قائمة الموقع

أطفال غزة..طفولة بطعم الحصار

2010-03-04T14:03:00+02:00

الرسالة نت - كمال عليان     

قبل أن ترتسم ملامح حياته المستقبلية، أو حتى تتفتح عيونه على ألوانها، وجد نفسه والآلاف من أقرانه مفروضا عليهم تحمل المسئولية مبكرا، فالملابس البالية والجسد النحيف أكبر دليل على زوال ملامح الطفولة خلف غبار العمل والتعب..

هكذا هم أطفال غزة، يقتل الاحتلال طفولتهم في المهد ويسلبهم كل معانيها وهم في بداية حياتهم، فامتلأت الشوارع بالباعة من الأطفال وازدحمت الورش بالأطفال يعملون منذ ساعات الصباح الأولى بأجور متدنية من أجل كسب لقمة العيش وتوفير بعض متطلبات الحياة التي أصبحت تثقل كاهلهم في ظل بطالة الأب وفي ظل حصار ظالم على قطاع غزة.

بسطة حلوى

الطفل خالد عبد الله (10 أعوام)، مثال حي على معاناة أطفال غزة الذين انخرطوا في سوق العمل في سن مبكرة من أجل لقمة العيش، فهو أكبر أشقائه، ووالده مريض وعاطل عن العمل منذ أن أغلقت (إسرائيل) معبر بيت حانون شمال غزة حيث كان يعمل في المنطقة الصناعية.

ولم يكن أمامه إلا أن يحمل مسئولية عائلته على حساب المدرسة التي كانت تشهد له بالتفوق الدراسي فيها، ويقرع باب العمل ليفتح بسطة حلوى صغيرة أمام عيادة وكالة الغوث في معسكر جباليا، علها تساعده في سد رمق عائلته الكبيرة، ومعالجة والده.

ويبدأ عمل خالد في الصباح الباكر حيث يفترش الأرض ببضاعته التي يحملها على عربة صغيرة صنعها بيده، ويجلس على كرسي صغير طيلة الوقت لبيع بضائعه ويعود في المساء.

وليس خالد هو الطفل الوحيد في غزة الذي يعيش هذه المعاناة.

الطفل علاء محمد (14عاما) الذي كان يتجول في منطقة الجندي المجهول لبيع الشاي والقهوة، اضطر للعمل في هذه المهنة وترك بدوره المدرسة نظرا للظروف الصعبة التي تمر بها عائلته.

ويقول علاء والعرق يتصبب من جبينه :" بعدما توقف والدي عن العمل لم يكن أمامي إلا ان اعمل في أي شيء من اجل عائلتي"، لافتا إلى أنه يحب المدرسة والعلم ولكن "للضرورة أحكام" حسب تعبيره.

ويؤكد علاء وملامح الطفولة واضحة على وجهه أنه لم يسمح لإخوته الصغار العمل معه حفاظا عليهم ودعما لهم في إكمال تعليمهم، لأن "الشهادة سلاح للمستقبل"، حسب قوله.

أسير العمل

أما الطفل محمد عبد القادر (12عاما) الذي يبيع الكعك في شوارع مخيم جباليا، فلم يخف حلمه في أن يعيش حياة مستقرة لا يتهددها الخوف والفقر، موضحا انه بات أسيرا للعمل ولا يستطيع التخلي عنه.

وقال: "أريد أن أكون مثل غيري من الأطفال وأشتري العابا وكمبيوتر ولكني لا أستطيع ذلك بسبب ظروفي الصعبة".

ويقول محمد لـ"الرسالة" :" أتقاضى ما يقارب 10 شواكل يوميا أعطيها لوالدي، حتى يتمكن من توفير بعض مصاريف المنزل"، مشيرا إلى أنه يشعر بالتعب خلال عمله لاسيما وأنه يعمل منذ ساعات الصباح الأولى وحتى المساء، لكنه لا يفكر بترك العمل بسبب شعوره بالمسئولية تجاه أسرته .

الظروف الصعبة

ويحذر المختصون من تدهور أوضاع أطفال غزة إلى حد كبير إذا استمر الحصار المفروض المستمر منذ قرابة 4 سنوات على القطاع.

وفي هذا الصدد يقول سمير زقوت الباحث في مركز الميزان لحقوق الإنسان بغزة أن جميع حقوق الأطفال الغزيين منتهكة، ويفتقرون للعيش في بيئة نظيفة وآمنة"، مشيرا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي استهدف الأطفال عمدا وقتل نحو 355 طفلا خلال الحرب الأخيرة.

وبين زقوت في حديثه للرسالة نت  أن ظاهرة عمالة الأطفال زادت بشكل كبير في غزة، موضحا ان انتشار هذه الظاهرة كان بسبب الظروف الصعبة التي تعيشها العائلات الفلسطينية.

وأشار إلى أن الأخطر في ذلك أن هناك عددا من الأطفال دون سن 18 يتسربون من مدارسهم ويعملون في الأنفاق بضغط الفقر والحاجة وفي ظروف عمل سيئة للغاية بالكاد يتحملها الرجال.

 

اخبار ذات صلة