قائمة الموقع

الذكرى الخامسة لحرب " الفرقان "

2013-12-27T05:16:20+02:00
الذكرى الخامسة لحرب الفرقان
الرسالة نت- محمد أبو زايدة

قبل خمسة أعوام، في السابع والعشرين من كانون الأول لعام 2008، ومع دقات عقارب الساعة الحادية عشر ظهرًا، تكحلت السماء بالسواد، وتعالى صراخ أمٍ على أطفالها العائدين من مدارسهم، وحمم من نيران الاحتلال لم تفرق بين أخضر أو يابس، وجرحى في كل مكان، وشهداء اختفت معالمهم، ورجال يبحثون بين الأنقاض على مصابين لإسعافهم.

وفي الساعات الأولى، حلّقت أكثر من ثمانين طائرة في سماء غزة، قصفت مقرات لوزارة الداخلية، وأخرى تابعة للحكومة، ومواقع لكتائب القسام والفصائل الفلسطينية، لتوقع 200 شهيد، وأكثر من 700 جريح.

مدني.. عسكري، حجر.. شجر، طفل.. شيخ، لا فرق بينهم بنظر الاحتلال، لطالما هم فلسطينيين.

حرب الفرقان كما أسمتها المقاومة، أو (الرصاص المصبوب) على تسمية الاحتلال لها، هي الاثنان وعشرون يومًا، التي شهدتها غزة بكل مآسيها، وعاشت من جديد جرائم إبادة بحق الإنسانية.

الاحتلال أعلن على لسان رئيس وزرائه أنذاك، ايهود أولمرت، أن هدف الحرب على غزة، هو تحقيق أهداف سياسية وعسكرية، وأبرزها " تدمير البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية في القطاع المحاصر, وإنقاذ شاليط".

وجاءت حرب "الفرقان" بعد انتهاء تهدئة دامت ستة أشهر، كان قد تم التوصل إليها بين حركة حماس و"إسرائيل" برعاية مصرية في يونيو 2008، حيث خرقها الاحتلال 162 مرة، ورفض رفع الحصار الذي يفرضه على القطاع وبالتالي عدم قبول حماس بتمديد التهدئة.

استمرت "إسرائيل" بقصف قطاع غزة جوًا وبحرًا وبرًا لمدة سبعة أيام من العدوان، وفي اليوم الثامن، استدعى الاحتلال المزيد من قواته، وقرر التوغل نحو المجمعات السكنية.

خلال العدوان استخدمت "إسرائيل" أسلحة محرمة دوليًا، منها قذائف فسفورية، وقذائف مغلفة باليورانيوم، وقذائف مسمارية، إضافة لصواريخ الطائرات الـ f16، والزنانة، والأباتشي، وحمم الزوارق البحرية بأنواعها، والدبابات الأرضية. وفق تقارير صحفية وخبراء أوروبيون.

                                                                     احصائيات

"الإبادة الجماعية"، كان العنوان الأبرز لـ(الرصاص المصبوب)، فقد استهدف الاحتلال منازل جماعية لعائلات فلسطينية، وقتل العشرات من ساكنيها دفعة واحدة، كما حدث مع عائلة الشهيد العالم نزار ريان، والقيادي الشهيد سعيد صيام، وعائلات السمونى، والداية، والدلو، والبطران، وغيرهم.

نكبة جديدة خلّفها الاحتلال "الإسرائيلي" بعدوانه على القطاع، راح ضحيتها 1430 شهيدًا، من بينهم (926 مدنياً و412 طفلاً و111 امرأة)  و5450 جريح، و9000 مشرّد من بيته، و 224 مسجدًا مدمّرًا، و23 مرفقًا صحيًا، و 181 مدرسة تابعة لوزارة التعليم العالي، و26 مدرسة للوكالة، و67 روضة أطفال، و4 جامعات وكليات، و42 من مؤسسات الخدمة الاجتماعية، وسبب الإستهداف واحد " المسمّى فلسطيني".

ولم تسلم مقابر الموتى من صواريخ الاحتلال، فقصفت "إسرائيل" 5 مقابر، أدت إلى نبش القبور وتناثر الجثث والأشلاء خارجها.

كما أقدم الاحتلال وفق المؤسسات الحقوقية، على تدمير 236 منشأة صناعية، 178 منها دمرت بشكل كلي ( 75%)، و58 منشأة أخرى أصيبت بأضرار جزئية (25%)، وتعمل هذه المنشآت في مختلف الأنشطة الصناعية.

                                                                        رد المقاومة

المقاومة الفلسطينية بدورها، ردّت على الاحتلال، فاستهدفت قواعد عسكرية، ومواقع ومستوطنات "إسرائيلية" بواسطة صواريخ مختلفة المدى، وصرحت القسام بعد انتهاء الحرب بإطلاق 980 صاروخًا وقذيفة تجاه المدن والمغتصبات "الإسرائيلية".

كتائب القسام أكدت - بعد معركة "الفرقان"-، بإحصائية لها أنها قتلت خلال المواجهات المباشرة مع الاحتلال 48 جنديًا، وجرحت ما يزيد عن 411 آخرين، ونفذت أكثر من 53 عملية قنص للجنود "الإسرائيليين"، إضافة إلى الخسائر النفسية والاقتصادية الكبيرة والتى بلغت 2.5 مليار دولار.

                                                                  الموقف المصري

يذكر أن هذه المجزرة جاءت بعد زيارة تسيبي ليفني وزيرة الخارجية "الإسرائيلية" أنذاك، لمصر، قبل العدوان بأقل من 48 ساعة، معلنة من القاهرة أن "إسرائيل لن تسمح بعد الآن باستمرار سيطرة حماس على غزة وستغير الوضع".

ووجهت العديد من الاتهامات إلى المسؤولين المصريين ونظام مبارك بالتواطؤ مع "إسرائيل" في التخطيط للعملية.

وزير خارجية مصر عام 2009 أبو الغيط، ألقى اللوم على حركة حماس، وحمّلها المسؤولية في مجزرة الاحتلال للقطاع، وقال في تصريحات له " فليتحمل اللوم هؤلاء الذين لم يولوا هذا التنبيه أهمية " قاصداً حماس.

الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، أعلن بتاريخ 31 ديسمبر 2008 بأنه لن يفتح معبر رفح دون حضور السلطة الفلسطينية ومراقبين أوروبيين، وحمل حركة حماس المسؤولية عن الهجوم "الإسرائيلي".

وفي حادثة غير مسبوقة فتحت قوات الجيش المصري النار على الفلسطينين عند محاولتهم إجتياز الحدود المصرية يوم الأحد 28 ديسمبر للبحث عن مكان آمن، وأصيب عشرة فلسطينين وتم نقلهم لتلقي العلاج داخل غزة .

وبعد 22 يوما من بدء المعركة، في 18 يناير 2009 انسحبت "إسرائيل" من قطاع غزة وأوقفت عملياتها بشكل أحادي الجانب، فيما أعلن الفلسطينيون أنهم انتصروا في معركة الصمود، دون أن يمكنوا الاحتلال من تحقيق أهدافه.

يشار إلى لجنة تقصي حقائق أممية زارت قطاع غزة بعد انتهاء الحرب وتوصلت بقيادة المحقق الجنوب أفريقي ريتشارد غولدستون إلى أن (إسرائيل) ارتكبت جرائم حرب ضد المدنيين في غزة، فيما رفضت الأخيرة التعامل مع اللجنة أو إدخالها الأراضي المحتلة.

اخبار ذات صلة