رامي خريس
حادثا التفجير اللذين وقعا مساء السبت في مدينة غزة بددا سكون المدينة التي تعيش أياماً هادئة في شهر رمضان ، ومع أن الله سلَّم ولم تقع إصابات أو أضرار حسبما قالت مصادر أمنية إلا أن الحدث بحد ذاته هام ويحمل دلالات وأبعاد خطيرة ويفتح الأبواب على مصراعيها أمام تكهنات تشير إلى تكرار مثل هذا النوع من الحوادث وربما بشكل أكثر خطورة لاسيما مع التهديدات التي أطلقتها مجموعات صغيرة تدعي انتمائها للسفلية والتي تقول أن لها ثأراً عند حركة حماس على خلفية أحداث رفح .
خفايا
الانفجار الأول بحسب المصادر الأمنية وقع بالقرب من مجمع أنصار غرب المدينة، فيما وقع انفجار أخر بعد فترة زمنية قصيرة بالقرب من مسجد الأمين المقابل لمنزل رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس.
وقالت المصادر أنها عثرت على عبوة ثالثة بالقرب من مقر الأمن والحماية التابع لحماس القريب من شاطئ بحر غزة وقامت وحدة هندسة المتفجرات بتفكيكها.
وربط مراقبون فلسطينيون بين هذه التطورات الميدانية وتهديدات أطلقت عبر البيانات في قطاع غزة بعد حادث رفح .
وكانت مصادر أمنية قد توقعت أحداثاً من هذا النوع ، ولكنها استبعدت استمرار هذا النوع من الأعمال وتطوره لاسيما أن من يقف وراءه غالباً مجموعات صغيرة .
وكشفت مصادر خاصة لـ"الرسالة" خفايا التحقيقات مع العناصر التي جرى اعتقالها على خلفية أحداث رفح مشيرةً إلى أن عددا كبيراً منهم شبان صغار لا يتجاوزون العشرين عاماً ، وهؤلاء ليس لديهم أدنى خلفيات فكرية سوى أنهم يريدون حمل السلاح وغرر بهم من هذا الباب .
وعلمت "الرسالة" أن تحقيقات الأمن الداخلي قادت إلى معلومات تشير إلى ارتباط بعض أفراد تلك المجموعات بجهات عربية أو بسلطة رام الله أما الأمر الأكثر خطورة بحسب المصادر الأمنية فهو ما كشفته التحقيقات من ارتباط بعض الأفراد بجهاز المخابرات الإسرائيلي.
إذن الأيدي الإسرائيلية حاضرة ، ليس هذا غريباً فالمخابرات الإسرائيلية جندت في السابق مجموعات كاملة عملت لصالحها وكان أفرادها يظنون أنهم يعملون لصالح المقاومة .
وفي سجون الاحتلال هناك غرف كاملة أفرادها يصومون بالنهار ويقيمون الليل ويتلون القرآن بالأحكام وهم في حقيقة الأمر يعملون لصالح المخابرات الإسرائيلية وهدفهم الحصول من الأسرى على معلومات واعترافات ، ويطلق عليهم الأسرى مصطلح "العصافير" .
** تحالف شيطاني
التحدي الأمني أمام الحكومة في غزة وحماس كبير ومهمتها صعبة فالأوراق تختلط ، المخابرات الإسرائيلية تتربص ، وسلطة رام الله تتآمر والمجموعات التخريبية الجديدة تنتظر الانقضاض على أي هدف تصله أيديهم ، ليس المهم أن يكون عسكرياً أو أمنياً أو حكومياً بل قد يكون مسجداً أو سوقاً أو مدرسة.
من المؤكد ان هذا الأمر ليس له علاقة بالدين وهناك من يحاول أن يزيد من معاناة المواطنين في القطاع ، والعمل على تخريب الأمن الذي حصلوا عليه في ظل سلطة حماس.
فبعد فشل الحصار والحرب في إسقاط حماس وحكومتها يبدو الآن هناك من يريد أن يعمل على إضعافها وتقويض سلطتها بنفس سلاحها وهو سلاح الدين والإيمان ،وهو ما يدفع كثيراً من المراقبين للاعتقاد الجازم بان هناك ارتباطا واضحا بين أعداء حماس ، فليس من المعقول أن تشن الحرب عليها من تلك الأطراف بشكل متوال ، ينتهي الرقص البلدي الذي ابتدعه محمد دحلان لتواجه بالحصار ، وبالحرب من قبل الاحتلال ، وثم بالتكفير من قبل مجموعات وأفراد لا يعلم حقيقتهم أحد حدأ.
وإذا كان الأمن أحد عناصر المواجهة الرئيسة فإنه لا يكفي إذا لم يتم تنفيذ حملات من التوجيه لاسيما في أوساط الشباب الذين يميلون لحمل السلاح بأي شكل ، حتى يتم تلافي تغريرهم وضمهم لمجموعات غير معروفة المنشأ ، ولا من يحركها ، وهو ما يتطلب عملية أمنية إعلامية بشكل متواز.