قائمة الموقع

المنخفض والإحتلال أغرقا "البركة" وسكانها!

2013-12-15T14:30:35+02:00
أثار المنخفض بالقطاع
غزة-محمد أبو حية

أغرقت مياه الأمطار عشرات البيوت الفلسطينية في منطقة البركة بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة, فجرى إجلاء سكانها ونقلهم لمراكز الإيواء التي فتحتها حماس والحكومة الفلسطينية.

قاطني أحد مراكز الإيواء في المدينة تحدث لـ"الرسالة نت" عن فصول ليلة من الرعب عاشها عندما حاصرتهم المياه وبدأ منسوبها يرتفع شيئا فشيئا.

وقال أحد المواطنين إن مياه الأمطار غمرت منزله عندما تطايرت ألواح الصفيح التي تستر سقف بيته خلال المنخفض الذي يضرب القطاع منذ أيام, فحاول أن يصلحه إلا أنه فشل حتى غرق المنزل بالكامل.

وأضاف: "بعد ساعات بدأت المياه تتسلل لمنزلنا من الشوارع المحيطة أيضا بعدما فتح الاحتلال الإسرائيلي سد مياه الأمطار على وادي السلقا شرق دير البلح, فاتصلنا بالدفاع المدني والبلدية فهرعوا لإنقاذنا".

وقاطعت سيدة مسنة الرجل وهو يتحدث لـ"الرسالة نت", موجهةً التحية لكتائب القسام التي قالت إنها كانت على رأس فرق الإنقاذ التي وصلت منطقة البركة لإجلاء سكان البيوت التي غمرتها مياه الأمطار.

وأوضحت السيدة أن الكتائب نقلتها وأبنائها بمركباتها الخاصة نحو مراكز الإيواء الأمر الذي أنهى معاناتهم سريعًا في البرد الشديد.

 

رئيس بلدية دير البلح سعيد نصار, قال لـ"الرسالة نت" إنه شكل لجنة طوارئ منذ بداية فصل الشتاء, لافتا إلى أن البلدية كانت مسيطرة تماما على تداعيات المنخفض الجوي في المدينة قبل أن يتعمد الاحتلال فتح السدود تجاه وادي السلقا.

وأضاف نصار أن فرق البلدية عملت على مدار الساعة لضمان سلامة السكان ونظفت مجاري تصريف مياه الأمطار إلا أن كثافة هطول الأمطار كانت فوق التوقعات.

وحمل الاحتلال المسؤولية عن غرق منطقة البركة خاصة بعد فتح سدود مياه الأمطار داخل الحدود صوب وادي السلقا.

ويأوي مركز عبدالله بن رواحة جنوب مدينة دير البلح 40 أسرة فلسطينية بواقع 200 فرد, كما يأوي مركز شهداء دير البلح نحو 300 فرد آخرين.

القيادي في حركة حماس بمدينة دير البلح ذياب الجرو قال لـ"الرسالة نت" منذ اللحظات الأولى للمنخفض جرى التواصل مباشرة مع البلدية والشرطة والدفاع المدني لإغاثة الناس.

وأضاف: "تمكنا من مساعدة المواطنين المتضررين خلال المنخفض وإجلائهم بالتعاون مع جميع طواقم الإغاثة وكان جنود كتائب القسام في المقدمة". 

واستدرك الجرو بالقول: "قبل المنخفض بأيام قمنا بحملة لمساعدة الفقراء من خلال كسوة بيوتهم بالنايلون استعدادا للمنخفض لكنه جاء فوق توقعات الجميع فأضر كثيرا بالبيوت" .

وأوضح أن مركز إيواء عبدالله بن رواحه فيه أكثر من 20 متطوعا من أبناء حماس يسهرون على خدمة النزلاء فيه.

وأشار الجرو إلى أن أبناء الحركة يقدمون الطعام للنزلاء والأغطية والملابس والحليب للأطفال وغيرها من متطلبات الحياة اليومية.

ولفت إلى أن المركز فيه إدارة تسهر على راحة الجميع حتى تنتهي هذه الأزمة ويعود الناس إلى بيوتهم آمنين.

وعاد رئيس بلدية دير البلح ليؤكد أن طواقم البلدية والدفاع المدني استطاعت تصريف مياه الأمطار التي انتشرت في شوارع المدينة نحو البحر عبر مضخات كبيرة, على الرغم من الحصار وشح الإمكانيات.

يذكر أن بلديات القطاع كافة تمر في أزمة خانقة بفعل شح الوقود اللازم لعمل معداتها منذ ما يزيد عن 5 أشهر.

وأثنى نصار على التعاون الكبير والمتميز بين طواقم الدفاع المدني وجنود كتائب القسام والمؤسسات الخيرية والوزارات لإنهاء معاناة المواطنين بأسرع وقت ممكن.

منسق تجمع المؤسسات الخيرية ووزير العمل السابق أحمد الكرد, قال لـ"الرسالة نت" إن التجمع سعى منذ بداية المنخفض لإغاثة المتضررين من خلال تقديم مساعدات مالية وعينية عاجلة.

وأوضح الكرد أن التجمع رصد 170 ألف دولار للمرحلة الأولى من الإغاثة في محافظات القطاع كافة بهدف تقديم الطعام والشراب والأغطية بالتعاون بين حماس والحكومة والقائمين على مراكز الإيواء.

وأشار إلى أن الإشراف على إغاثة المتضررين يجري من أعلى المستويات في الحكومة الفلسطينية وفي مقدمتهم رئيس الوزراء إسماعيل هنية الذي تجول على جميع مراكز الإيواء.

وعن المرحلة الثانية من إغاثة المتضررين, أوضح الكرد أنها ستبدأ بعدما ينقشع المنخفض الجوي حتى تستطيع الطواقم المختصة تقييم الأضرار وإعادة تأهيل المنازل حتى تعود العائلات إلى بيوتها.

كتائب القسام بدورها سخرت كل إمكانياتها واستنفرت جنودها بالمحافظة الوسطى كافة لإنقاذ العائلات التي غمرت بيوتها المياه في منطقة البركة بدير البلح وغيرها من المناطق.

وقال أحد عناصر القسام لـ"الرسالة نت" : "عندما غرقت منطقة البركة في دير البلح استنفرتنا القيادة جميعا لخدمة المواطنين وإنقاذهم وشكلت خلية تعمل على مدار الساعة لمساعدة فرق الإنقاذ".

وأضاف : "استعملنا كل ما لدينا من مركبات ومعدات لمساعدة الدفاع المدني والبلديات في إنقاذ المواطنين".

وأكد أن الشعب الذي يحتضن مقاومته في الحروب لابد من المقاومة أن تحتضنه في الكوارث وتخفف معاناته مهما كلفها ذلك من ثمن.

اخبار ذات صلة