في حملة تحريض ممنهجة يعكف عليها منذ أشهر، زعم مركز أبحاث يديره دوري غولد، كبير مستشاري رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو أن وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي بعزله الرئيس محمد مرسي قد خلص العالم من خطر يماثل خطر النازية بقيادة هتلر.
وفي ورقة حديثة صدرت عن "مركز يروشليم لدراسة المجتمع والدولة "، ونشرها موقع المركز، زعم معد الورقة السفير (الإسرائيلي) الأسبق في القاهرة تسفي مزال أن قادة الجيش الألماني لو قاموا في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي بما قام به السيسي وأطاحوا بهتلر لما قتل 50 مليون شخص في الحرب العالمية الثانية.
ودعا مزال في ورقته التي نشرت بالعبرية على موقع المركز ونشرت صحيفة "جيروسلم بوست" ملخصاً لها باللغة الإنجليزية، الغرب إلى تقديم الدعم بدون تحفظ لسلطة الانقلابيين في مصر على اعتبار أنها السلطة الوحيدة التي "تشن حرباً لا هوادة فيها على التطرف الإسلامي".
وحذر من أن عدم تأييد الانقلاب في مصر بصورة واضحة سيشجع الإخوان على مواصلة نضالهم لزعزعة الاستقرار من أجل العودة للحكم، مضيفا: "هناك أمور سيئة تحدث في الغرب، تجعله يتساهل مع المتطرفين ويتخلى عن أصدقائه ".
التحريض ضد الإخوان
واستهجن عدم تأييد الغرب لعزل مرسي بحجة أنه رئيس "منتخب"، قائلاً أن هتلر كان "منتخباً". ومن أجل تعزيز مخاوف الغرب، زعم مزال أن الإخوان يخططون للسيطرة على الغرب وإسقاط دوله من الداخل، زاعماً أن مخططات "الإخوان المسلمين" تقوم على التسلل الممنهج والهادئ إلى جميع أذرع الحكم في الدول الغربية عبر استغلال قيم الديموقراطية وحرية التعبير".
وحرض السفير الأسبق مزال الغرب على المنظمات الإسلامية العاملة في الغرب، زاعماً أنها تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، مشيراً إلى أنها أسست مساجد ومراكز ثقافية من أجل نشر دعوة الإخوان المسلمين.
وزعم أن القيادة العالمية لجماعة الإخوان المسلمين والتي يقطن قادتها في بريطانيا وتركيا وسويسرا وقطر تقوم بعمليات التنسيق الداعمة لعمل هذه المؤسسات. وادعى أن جماعة الإخوان المسلمين استغلت تعاظم عدد المسلمين والعرب المهاجرين لاوروبا والولايات المتحدة وأقامت مؤسسات تمثلهم، زاعماً أن عدد هذه المؤسسات يعد بالآلاف، وتضم مؤسسات نسائية، ونقابات مهنية وثقافية وأخرى.
وحسب مزال، فإن جميع المؤسسات الإسلامية الكبرى في أوروبا والولايات المتحدة تقع تحت سيطرة جماعة الإخوان المسلمين.
وأضاف أنه منذ أن انطلقت جماعة الإخوان المسلمين عام 1982 هدفت للوصول إلى تطبيق الشريعة الإسلامية، أولاً في مصر، ثم إقامة دولة الخلافة الإسلامية، يقودها خليفة، زاعما أن الإخوان المسلمين حققوا طموحهم بعد خلع الرئيس مبارك، إثر فوزهم في الانتخابات التشريعية والرئاسية.
منظمة إرهابية
وأشار إلى أن إسقاط مرسي وضع حداً لخطة "الإخوان" في أعقاب اعتقال الرئيس والزج بقادة الإخوان في السجون، وإعلان الجماعة منظمة إرهابية. وهاجم بشدة الدول الغربية وإعلامها الذي يصر على النظر لما حدث في مصر على أنه انقلاب غير شرعي، منتقداً بشكل خاص وصف الكثير من النخب الغربية لجماعة "الإخوان المسلمين" بأنها جماعة "معتدلة أو برغماتية"، وأنها تسلك نهجاً غير عنفي.
واعتبر مزال أن سلوك ومبادئ جماعة الإخوان المسلمين يتناقض تماماً مع وصف الاعتدال، الذي تسمه بها النخب الغربية.
وبشكل مضلل، واعتماداً على عدم معرفة القراء بالحقائق، زعم التقرير الذي أعده مزال أن جماعة الإخوان المسلمين هي المسؤولة عن المنظمات الإسلامية " المتشددة "، مثل " الجماعة الإسلامية والجهاد الإسلامي، وهي منظمات استهدفت الحكم المصري.
وواصل مزال التضليل عبر الزعم بأن جماعة الإخوان المسلمين هي المسؤولة عن ولادة "السلفية الجهادية"، لمجرد أنها اعتمدت على بعض كتابات المفكر الإسلامي الكبير سيد قطب.
واستناداً إلى ما تقدم زعم مزال أن جماعة الإخوان المسلمين مسؤولة أيضاً عن العمليات التي تنفذها جماعات "السلفية الجهادية" في سيناء والعراق ودول شمال أفريقيا وآسيا والدول الأوروبية.
وعلى الرغم من الخلافات الكبيرة بين جماعة الإخوان والسلفية الجهادية التي وصلت إلى حد المواجهة المسلحة كما حدث في غزة، إلا أنه يدعي أن جماعة الإخوان المسلمين مسؤولة عن عمليات القتل التي تستهدف المسلمين وغير المسلمين والتي تنفذها جماعات السلفية الجهادية، على حد زعمه.
وناقض السفير نفسه بشكل واضح، عندما قال إنه في الوقت الذي تسعى فيه جماعات السلفية الجهادية للوصول للحكم عبر العنف، فإن الإخوان المسلمين يسعون للوصول إليه عبر الوسائل الديموقراطية.
وأوضح أن تحولاً حدث على توجهات السعودية ودول الخليج من جماعة الإخوان المسلمين في أعقاب تفجيرات 11 سبتمبر، مشيراً إلى أن أنظمة هذه الدول تتعقب قادة ونشطاء هذه الحركة.
وهاجم مزال بشدة دولة قطر، قائلاً: " قطر لم تسمح فقط بوجود جماعة الإخوان المسلمين، بل هي قد وضعت تحت تصرفهم قناة الجزيرة لكي يكون لهم منبراً إعلامياً ".
وحمل مزال قناة الجزيرة المسؤولية عن لعب دور مركزي ومهم في تفجير ثورات الربيع العربي من خلال "تحريضها المنهجي على أنظمة الحكم".