كلف الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي رسميا أمس الجمعة مهدي جمعة بتشكيل الحكومة التونسية الجديدة بعد يوم من تقديم علي العريض استقالة حكومته بمقتضى خريطة طريق الحوار الوطني، بينما أسفرت أعمال العنف في ولاية القصرين عن مقتل شخص وإصابة آخرين.
وقال رئيس الحكومة المكلف مهدي جمعة عقب لقاء مع المرزوقي إن تكليفه جاء وفق القانون المؤقت لتنظيم السلطات العمومية وخريطة الطريق للرباعي الراعي للحوار.
وأكد جمعة أنه "ليس صاحب معجزات"، وأعرب عن أمله في أن يكون للحكومة المقبلة فريق قادر على رفع تحديات المرحلة وإعادة الثقة، مضيفا أنه شرع في إجراء اتصالات مع المرشحين لعضوية حكومته التي من المرجح أن تكون تشكيلتها جاهزة قبل أسبوعين، وهي المدة الممنوحة قانونا.
و قدم جمعة المواصفات التي سيستند إليها في اختيار فريقه الحكومي، وهي الاستقلالية والكفاءة والحياد، إضافة إلى شرط أن يكون الوزراء منسجمين فيما بينهم.
وشدد رئيس الحكومة المكلف على أنه الوحيد المعني باختيار وزرائه، في إشارة إلى أن الأحزاب السياسية والأطراف الراعية للحوار الوطني لن تتدخل في التشكيلة الحكومية.
وكان الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي ذكر مساء الخميس أن الحكومة الجديدة ستتسلم مهامها بعد أسبوعين من تقديم علي العريض استقالته، وفق ما تنص عليه خريطة الطريق.
وستواصل الحكومة المستقيلة تسيير شؤون البلاد بكافة الصلاحيات إلى حين التصديق على الفريق الوزاري الجديد في المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان).
وقد قدّم العريض الخميس استقالته إلى رئيس الجمهورية، وقال إنها تأتي في إطار احترام حكومته للتعهدات التي قطعتها على نفسها أمام الرأي العام الوطني "وعلى ضوء نتائج الحوار الوطني ولدفع المسار الانتقالي في البلاد".
مدينة القصرين تشهد احتجاجات
قتيل بالقصرين
في هذه الأثناء قُتل شخص وأصيب آخر برصاص الجيش التونسي في منطقة "بوشبكة" بولاية القصرين على الحدود التونسية الجزائرية، بعد محاولة مجموعة من الشباب اقتحام مركز الجمارك لسرقة محتوياته.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي في تصريح لقناة "التونسية" التلفزيونية الخاصة، إن مجموعات مجهولة حاولت اقتحام المركز الحدودي في بوشبكة مستخدمة الزجاجات الحارقة وبنادق الصيد.
وأشار إلى أنه أثناء التصدي لهذه المجموعات سقط قتيل برصاص لم يُحدد مصدره بعد، وتم فتح تحقيق لمعرفة مصدر الرصاصة التي تسببت في مقتل الشاب, مضيفا أن عددا من الجرحى سقطوا أيضا خلال المواجهات، منهم رجل أمن أصيب بجروح خطيرة تم على إثرها نقله إلى الجزائر لتلقي العلاج.