ألغيت اليوم الجلسة المسائية لمفاوضات جنيف2 التي تجري منذ أيام بين وفد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ووفد النظام السوري، في حين اتهمت الولايات المتحدة الحكومة السورية بتسميم أجواء المفاوضات.
وقالت وكالة رويترز إن الجلسة المسائية ألغيت بسبب الخلاف بشأن المبادئ الأساسية للتفاوض، في حين قال فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري إن الجلسة لم يتم إلغاؤها، بل إن المبعوث العربي والدولي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي رفع الجلسة الصباحية بعدما طالت وتجاوزت الوقت المخصص لها.
وأضاف في مؤتمر صحفي قرب مقر إجراء المفاوضات في جنيف أنه لن تعقد جلسة مسائية وأن التفاوض سيستأنف صباح الغد، وقال إن وفد النظام "قدم يوم أمس ورقة عمل رفضت المعارضة حتى النظر إليها".
السلاح الأميركي
واتهم المقداد أطرافا داعمة للمعارضة السورية بالسعي لإفشال مؤتمر جنيف2، وقال إن "الطرف الذي يقدم أسلحة للمعارضة غير مهتم بإنجاح هذا المؤتمر"، متهما الائتلاف بأنه "كاذب وغير مسؤول"، وأنه "يدعم إسرائيل ويدعم تقسيم سوريا".
وحسب المقداد فإن وفد النظام تقدم اليوم بمشروع بيان لإدانة استمرار الولايات المتحدة في تسليح من سماهم "الإرهابيين" بسوريا، وقال إن "منح السلاح للإرهابيين يعارض روح بيان جنيف1 الذي يمنع البند الأول منه تقديم السلاح للأطراف المتقاتلة".
واعتبر أن إرسال السلاح للمعارضة "أسوأ هدية تقدمها الولايات المتحدة لمؤتمر جنيف2"، مشيرا إلى أن "الأسلحة التي بعثوها من قبل وصلت إلى أيدي إرهابيين".
من جهته أكد عضو الوفد المفاوض عن الائتلاف السوري المعارض حسام الحافظ أن المقداد لم يكن داخل قاعة المفاوضات، وأن ما قاله "كلام تضليلي"، واعتبر أن وفد الائتلاف قدم "رؤية واضحة" للشق السياسي من هذه المفاوضات.
وقال الحافظ "استطاع وفدنا أن يطرح الوضع السياسي الانتقالي على جدول الأعمال، وتحدثنا في الموضوع الإنساني أيضا، لكن النظام يصر على تجويع المحاصرين".
واعتبر أن لدى المعارضة "رؤية واضحة لعملية الانتقال السياسي وزودنا الإبراهيمي بوثيقة في الموضوع، وتحدثنا عن وجوب رفع الحصار على جميع المناطق ورفض النظام وأصر على عدم إدخال المساعدات الإنسانية".
تسميم الأجواء
من جهة أخرى اتهمت الولايات المتحدة الحكومة السورية بتسميم أجواء التفاوض في مؤتمر جنيف2 برفضها إدخال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين، بمن فيهم الموجودون في حمص القديمة.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي دعوته الحكومة السورية إلى السماح لقوافل المساعدات الإنسانية بدخول المعضمية ودوما والمليحة بريف دمشق وكذا مخيم اليرموك وحي برزة في دمشق.
وبخصوص إدخال المساعدات إلى المدن التي تحاصرها قوات النظام، قال المقداد "هناك محاصرون يجوعون في مدن ومناطق أخرى يحاصرها إرهابيون.. يجب الحديث عن كل السوريين المحاصرين".
وقال إن النظام يشترط لرفع الحصار عن المدن المعنية أن يخرج منها المسلحون أو يخرج المدنيون، وتساءل "كيف نقدم الغذاء والدواء للإرهابيين.. سنقدم كل شيء بعد أن يغادر المسلحون أو يخرج المدنيون".
وفي المقابل أعلنت المعارضة السورية استعدادها لرفع الحصار عن ثلاث بلدات تحاصر فيها قوات النظام في شمالي البلاد. وقال عضو الوفد المفاوض عن الائتلاف السوري لؤي صافي لوكالة رويترز إن مقاتلي الجيش الحر مستعدون لرفع الحصار عن بلدات نبل والزهراء والفوعة بحلب وسط البلاد.
وثيقة مبادئ
وكانت الجلسة المشتركة التي عقدت صباح أمس اصطدمت بخلاف على أولويات البحث، مما دفع الإبراهيمي إلى رفعها، حيث عقد بعدها اجتماعات مع كل وفد على حدة.
ويصر وفد النظام على مناقشة "وثيقة مبادئ أساسية" عرضها صباح الاثنين, وأرادها أن تكون أساسا للمؤتمر.
وتنص الوثيقة على أن السوريين "لهم الحق الحصري في اختيار نظامهم السياسي بعيدا عن أي صيغ مفروضة"، في إشارة إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية تحل محل نظام الأسد, وهو ما نصت عليه مقررات مؤتمر جنيف1.
وقد اتهم وفد المعارضة وفد النظام بمحاولة تضييع الوقت بالوثيقة التي قدمها. وقال كبير المفاوضين هادي البحرة إن ما سمي بوثيقة المبادئ الأساسية أمر خارج إطار مؤتمر جنيف2 الذي يركز على تحقيق انتقال سياسي في سوريا، على حد وصفه.
وكان وفد النظام السوري قد اعترض منذ بدء المفاوضات بمؤتمر جنيف2 على تشكيل هيئة حكم انتقالية، متعللا بالتأويلات المختلفة لإعلان جنيف1 عام 2012.
الجزيرة نت