محاولات كثيرة خاضتها أياد خفية لتشويه صورة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في مدن الضفة المحتلة بعد الحسم العسكري الذي نفذته الحركة في قطاع غزة ضد المتعاونين مع الاحتلال، وبات التجريح والكذب والتشهير وسيلة إعلام السلطة والاحتلال في محاولة لتنفير المواطنين من الحركة وإبعادهم عنها.
ولكن في الذكرى السادسة والعشرين لانطلاقتها تعود الحركة في قلوب الفلسطينيين في الضفة أقوى وأكبر على عكس ما اشتهت سفن السلطة والاحتلال، فالقبضة الأمنية التي تعيشها الضفة على يد الطرفين جعلت المواطن يشتاق إلى سواعد متوضئة تعيد شيئا من الكرامة.
محاولات فاشلة
ولم تنجح أي من المحاولات في تشويه حماس بل زادت الالتفاف حولها وهو ما أكدته نتائج انتخابات مجالس طلبة الجامعات والحنق على سياسة فتح الاستسلامية.
ويقول النائب عن حماس في طولكرم فتحي القرعاوي لـ"الرسالة نت" إن الحركة في ذكرى انطلاقتها تعود للساحة بشكل قوي بعد سنوات من القمع الأمني والملاحقة والتضييق على يد سلطة فتح والاحتلال على حد سواء.
ويوضح بأن عودة المواطنين إلى المقاومة سواء الشعبية كالمواجهات أو المسلحة كعمليات قتل الجنود والمستوطنين خلال الفترة الماضية تؤكد بأن الشعب متعطش للمقاومة ويشتاق إلى ما يعيد كرامته وعزة نفسه.
ويضيف: "الأقوال التي يخترعها الاحتلال والسلطة حول انتهاء حركة حماس في الضفة غير صحيحة، فالحركة أثبتت وجودها في كل مواجهة مع الاحتلال في الضفة وكان أنصارها في مقدمة ذلك، بينما نرى أن شعبيتها تزداد في مقابل حملات القمع من السلطة والملاحقات والاعتقالات على يد الاحتلال".
ويرى القرعاوي بأنه لا يمكن اجتثاث حركة مثل حماس لعظيم ما قدم أبناؤها من تضحيات ولتجذر فكرها في عقول وقلوب الفلسطينيين خاصة في ذكرى انتفاضة الحجارة التي فجرت فيها حماس ثورة الشعب المظلوم.
موجودة رغم القمع
بدوره يرى المحلل السياسي خالد العمايرة بأن حركة حماس ما زالت موجودة اجتماعيا رغم القمع الذي تتعرض له من الاحتلال والسلطة.
ويقول لـ"الرسالة نت": "جهاديا وعسكريا لا شك أن الحركة وكل حركات المقاومة تراجعت بسبب القمع المكون من طبقتي الاحتلال والسلطة اللتين لم تدعا مجالا لأحد بالانتفاض والمقاومة، أما اجتماعيا وشعبيا فالحركة ما زالت موجودة وما زال الشعب يكن لها الاحترام والتقدير لما قدمته من إنجازات تخدم القضية".
ويشير العمايرة إلى أن شعبية حماس لن تظهر للكثيرين إلا من خلال انتخابات حرة نزيهة وهذا أمر صعب جدا في ظل وجود الاحتلال الذي يقوم باعتقال كل ممثلي الحركة والقائمين على حملاتها الانتخابية.
ويؤكد المحلل بأن حركة فتح حاولت خلال الانتفاضة الأولى تهميش دور حماس كونها كانت حركة جديدة على الساحة الفلسطينية ولكنها لم تنجح وأصبح دور حماس في أوائل التسعينيات وفي انتفاضة الأقصى أكبر وأقوى من خلال العمليات الاستشهادية التي أوجدت معادلة ردع مع الاحتلال وقوته الوحشية وتجبره.
حتى التحرير
أما أهالي الضفة فينظرون إلى الانطلاقة السادسة والعشرين بمثابة تجديد البيعة للحركة والمقاومة التي ما زالت تحفظ كرامة الفلسطيني أينما وجد في مقابل فشل النهج التفاوضي الاستسلامي.
ويقول المواطن خليل جاد الله لـ"الرسالة نت" إن حركة حماس ما زالت في قلوب الفلسطينيين ويتنامى حبها مع كل قمع وتضييق وملاحقة من السلطة والاحتلال لأن هذا هو الدليل الأكبر على أنها تسير في الطريق الصحيح وطريق الحق.
ويضيف: "حماس رغم أنها تعرضت للملاحقة إلا أنها عادت ونفذت عمليات مقاومة عسكرية مثل عملية الشهيد نشأت الكرمي في عام 2010 وهي الفترة التي كانت فيها ذروة القمع بحق الحركة ، كما نفذت عمليات أخرى في الخليل ونابلس وهذا يدلل على نهجها المقاوم المصمم على التواصل حتى التحرير".
بدورها تؤكد المواطنة سوسن الرجوب لـ"الرسالة نت" بأن أهالي الضفة باتوا يرون أن ردع الاحتلال هي السبيل الوحيد في التحرر وهو النهج الذي سارت عليه حماس منذ البداية في الوقت الذي كانت فيه فتح تحاول إقناع الفلسطينيين بمشاريع السلام الوهمية.
وتتابع: "نحن مع حماس حتى التحرير لأنها لقنت الاحتلال درسا ولأنها ستعود كما كانت رأس حربة المقاومة في الضفة رغم أنها لم تتوقف وزرعت في الشعب حب الدفاع عن النفس وهذا ما دفع مواطنين إلى القيام بعمليات فردية مؤخرا".