الرسالة نت -محمد أبو قمر
للاستماع إلى مقتطفات صوتية من معاناة العائلة... اضغط هنا
في مساحة لا تتجاوز العشرين مترا قسمت لغرفة وما يطلق عليه مطبخ وحمام يقطن أحد عشر شخصا... معادلة صعبة كان من العصي تحليل نتائجها، إلا أنها واقع تعيشه عائلة "أبو سلمان"، حيث فضل رب الأسرة ذكر كنيته دون عائلته.
وكان أبو سلمان يعمل في الأجهزة الأمنية لكنه اضطر لترك عمله لمعاناته من مرض في الأعصاب.
وكأنها عودة الى العصور القديمة، فالمطبخ مغطى بألواح قرميد قديم التي كانت سائدة قبل سبعينات القرن الماضي، فيما غابت عنه أدنى الاحتياجات الأساسية. ويخلو المطبخ من فرن غاز أو ثلاجة ، فيما ركنت الأم بعض الأواني القديمة على إحدى الرفوف البالية.
ولاحظت "الرسالة نت " غياب أي من الأطعمة والمواد الغذائية من المنزل الضيق وتقول الأم" والله ولادي كثير بيطلعوا على المدرسة من دون فطور ، ولمن يعيطوا أنا بتعذب، حياتنا صعبة"، مشيرة الى أن معظم طعامهم يعتمد على البقوليات التي توفرها وكالة الغوث.
في الغرفة الصغيرة التي غلبت عليها التشققات وازدحمت فيها ملابس أفراد العائلة والأغطية، تقول الأم " احنا العشرة ننام في هذه الغرفة، بنحاول نوزع بعضنا".
وتقسم الأم بأن منزلها يفتقر للفرشات مما يضطرها لاستخدام الغطاء كفرشة أيضا لينام عليها أبناؤها.وتغطي العائلة النوافذ بقطع من الكرتون لتقيها برد الشتاء ، فيما لم يسلم الصغار من مياه الأمطار التي تتسرب إليهم من سقف المنزل.وتعتاش الأسرة على ما تقدمه وكالة الغوث، ووزارة الشئون الاجتماعية من معونات.
ويضيف رب الأسرة " نسمع بوعود من الجمعيات والوكالة والحكومة لتحسين أوضاعنا، لكن كل ذلك بمثابة ابر مخدرة". ولا تتلقى الأسرة أية مساعدات من جمعيات أخرى، فيما يعاني اثنان من أطفالها الصغار من أمراض وأحدهما يحتاج لعملية جراحية في عينه ، وآخر يعاني من ثقل السمع.
ويقول الوالد " أحيانا بعطي أولادي مصروف وكثير ما بيكون معي"، موضحا أن أبناءه عندما يحاولون الدراسة تتحول الغرفة لروضة كما يقول، مما يقلل من فرصة استيعابهم الدراسي.
ويضيف "سعينا منذ فترة طويلة للحصول على شقة في أبراج الشيخ زايد من خلال الشئون الاجتماعية، لكن لم نحصل على شيء".
وما أن همت "الرسالة نت " بمغادرة المكان حتى رأت قطة فوق دولاب الملابس داخل الغرفة حينها قال الوالد " بس تسعنا الغرفة بعدين بتيجي".
وتبقى آلام العائلة الغائرة بحاجة لمن يضمدها ويحقق أحلام الأطفال البسيطة بحياة أفضل.
ملاحظة : "الرسالة نت" تحتفظ باسم العائلة، ومستعدة لتقديمها لمن يهمه الأمر، كما تنشر عبر موقعها الالكتروني"الرسالة.نت" مقتطفات صوتية من معاناة العائلة".
وتتقدم صحيفة الرسالة بالشكر لمن ساهم في مد يد العون والمساعدة للأسر المحتاجة التي تسلط الضوء عليها من خلال زاوية ألم وأمل.