بعد سحب قرعة مونديال البرازيل الجمعة الماضي, أطلق العنان للتوقعات والحسابات باحتمالات التأهل والخروج من الدور الأول، فهناك منتخبات حُجز لها مكان منذ البداية بمنطق التاريخ الكروي وباعها الكبير وتعودها على عبور حاجز دور المجموعات دون عناء في هذا المحفل الدولي الكبير, وهناك العكس.
منطق التاريخ والمشاركات والإنجازات في المونديال ربما لن يخدم منتخبات أخرى تبدو أقل حجما كرويا وتاريخيا أيضا "أي من حيث عدد المشاركات في كأس العالم"، فوجودها في مجموعات حديدية وأخرى نارية ربما يضيّق عليها دائرة احتمالات العبور وملامسة جدار الدور الأوّل.
وسنتناول في الحلقة الثانية والأخيرة, سردا سريعا لتوقعات التأهل للدور الثاني في المجموعات الأربعة الأخيرة.
المجموعة الخامسة: سويسرا - الإكوادور - فرنسا – هندوراس.
الأقرب للتأهل الى الدور الثاني: فرنسا والإكوادور.
على الورق يبدو المنتخب الفرنسي الأبرز لتزعم المجموعة بسهولة, حال استطاع تجنب نهضة منتخب الإكوادور المرشّح لخطف إحدى بطاقتي التأهل بالتوازي مع منتخب سويسرا.
أما هندوراس فهو المنتخب الذي لا يتوقع منه تحقيق أية مفاجأة تذكر, في ثالث مشاركة له بكأس العالم.
المجموعة السادسة: الأرجنتين - البوسنة والهرسك - إيران – نيجيريا.
الأقرب للتأهل إلى الدور الثاني: الأرجنتين والبوسنة.
لا يمكن لهامش التوقعات والاحتمالات في هذه المجموعة أن يحيد عن منح منتخب "التانغو" بطاقة التأهل الأولى, خاصة مع وجود النجم الأول في العالم ليونيل ميسي ومن ثم غونزالو هيغواين وإيزكوييل لافيتزي وآنخيل دي ماريا.
البطاقة الثانية ستكون منحصرة بين منتخبي نيجيريا الذي سيواجه مجددا منتخب الأرجنتين بعد أعوام 1994, و2002, و2006، والبوسنة ذلك الفريق الذي يتوقع له الكثيرون أن يفعل شيئا في أول مشاركة له بكأس العالم.
المجموعة السابعة: ألمانيا - البرتغال - غانا – الولايات المتحدة.
الأقرب للتأهل الى الدور الثاني: ألمانيا والبرتغال.
هي مجموعة الموت "الثانية" بامتياز بعد نظيرتها الرابعة، ويعد منتخب "المانشافت" هو الأقوى والأكثر حظا للعبور.
في المقابل, باستطاعة المنتخب البرتغالي الحصول على المركز الثاني مع وجوب الحذر في مواجهته أمام نظيره الأمريكي، الذي تغلب عليه في مونديال كوريا واليابان عام 2002 (2-3).
الجميع يتساءل عن قدرة منتخب غانا على إعادة سيناريو مونديال جنوب إفريقيا ببلوغه ربع النهائي، والأمر لا يبدو مستحيلا في هذه النسخة البرازيلية، اذ سبق أن تألقت النجوم السوداء بمجموعة كانت فيها ألمانيا مثل عام 2010.
المجموعة الثامنة: بلجيكا - الجزائر - روسيا – كوريا الجنوبية.
الأقرب للتأهل إلى الدور الثاني: بلجيكا – روسيا.
ومن المتوقّع أن يتزعم منتخب بلجيكا، الذي يضم العديد من النجوم المتوهجة في صفوفه المجموعة, لكن ما يعيب منتخب "الشياطين الحمر" هو قلة الخبرة في مثل هذه المنافسات.
ويخشى زملاء هازارد مواجهتهم أمام "الدب الروسي" العائد الى الأجواء المونديالية بشهية أكبر بعد غيابه عن نسختي 2006 و2010.
وتعود آخر مواجهة رسمية بين الطرفين لمونديال 2002 حين فازت بلجيكا (3-2) وعبرت للدور الثاني.
في المقابل, سيدافع المنتخب الكوري الجنوبي عن حظوظه في هذه المجموعة, وكذلك الجزائر ممثل العرب الوحيد في هذا المونديال, الذي سيسعى إلى الوقوف كحجر عثرة أمام بقية المنتخبات على الرغم من وجود حقيقة يعلمها مشجعو منتخب "محاربي الصحراء" أن الهجوم الحالي لا يمكنه أن يؤرق "مضجع" المنافسين وهذا ما يجعل خطف إحدى بطاقتي التأهل أمرا صعبا, لكن الأمل يبقى قائما لاسيما في ظل الروح القتالية والعزيمة لـ"الخضر".