحد بالعزاء لضحايا أحداث محمد محمود، الذين يتهم النشطاء جهاز الشرطة بقتلهم. وقد أغلقت عناصر الأمن الشوارع المؤدية إلى مبنى الوزارة خاصة من اتجاه شارع محمد محمود بالأسلاك الشائكة، ونشرت آليات مدرعة حول المبنى.
رفض الانقلاب
وفي ميدان العباسية، تظاهر الآلاف من مناهضي الانقلاب العسكري استجابة لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية لإحياء ذكرى أحداث محمد محمود بعيدا عن ميدان التحرير الذي تتظاهر فيه قوى ترفض مشاركة التيار الإسلامي بأنشطتها.
وقد ردد أنصار الشرعية بميدان العباسية هتافات تنادي بإسقاط ما وصفوه بحكم العسكر، كما رفعوا لافتات تحمل شعار رابعة وصور ضحايا بعض الأحداث التي شهدتها القاهرة إبان حكم المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
كما تظاهر مئات الطلاب في محيط وزارة الدفاع بالقاهرة قادمين من جامعتي الأزهر وعين شمس، وردد الطلاب في محيط الوزارة هتافات تندد بالانقلاب العسكري.
وقد استجاب رافضو الانقلاب في مختلف محافظات مصر لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية للتظاهر في يوم ذكرى محمد محمود تحت شعار "مليونية المطلب الواحد".
وقد نظمت كل من حركة السادس من أبريل وحركة كفاية والاشتراكيين الثوريين بالإسكندرية مسيرة احتجاجية بكورنيش المدينة بمنطقة كليوباترا وكوبري ستانلى.
وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للحكم العسكرى وضد وزارة الداخلية، كما رفعوا لافتات مناهضة للإخوان وضد عودة مرسى للحكم مرة أخرى.
وفي أسيوط بصعيد مصر، اقتحمت قوات الأمن جامعة الأزهر وأطلقت الغاز المدمع والرصاص الحي والخرطوش على مظاهرة منددة بالانقلاب العسكري نظمها طلاب بالجامعة.
وأفاد شهود من حركة "طلاب ضد الانقلاب" بوقوع أكثر من عشرين مصابا بطلقات الخرطوش، فضلا عن عشرات المصابين بالاختناق جراء استخدام قنابل الغاز. وأضاف ناشطون أن قوات الأمن تعقبت المتظاهرين داخل أسوار الجامعة عقب انتهاء التظاهرة وألقت القبض على ثلاثة منهم وسحلتهم أمام بوابة الجامعة.
كما تظاهر طلاب جامعة الزقازيق بمحافظة الشرقية رفضا للانقلاب العسكري وتأييدا لشرعية الرئيس المعزول. وقد جابت المظاهرات حرم الجامعة، وشهدت مشاركة واسعة من الطالبات. وردد المتظاهرون هتافات تنادي بالإفراج عن الطلاب المعتقلين، وإسقاط ما وصفوه بحكم العسكر، كما طالبوا بالعودة إلى الشرعية والمسار الديمقراطي.
وتظاهر أمس أيضا مئات الطلاب ضد الانقلاب العسكري في جامعات بعدد من المحافظات بينها المنيا والدقهلية والمنوفية ودمياط.