طغت مشاهد الموت جوعا في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا على المشهد السياسي السوري مطلع العام الجديد, لكن أحدا لم يحرك ساكنا اتجاه الجريمة الإنسانية التي تهز أركان من يرى فصولها يوميا عبر وسائل الإعلام.
طارق حمود منسق مجموعة العمل الدولية من أجل فلسطينيي سوريا, قال إن الوضع الإنساني في مخيم اليرموك بدمشق مأساوي وأكبر من أن يوصف باللسان، مضيفا: "الفلسطينيون يموتون جوعاً بحصار بنادق فلسطينية مستأجرة من النظام السوري".
وأكد في حديث لـ"الرسالة نت" استشهاد 46 لاجئا فلسطينيا في المخيم جلهم من الشيوخ والأطفال بفعل الجوع، قائلا: "التاريخ سيسجلهم كشهود على خِسة من يحاصر "اليرموك" تحت شعار المقاومة التي تبرأت منه مع أول قطرة دم سورية سالت".
وكان يعيش في سوريا قبل الثورة نحو 600 ألف لاجئ فلسطيني يتوزعون على أربعة عشر مخيما وعشرين تجمعا سكنيا.
وتابع حمود: "المشهد الكارثي في مخيم اليرموك سببه غياب المسؤوليات الفلسطينية والدولية، ووجود غطاء سياسي للحصار والقتل الذي تؤمنه منظمة التحرير للنظام ومليشيات الجبهة الشعبية القيادة العامة بزعامة أحمد جبريل".
"استشهاد 46 لاجئا في المخيم جلهم من الشيوخ والأطفال بفعل الجوع
"
ونفى حمود وجود أي جهد دولي على المستوى الرسمي لرفع الحصار عن المخيمات وخاصة اليرموك، مشيرا إلى أن كل الجهود الحالية أهلية ومدنية وغير قادرة على تحقيق أي اختراق بالمشهد المأساوي كما أن الكارثة كبيرة وتفوق هذه التحركات.
وأعلن أنهم رصدوا منذ اندلاع الثورة وحتى اليوم استشهاد 1908 شهداء على مسمع ومرأى العالم والقيادة الفلسطينية، ومنظمة التحرير التي تلعب دور شاهد الزور على معاناتهم وجوعهم.
وكشف حمود أن "اليرموك" يفتقر إلى الحد الأدنى من الخدمات الطبية، كما أن الأطفال معرضون للموت جراء أمراض باتت من منسيات العالم الثالث فضلاً عن الأول.
وفيما يتعلق بالمستشفيات قال منسق مجموعة العمل الدولية من اجل فلسطيني سوريا, إن طائرات الميغ والقذائف الصاروخية دمرتها.
وأوضح أن الصمت الدولي والإسلامي نابع من صمت القيادة الفلسطينية التي تشارك في الجريمة من خلال تقديمها الغطاء السياسي للحصار.
وعن امكانية نقل اللاجئين من سوريا أو عدمه، قال حمود: "اللاجئون الفلسطينيون في سوريا ضحية هذا الصراع، والنفاق السياسي الحاصل في المنطقة، كما أن النظام السوري والقيادة الفلسطينية والمجتمع الدولي الذي أوجد قضية اللاجئين، عليه إيجاد حل كريم ولائق يحفظ الكرامة لهم".
واستطرد قائلا: "الشعب الفلسطيني الذي قبل على نفسه أن يأكل العشب اليوم هو ذات الشعب الذي أبى إلا أن يكون مع قضيته".
""اليرموك" يفتقر إلى الحد الأدنى من الخدمات الطبية
"
وتقول مجموعة العمل إن عدد المُهَجرين من مخيمات اللجوء في سوريا تجاوز الـ 400 ألفا, أي ما يقارب ثلاثة أرباع اللاجئين، منهم نحو 150 ألفا خارج سوريا والباقي داخلها.
وطالب حمود المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية اتجاه اللاجئين الفلسطينيين في سوريا لأن الشعب الفلسطيني صاحب قضية وتعرض للتهجير القسري ويستحق أن يعيش حياة كريمة، وتحت قيادة لا تجلب له العار. حسب تعبيره.
وأكد أن الفلسطينيين منذ بداية الأزمة في سوريا وهم عرضة للقرارات والإجراءات التعسفية التي تحرمهم من أدنى وأبسط حقوقهم كبشر, فضلا عن حقوقهم كلاجئين في ظل النزاعات العسكرية.