قائد الطوفان قائد الطوفان

مياه الوادي اختطفت التسعيني فرج الله

مياه الوادي بغزة (الأرشيف)
مياه الوادي بغزة (الأرشيف)

الرسالة نت- محمد بلّور

"يا الله حسن الخاتمة" تكرر زوجة المسن محمود سلامة فرج الله هذه العبارة كلما مرّ على خاطرها قصة وفاة زوجها غريقاً بمياه وادي السلقا أيام المنخفض الأخير الذي ضرب قطاع غزة.

توفي الحاج فرج الله وهو في 91 من عمره غريقاً في منزله بمنطقة البركة جنوب دير البلح عندما داهمت المياه حجرته وأغرقته مع كامل أثاث البيت وهو نائم.

المسن فرج الله هو الضحية الوحيدة التي قضت غرقاً في مياه المنخفض الأخير بمحافظة الوسطى وقد نقل إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح مع خمسين إصابة أخرى وصلت للمشفى على دفعات طوال 3 أيام .

مياه الوادي

لم تدرِ زوجة فرج الله تفاصيل ما يجري خارج المنزل فبيتها يبعد عن مجرى "وادي السلقا" أقل من 100 متر لكنها فوجئت بالمياه تغمر البيت من كافة الجهات دون سابق إنذار.

وتقول لـ"الرسالة نت":"دخلت على زوجي وكان نائم ورأيت المياه تغمره وهو لا يستطيع الوقوف لأنه مريض وصرت أصرخ حتى اتصل الجيران بالدفاع المدني وجاءوا بقارب وأخرجونا لكنه كان بحالة صعبة للغاية" .

نقل فرج الله إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وهو بحالة خطرة ولجأت زوجته وأمها التي كان تلازمها في البيت إلى منزل أحد الجيران هروباً من فيضان المياه .

وصل الخبر لأبناء الحاج فرج الله في مخيم النصيرات فهرعوا لمستشفى شهداء الأقصى بدير البلح فوجدوه في غرفة العناية المكثفة وقد انخفضت حرارته لأقل من 35 درجة مئوية.

الموت غرقاً

ويقول مصطفى فرج الله الحاج محمود إنه وصل المشفى عند التاسعة ليلاً فأخبره الأطباء أن والده غرق بالمياه وأنهم يحاولون إجراء تنفس اصطناعي له لكن وضعه حرج للغاية .

ويضيف:"حاولوا إنقاذه بطرق كثيرة لكن حالته كانت في غاية الصعوبة ثم نقلوه لغرفة العناية المركزة وعندها عرفنا أنه في مرحلة النزاع فجئنا لنودعه وبقي هكذا حتى الساعة الثانية عشر ونصف ثم توفي".

ويؤكد مصطفى أن والده كان رجل متدين يصوم يومي الاثنين والخميس ويحفظ القرآن الكريم وقد أمضى معظم حياته يعمل في مجال التدريس بدولة قطر حيث أنجب 5 أبناء وبنتين .

ويتابع:"لم تكن تسمع منه كلمة سيئة فهو دائم التسبيح وقد حج بيت الله 3 مرات وتوفي وهو يقول يا الله.. يا الله.. فقد كان يكررها حتى آخر رمق من حياته" .

وتوافق زوجة الحاج فرج الله كلام ابن زوجها بإيمائة من رأسها مؤكدةً أنها عاشت معه 13 سنة حيث تزوجها بعد وفاة زوجته الأولى لم تر فيها منه إلا كل الخير لأنه رجل يعرف الله –كما تقول .

ويأسف أحفاد الحاج فرج الله لما جرى مع جدهم حيث يقول أحد أحفاده إنه يتمنى أن يكون جده "شهيداً بالغرق" بعد هذا العمر الطويل وأن يكون ما جرى له حسن خاتمة في غزة التي تعاني الحصار المتواصل .

البث المباشر