67 % من النساء يتهمونها بـ "خاطفة رجال" و81 % من الرجال يبرئونها
غزة / ديانا طبيل
على الرغم من أن الشرع حسم الأمر وأحله بضوابط, إلا أن صفة "الزوجة الثانية" تترك انطباعاً سلبياً، لدى كثير من الناس، البعض يتهمها بـ "خاطفة الرجال"، وآخرون يعتبرونها مدمرة لحياة امرأة وأسرة بكاملها، وهناك من ينعتها بصفات الخبث والطمع وعدم الضمير، فهل "الضرة"، إنسانة ظالمة وشريرة بسبب اقتحامها حياة امرأة أُخرى لتشاركها زوجها؟ أم انها مظلومة حاصرتها الظروف، ودفعتها إلى القبول بـ"نصف زوج"، و نظرة مجتمع لا ترحم ؟.
القسمة والنصيب
لم يخطر في بال نهى " 28 عاماً أنها ستكون زوجة ثانية ذات يوم، إلى أن الحرب الأخيرة على غزة أفقدتها زوجها الأول بعد سبعة شهور من زواجها، شاءت بعدها الأقدار بالزواج من رجل متزوج لتحمل لقب الزوجة الثانية الذي استبعدته من مخيلتها طويلاً إلى أن "القسمة والنصيب "هما السبب .
تقول نهى مبررة أسباب قبولها بالزواج برجل متزوج، المجتمع الغزي لا يرحم المرأة إذا كانت عازبة أو مطلقة أو أرملة وبالعادة يرون الزواج أفضل الأوضاع لها، لذا قبلت بالزواج من رجل متزوج عندما تأكدت من جديته .
وتضيف : أنا لم أخطف زوجي، ففكرة الزواج الثاني كانت مطروحة في حياته، سواء كنت أنا أم لا.
وتعترف بأن أهم المنغصات والمشكلات التي ظهرت بعد زواجها أن الزوجة الأولى وبمشاركة أبنائها وبعض أقربائها سخروا كل إمكاناتهم للتهجم عليها وتلطيخ سمعتها، لافتة إلى أنها لا تهتم بنظرة المجتمع إليها، "طالما ان هذا ليس عيباً أو حراماً، خصوصاً أنه حصل وفق الشرع والقانون ".
بينما تقول تغريد "33عاماً إن زواجها برجل متزوج لم يكن أكثر من "قسمة ونصيب". وتضيف: لم أخطط للأمر، ولم تخطر هذه الفكرة في بالي يوماً، وكل ما في الأمر أنه تقدم لخطبتي، فاقتنعت بشخصيته وقبلت.
أما أكثر ما شجعها على قبول الارتباط برجل متزوج فهو أن بيئتها العائلية أكثر قبولاً لفكرة الزوجة الثانية مقارنة بغيرها من العائلات.
وتستنكر تغريد النظرة الظالمة التي تواجهها الزوجة الثانية من الناس فهم لا يبالون بالظروف التي قد تضطر المرأة إلى الزواج برجل متزوج، بقدر ما يهتمون بمهاجمتها وتشويه سمعتها لكنها.
ليست مذنبة
وفي ذات السياق تقول سعاد البحيصى "25عاما": لو كان الرجل يعيش سعادة حقيقية مع زوجته الأولى، لما كانت هناك مساحة لأي امرأة أُخرى في حياته ، مضيفة: هناك أرامل ومطلقات وعوانس، تقل فرصهن في الزواج برجال عازبين، وعندها يكون الرجل المتزوج هو الحل، فمن العيب محاسبتهن على رغبتهن في الاستقرار، وحماية أنفسهن.
فقد أظهر استطلاع رأي أن معظم الرجال يميلون إلى تبييض صفحات الزوجة الثانية، في حين تظهر النسب اتجاهاً واضحاً لدى النساء إلى كيل الاتهامات إليها وتشويه صورتها ، وفي حين أن مسمى الزوجة ثانية يولد أفكاراً إيجابية في ذهن 76 % من الرجال، بينما 69 % من النساء ينظرن إلى الموضوع بكثير من السلبية، و تتهم 67 % من النساء الزوجة الثانية بأنها "خاطفة رجال"، لكن 81 % من الرجال يبرئونها من هذه التهمة ، كذلك، فإن 33 % من الرجال يؤيدون النظرة السائدة عن الزوجة الثانية، المتهمة بأنها تبني سعادتها على حساب الآخرين، مقابل 61 % من النساء يعتبرن أنها تتسم بالأنانية .
وضع ضار
من جهتها ترى الأخصائية النفسية الاجتماعية إيناس الخطيب : إن النظرة النفسية والاجتماعية إلى الزوجة الثانية، تتلخص في إطلاق مسمى "ضرة " وهو مفهوم ثقافي اجتماعي له تداعياته النفسية، ويتضمن حكماً مسبقاً على الزوجة الثانية مفاده أنها في وضع ضار بالزوجة الأولى.
وتشير إلى أن قبول المرأة بكونها زوجة ثانية، تنسجه عمليات نفسية واجتماعية عدة، يتحكم فيها الوضع الثقافي والنفسي للمرأة، وتتخذ هذا الخيار بناء على تأثيرات القيم والبيئة المحيطة،
و تضيف الخطيب: قضية الزوجة الثانية موضع نقد كبير في أوساط النساء، ويجعلها في وضع مهتز، ينشأ عنه صراع نفسي جزئي ناتج عن خوف الزوجة من فقدان علاقتها الاجتماعية ، إضافة إلى أن المجتمع يسهم بشكل كبير في تعميق فكرة الظلم ضد الأولى، بدءاً بالأقارب وانتهاءً بالزوجة نفسها .
وتتابع: المجتمع العربي درج على تقبل تعدد الزوجات لاعتبارات دينية وعرفية، مرجعة تغير النظرة الاجتماعية إلى العديد من المؤثرات التي أسهم فيها الإعلام وبعض المؤسسات والحركات النسوية، خصوصاً أنهم ينقلون وجهة نظر الغرب الذي يرفض تعدد الزوجات.