واصلت قوات النظام السوري قصفها المكثف للعديد من المدن في أنحاء سوريا، وبلغ إجمالي عدد القتلى الخميس 88 معظمهم في حلب وداريا وريف دمشق ودرعا، في حين أحرز الجيش الحر تقدما في مدينة القنيطرة وريف حماة.
وقال مراسل الجزيرة إن ثلاثين شخصا على الأقل قتلوا جراء إلقاء طائرات النظام براميل متفجرة على أحياء حلب السكنية لليوم العاشر على التوالي.
كما استهدف قصف ممائل حي الباب والمنطقة الصناعية في حي الشيخ نجار، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بالعشرات، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطين سوريين.
وتأتي هذه الغارات بعد يوم دامٍ قتل فيه نحو ستين سوريا في قصف بالبراميل المتفجرة لأحياء بحلب بينها حي المعادي, وبلدات قرب المدينة.
وفي ريف دمشق, قتل ثمانية مدنيين بينهم خمسة أطفال حين ألقت مروحيات للنظام براميل متفجرة على مناطق سكنية في المدينة المحاصرة في وقت مبكر من صباح الخميس.
وألقت المروحيات على المدينة ما لا يقل عن أربعة براميل متفجرة بعدما ألقت عليها الأربعاء 13 برميلا تسببت في دمار واسع بالأبنية السكنية.
وفي دمشق, تجدد القتال في منطقة بورسعيد بحي القدم, وتحدث المرصد السوري عن خسائر في صفوف القوات النظامية أثناء اشتباكها مع مقاتلين من جبهة النصرة وفصائل أخرى, في حين أشارت شبكة شام إلى اشتباكات متقطعة في حي القابون الذي يقع أيضا جنوب العاصمة السورية.
كما سجلت اشتباكات أخرى في منطقة ريما قرب مدينة يبرود بالقلمون شمال دمشق، وفقا لناشطين.
وتجدد القتال في القنيطرة جنوب دمشق, وتحديدا قرب بلدة "سويسه"، حسب المرصد السوري.
وكان مقاتلو المعارضة أعلنوا في وقت سابق أنهم استولوا على مواقع بالقنيطرة وقتلوا عددا من الجنود, بينما تحدث المرصد السوري عن مقتل 14 من المعارضين في الاشتباكات التي جرت بالقطاعين الأوسط والجنوبي بالمحافظة المتاخمة للجولان المحتل.
وفي ريف حماة، تعرضت بلدات كفرزيتا والبيدة والناصرية لقصف جوي ومدفعي، حيث تصاعدت في الآونة الأخيرة وتيرة القتال بين فصائل المعارضة والقوات النظامية وسط أنباء عن تقدم لقوات المعارضة.
مساعدات باليرموك
وفي مخيم اليرموك بجنوبي دمشق، تجمع عشرات الآلاف من قاطني المخيم في انتظار المساعدات التي أعدتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لإدخالها إلى المخيم، لكن كثيرا منهم عادوا بالخيبة مع عدم كفاية الطرود الغذائية، في حين لا تزال مناطق أخرى في جنوبي العاصمة المحاصر تنعى بين حين وآخر أعدادا جديدة من ضحايا الجوع وسوء التغذية.
وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن 86 شخصا قضوا نحبهم في المخيم بسبب الحصار المفروض من قوات النظام منذ يونيو/حزيران الماضي.
وأنشئ اليرموك في العام 1957 مخيما للاجئين الفلسطينيين، إلا أنه تحول في العقود الماضية إلى منطقة تجارية وسكنية تضم مباني من طبقات عدة يقيم فيها عشرات الآلاف من الفلسطينيين والسوريين.
وقبل اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد، قارب تعداد الفلسطينيين في اليرموك 150 ألف شخص.
ومع تمدد المعارك في صيف 2012 إلى أحياء على أطراف دمشق، نزح العديد من سكان العاصمة إلى اليرموك، مما رفع عدد سكانه بشكل ملحوظ، لكن المخيم نفسه سرعان ما تحول إلى ساحة حرب، وانتقل إليه العديد من السوريين الذين حملوا السلاح ضد قوات النظام.
وشارك مسلحون فلسطينيون في القتال، بعضهم إلى جانب المعارضين، وآخرون إلى جانب قوات النظام، لا سيما منهم عناصر الفصائل الموالية للنظام، أبرزها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة.
وفي يونيو/حزيران فرضت القوات النظامية حصارا على المخيم البالغة مساحته كيلومترين مربعين. ودفعت الظروف الخانقة العديد من السكان ليقتاتوا من لحوم الحيوانات الشاردة.
الجزيرة نت