قائمة الموقع

مُخترعو غزة يخوضون غِمار التجربة وحدهم

2014-01-11T17:27:51+02:00
الشاب إبراهيم سعد
الرسالة نت- عبدالرحمن الخالدي

استطاع شبابٌ غزّيون بهمّة عالية وطموح يفوق الخيال، أن يلحقوا بركب المُخترعين والمُبتكرين، متحدّين الحواجز والعوائق كافة، ومصممين على كسر الحصار المفروض منذ سنوات.

ورغم الحصار "الإسرائيلي" واستفحال الأزمات وتعدد أشكالها في قطاع غزة، إلا أن أهله ما زالوا يفاجئون العالم بصبرهم وثباتهم حتى وصل الأمر بهم إلى إختراع حلول لأزماتهم.

الشاب إبراهيم سعد (18 عاما) من حي الشجاعية، أحد نماذج الإبداع التي قابله مراسل "الرسالة نت" رغم صعوبة الظروف وعدم توفر أي دعمٍ لمُبتكراته، التي يُجزم أنها تقدم حلولاً لأزمات عدةّ يعاني منها الغزيّون يوميا.

من خلال النسخة الأولى من جهازه (X zero water) الذي يعمل على توليد غاز الهيدروجين وتجميعه، بواسطة إضافة مواد كيميائية بسيطة إلى كمية من المياه تتفاعل معها لإنتاج الغاز، يقول إبراهيم: "يُمكن من خلال الغاز المُنتج تشغيل المولدات الكهربائية وحتى السيارات، بالإضافة إلى إمكانية استخدامه كبديل لغاز الطهي الطبيعي المُستخدم في المنازل".

ويضيف: "بجانب هذا الجهاز فإن لديّ العديد من الأفكار والمشاريع جاهزة للتنفيذ، إلا أنني بحاجة إلى التشجيع والدعم لتطبيق تلك الأفكار وتجسيدها على أرض الواقع".

ويبيّن إبراهيم أن كل أفكاره جاءت نتيجة ملامسته للمعاناة اليومية التي يواجهها أبناء القطاع من أزمات نقص الوقود والغاز الطبيعي والانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي.

ويوضح أن العديد من وسائل الإعلام جاءت إلى منزله للتصوير وإعداد التقارير، إلا أن هذا لم يساعده في إيجاد الدعم اللازم لتطوير أفكاره وجعلها واقعية.

ويأمل إبراهيم أن يتم الاهتمام أكثر بشريحة المُبتكرين والمخترعين، وأن تُنظّم ورش عمل ولقاءات وبرامج تجمعهم بالمستثمرين ورجال الأعمال، حتى لا تصبح اختراعاتهم وابتكاراتهم مجرد حبرٍ على ورق.

اختراعات مُنافسة

المخترع منذر القصاص يشارك إبراهيم الرأي، والذي ظهرت موهبة الاختراع والابتكار لديه منذ المرحلة الإعدادية في ظل إهمال المعلمين والوزارة له، ومازال يعاني من ذات المشكلة حتى يومنا هذا، وفق قوله.

يتحدث القصاص -33 عامًا- والذي يعمل سائقا للأجرة حاليا لـ"الرسالة نت": "معدّل الثانوية العامة لم يُتح لي دخول كلية الهندسة، ولم يثنيني ذلك عن مواصلة استغلال موهبتي، حتى أصبحت اليوم منافسا لبعض الطلبة الجامعيين في مشاريعهم".

ويُكمل: "تركيزي الأكبر كان في المجال الطبي، فأغلب أعمالي جُهزّت لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، وكان أولها عمل روبوت يقلب صفحات الكتب يدويا، وطُوّر لاحقاً ليقلب المريض الصفحة بتحريك رأسه دون مساعدة أحد".

وأضاف القصاص: "صنعت أيضا سيارة تعمل بالكهرباء من مواد مُعاد تدويرها وأدوات محلية دون استخدام أي قطع خارجية، وتعمل باستخدام بطارية تُشحن كهربيا".

وأوضح أن مُبتكراته قد لا تكون الأولى من نوعها عالميا أو أن أفكارها حديثة ومُبتكرة، لكن لتكلفتها العالية فإن الحكومة لا تستطيع استيرادها من الخارج.

وأعرب القصاص عن تذمّره من إهمال العقول المُبدعة قائلاً: "البلدان المتقدمة تُعامل المُخترع وكأنه ثروة وطنية تُسهم في دعم الاقتصاد وإثراء البحث العلمي"، مبيناً أهمية دعم الكوادر المتميّزة والتي تستحق الوقوف بجانبها.

وتابع: "ثقافة مجتمعنا لعبت دورا كبيرا في ضعف الاهتمام بأي مُخترع، فهم يستغربون وجود مُخترعين فلسطينيين، وكأن الأمر أصبح حِكراعلى الغرب".

مسؤولية مُشتركة

محمد خريم ممثل مؤسسة النيزك في غزة -التي تهتم بالإبداع العلمي في فلسطين- من جهته بيّن أن مسئولية الاهتمام بالمبادرين والمُبتكرين مُشتركة ووجب التعاون لدعمهم.

وقال خريم: "هذه الفئة تتطلب رعاية واهتمام كبيرين، وقد أثبتت العديد من المشاريع في قطاع غزة جدارتها رغم قلة الامكانات وصعوبة الأوضاع الاقتصادية".

وأشار إلى مدى أهمية منح الحكومة براءات اختراع لإنجازاتهم ، بالإضافة لمساعدتهم أو تسهيل آليات حصولهم على قروض حسنة عن طريق المؤسسات المختلفة.

وأوضح خريم أن دور مؤسسة النيزك والمؤسسات الداعمة للإبداع، يتمثل بتدريب المُبدعين وتنمية مهاراتهم، بالإضافة لإشراكهم في مسابقات تنافسية وتوفير الدعم الممكن لإيصالهم لبداية الطريق.

ومن ناحية أخرى فإن خريم حمّل مسؤولية التقصير للمُخترعين أنفسهم، موضحا الدور الكبير الذي تلعبه مهارات عرض المشاريع وشرح الأفكار في توفير الدعم وتبني هذه المشاريع.

وتابع: "هذه المهارات لها الأثر الكبير في تسويق المشاريع وإقناع الجهات الداعمة والمانحة، بالإضافة إلى أهمية وجود مُخططات ودراسات شاملة لهذه المشاريع".

وأضاف ممثل المؤسسة: "في بعض المُسابقات يُطلب من أصحاب المشاريع تزويدنا بمبررات واضحة ومُقنعة مع دراسة لجدوى المشروع، إلا أن البعض لا يتمكن من إتمام المطلوب".

ودعا لضرورة الاستعانة بالمتخصّصين وذوي الخبرة وحتى الأصدقاء، لافتا أن أكثر المشاريع نجاحا هي التي كان ورائها فريق عمل متنوع ومُتكامل.

اخبار ذات صلة