الرسالة.نت-وكالات
يبدأ على خشبة مسرح عمون وسط العاصمة الأردنية عمّان يوم 18 مارس/ آذار الحالي عرض مسرحية "سجل أنا عربي" الكوميدية الساخرة التي تكشف معاناة المواطن داخل حدود الوطن العربي المقسم.
وتندرج المسرحية تحت عنوان الكوميديا السياسية السوداء التي تضحك الآخرين على مآسينا.
وتتناول فوز الفنان حسين طبيشات "العم غافل" بتذكرة سفر بعد شرائه عبوة مسحوق الغسيل وأثناء سفره تنفجر عبوة ناسفة على العبارة البحرية "ضياع" التي ستقله من العقبة الأردنية لنويبع المصرية على البحر الأحمر، ليخضع لاستجواب قاس يتركز على كلمة "عبوة" ومن أين حصلت عليها ومن الجهة التي تقف وراءك ؟ ومن موّل الرحلة وغيرها من الأسئلة باستخدام العنف؟
رسالة مباشرة
وقال المخرج والبطل الفنان حسين طبيشات إن العمل –الذي حضرت الجزيرة نت بروفاته- يوجه رسالة واضحة ومباشرة عبر لوحات تتحدث عن معاناة المواطن العربي على الحدود بين الدول العربية، كما يناقش بجرأة مواقف الجامعة العربية من خلال مشاهد ساخرة عقب حضور مندوب منها ليعتذر عن معاناة المواطن العربي على حدود وطنه.
وقال طبيشات للجزيرة نت "نحن لا نقصد دولة بعينها بل نستهدف الحكومات بلا استثناء وموقفها من القضايا العربية في فلسطين والعراق والصومال واليمن، لنبدأ بتعرية الواقع العربي على معبر رفح والحاجز الفولاذي ومنع المساعدات لغزة".
وبحسب المخرج يختتم العمل بعبارة "سأبقى أقول كلمة الحق حتى ولو كلفني ذلك حياتي". وقال أيضا إن الرؤية الإخراجية واقعية ومباشرة بأسلوب كوميدي ساخر ولا توجد رمزية أو إيماءات تجاه أي طرف عربي بعينه.
المسرح الكوميدي والتساؤلات!
وحول ما يدور بشأن جدوى المسرح الكوميدي، قال طبيشات إنه من أهم المنابر الثقافية وعن طريقه يمكن إيصال أخطر الرسائل لشرائح المجتمع كافة من خلال الابتسامة وبطريقة سلسة، وشخصيا أقدم ما يدور في أعماق المواطن العربي بهذا الزمن الصعب.
وأشار إلى أنه واحد من الذين يؤدون هذه الرسالة ويؤمنون بها، وأنه يعلم أهمية المسرح ودوره في تغيير الظروف وحتى سلوك البشر.
بدوره قال المؤلف يوسف العموري إنه أراد كشف ما يتعرض له المواطن بتجواله في عالمه العربي على وجه الخصوص، كونه أصبح مدانا حتى داخل وطنه بتهمة "الإرهاب" وكأن صفة "إرهابي" أصبحت ملازمة للعربي.
وأضاف أن مشاهد المسرحية تمثل الواقع الذي يتعرض له المواطن العربي عند عبوره نقاط الحدود العربية، وما يخضع له من أسئلة واستجوابات تأخذ طابع العنف غالبا.
وبشأن تماثلها مع فيلم الحدود للفنان السوري دريد لحام، أوضح العموري الذي يشكل مع طبيشات ثنائيا مسرحيا أنها ليست مشابهة على الإطلاق بل تختلف اختلافا كليا من حيث الزمان والمكان، فأحداث الحدود تقع على حدود دولة عربية بذاتها بينما المسرحية تشمل الحدود العربية جمعاء.
بدوره قال الفنان ربيع زيتون الذي يؤدي دور ضابط مصري للجزيرة نت إن المسرحية لا توجه أصابع الاتهام لدولة معينة رغم أن المشتبه به موجود على الأراضي المصرية، بل تشير لطريقة الاستجواب الحازم واستدراج العم غافل للاعتراف بجرم لم يقترفه بطريقة عاطفية وكوميدية وعنيفة واتهام المواطن العربي الذي يعاني من ظلم الغرب بأنه إرهابي.